- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً

- مخاوف يمنية من انخراط الحوثيين في صراع إيران وإسرائيل
- ترامب يوقع قراراً تنفيذياً بتأجيل حظر «تيك توك»
- الجيش الإسرائيلي: رصدنا إطلاق صواريخ من إيران تجاه الأراضي الإسرائيلية
- نعيم قاسم: مع إيران وإلى جانبها بكل أشكال الدعم
- الحكومة اليمنية تعتزم رفع سعر الدولار الجمركي
- أسعار النفط ترتفع 10 دولارات في أسبوعين
- البنتاغون يرسل حاملة الطائرات نيميتز للشرق الأوسط كإجراء احترازي
- شركة العال الإسرائيلية للطيران تلغي رحلاتها من وإلى عدد من المدن
- الرئيس الإيراني: واشنطن ضالعة بشكل مباشر في اعتداءات إسرائيل
- مسؤول إسرائيلي: الغماري قتل أو أصيب في غارة على صنعاء

وسط أعمدة الدخان المتصاعدة من طهران عقب الضربات الإسرائيلية المتتالية والقاصمة، تقف مليشيا الحوثي الإرهابية أمام مفترق طرق وجودي، تكشف معه خيوط اللعبة السياسية التي طالما اختبأت خلفها تحت عباءة "المقاومة".
بينما تُضرب إيران في عمقها العسكري والنووي، ويُغتال قادة الحرس الثوري والعلماء، يلتزم الحوثيون الصمت القاتل، مكتفين ببيانات جوفاء، لا تسمن المحور ولا تغنيه عن ضربة.
هذا السكون الحوثي يُعيد إلى الواجهة جدلية "التخادم الخفي" بين الجماعة وصانعة القرار في تل أبيب.. فهل هو خوف من مصير مشابه لما لاقاه قادة "حماس" و"حزب الله"؟ أم أنه انعكاس لاتفاق غير معلن يجنّب الجماعة الاستهداف، مقابل بقاء المسرحية قائمة؟
طوال سنوات، صدّرت الجماعة الحوثية نفسها كـ"رأس حربة" لمحور المقاومة.
صاحت بمكبرات الصوت "الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل"، وحرّكت طائراتها المسيّرة على وقع خطاب "الجهاد"، لكنها اليوم تعجز حتى عن إرسال طائرة كرتونية، مكتفية بالمناورة الإعلامية التي باتت مكشوفة للجميع، حتى لأتباعها.
الضربات الإسرائيلية، رغم امتدادها من غزة إلى طهران، لم تمس قيادات الحوثي، بل استهدفت البنية التحتية اليمنية من موانئ وكهرباء ونفط، وهي أهداف تخص الشعب، لا الجماعة المسلحة.. نمط انتقائي لا يُفهم إلا في سياق تفاهم ضمني، يتيح لإسرائيل مبرراً للتصعيد ضد إيران وأذرعها، دون أن تلمس "الفرع اليمني".
فمن المستفيد؟ إسرائيل تضمن خنق طهران تدريجياً دون فتح جبهة جديدة في اليمن، والحوثي يواصل استغلال مسرحية "العداء لإسرائيل" لتعزيز مواقعه التفاوضية، وترويج "انتصارات وهمية" لأنصاره.
المليشيا تقف اليوم أمام خيارين لا ثالث لهما: إما الانخراط في رد حقيقي تنفيذاً للولاء العقائدي لطهران، مع ما يحمله ذلك من مخاطر قد تطيح بقياداتها، أو التراجع والمراوغة، مع تحمل كلفة الانكشاف أمام جمهورها، الذي بدأ يكتشف زيف ادعاءاتها.
والمفارقة، أن الجماعة، وبدلاً من التحرك، قد تعود لورقة استهداف الملاحة البحرية كخطوة رمزية، لا تُغضب إسرائيل، ولا تُرضي طهران، بل قد تثير غضب المجتمع الدولي مجدداً، وتعيد الحوثي إلى دائرة الاستهداف الدولي.
الكشف عن عناصر حوثية متورطة في التعاون مع الموساد الإسرائيلي، كما جرى في لبنان، يضع الجماعة أمام احتمالين مريرين: إما اختراق شامل يجعل أي تحرك خطيرًا على قادتها، أو أن هذا الاختراق كان مقصوداً من أطراف داخلية تريد فضح العلاقة غير المعلنة بين الحوثي وتل أبيب.
الرد الحوثي المرتقب أو غيابه سيكون لحظة الحقيقة.. فإن تحركت الجماعة، ربما تُمحى قياداتها من المشهد، وإن صمتت، فهي تعلن انهيار رواية "المقاومة"، وتؤكد أنها ليست سوى أداة تُحرّكها المصالح، لا المبادئ.
والمفارقة التي لا يمكن إغفالها: أن الحوثي الذي يتاجر بدماء اليمنيين تحت لافتة "قتال الصهاينة"، هو ذاته الذي يقف اليوم متفرجاً على احتراق طهران، واضعاً قدميه في مساحة رمادية، لا فيها وفاء لمحور، ولا استقلال قرار.
إنها لحظة تعرية.. وامتحان لم تزدهر فيه إلا الحقيقة، بأن الحوثي لا يقاتل من أجل فلسطين، بل من أجل البقاء في كهوف السلطة بصنعاء.
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر
