- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- من الكاميرات إلى اللاسلكي.. كيف تتبعت إسرائيل القادة الحوثيين؟
- «الشاباك»: إحباط شبكة تهريب أسلحة وأموال من تركيا إلى الضفة لصالح «حماس»
- التحويلات المالية تتجاوز النفط كمصدر أول للعملة الصعبة في اليمن
- أحمد السقا يدافع عن مها الصغير: وقعت في خطأ غير مقصود بتأثير المحيطين
- راغب علامة: نصحت فضل شاكر بتسليم نفسه وليس لدي كراهية له
- الثالثة خلال شهر.. ضبط شحنة مخدرات بـ130 مليون دولار في بحر العرب
- 6 أطعمة تتفوق على التمر في محتوى الألياف الغذائية
- واشنطن: «حزب الله» يعيد التسلّح والجيش لا يقوم بعمل كافٍ
- حبس اللاعب رمضان صبحي على ذمة محاكمته في قضية تزوير
- أسعار البن تهبط عالمياً عقب إلغاء ترامب الرسوم على البرازيل
الثلاثاء 18 أغسطس 2020
اتصلت به أكثر من مرة عبر كل وسائل التواصل، فلم يرد تليفونه، أحسست بالقلق ..
جاء اتصاله المفاجئ ليبدد ماخفي عن تغيبه المفاجئ، فقد ترك صنعاء بدون أن يقول شيئا …
قلت له : أين كنت يارجل؟ ضاحكا دلالة حالة ارتياح قصوى : كنت أبحث عني ..، وهل وجدتك ؟ - نعم ...أين ؟
عدت إلى مدينتي فوجدت نفسي في كل مكان …في الشوارع، وفي الأزقة ، في عيون الأصدقاء، في الهواء الذي تعودت أن أتنفسه من صباي ...وجدت نفسي في الأماكن التي تعرفني وأعرفها ، في المقهى والزاوية التي جلستها ...وكاسات الشاي التي مرت على فمي ، وسخونتها التي طالما مدت جسدي بالدفء …
عدت من جديد إلى كل زاوية ظللتني يوما من حر الشمس، وإلى بطانيتي التي طالما لفت جسدي اتقاء البرد …
استعدت أنفاسي يا صاحبي وها أنا كما تسمع إنسانا سويا ….
هو المكان إذا ، سره المقدس الذي يعود بك كلما عدت إليه إلى كل حميم من ذكرياتك وآثار مراحل عمرك …
ولذلك خلد المكان ..وصار في أجناس أدبية كثيرة بطل كل اللحظات ومحور الكون …
نجيب محفوظ حفظ للمكان حضوره الطاغي في أعماله ، لم يترك شاردة وواردة في الحارة والشارع والمقهى والوجوه والأسماء التي ارتبطت بالمكان إلا واحضرها ووثق الحضور فصارت حياة متكاملة….
وأنظر إلى أعماله ستجد اسم المكان عنوانا بارزا يستنسخ في كل عمل بما يناسبه ..بين القصرين ، أولاد حارتنا …الخ
محمد عبد الولي أبرز المكان كبطل في معظم اعماله ان لم تكن كلها ...في وقت ينظر كثيرون إلى المكان على أنه مجرد تحصيل حاصل ،والإنسان من شغل المكان ، بينما المكان هو من يعطي الإنسان أو يمنحه حضورا طاغيا طالما وهو يحس بهمس الحجارة وحديث الطين وتململ الايدي التي مرت عليه أو لمسته ...ولا تزال المدن العتيقة تتحدث إلى من يعيشها ويعشقها ، في صنعاء وزبيد وطين تريم وأماكن اخرى كثيرة تصيغ الذكريات وتحتفظ بها وتعايش الإنسان الساكن في اعماقها …..
جمال الغيطاني كان يأسره جمال المكان ، وقد لاحظته على هامش ندوة الفكر والفن والأدب هنا في صنعاء يسجل في مفكرته تفاصيل واجهة البيت الصنعاني …ويقرأ العقود ، والوان القمريات ..
المكان إذا هو البطل ،ولايقتصر الدور على الزمان والإنسان …
أدركت جيدا واستوعبت ما قاله صاحبي …
هوسر المكان ….
لله الأمر من قبل ومن بعد .
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر

