- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً

- مناشدة عاجلة لوزير الداخلية المصري بشأن مواطنين يمنيين
- تحالف قبائل محور شعيب: لا للخضوع لحكم طائفي وندعو لتحرك عاجل ضد الحوثي
- كيف أصبح الأمريكيون مدمنين للقهوة؟
- محكمة العدل الدولية ترفض الدعوى المقدمة من السودان ضد الإمارات
- واتساب يتوقف عن العمل على 3 أجهزة آيفون شهيرة بدءاً من اليوم
- قائمة سوداء لشركات صينية مهددة بالشطب من البورصات الأمريكية
- إسرائيل تعلن عن رد محتمل على الهجوم الحوثي بالقرب من مطار بن غوريون
- نتنياهو: الهجوم الجديد على غزة سيكون «مكثفاً» لنهزم «حماس»
- وصفوه بـ«بوق الفتنة».. إدانة يمنية واسعة لتصريحات شوقي القاضي حول طارق صالح
- تقرير موثق بالصورة.. ماذا حدث للمهاجرين الأفارقة في صعدة؟

تكمن الخطورة في تعاطي الجمهور مع الدراما التاريخيّة على أساس أنّها تعيد حبك الأحداث التاريخيّة، أو تعيد تصحيح التاريخ وتصويب مساراته.
الاستثمار الدراميّ في التاريخ متجدّد، ويتوسّع مع توسّع الصناعة الدراميّة والإقبال الكبير عليها، لكن هل يمكن أن تحلّ الدراما محلّ التاريخ؟
درجت مقولة “إنّ التاريخ يكتبه المنتصرون”. بمعنى أن التاريخ انتقائيّ يتبع أهواء المنتصرين وسياساتهم في مختلف المراحل، وهذه الانتقائية تكون مربكة للعلم وتراكم الصعوبة على المؤرّخين والدارسين الباحثين عن الحقيقة وسط ركام المرويات التاريخيّة، والسرديّات التي تحتفي بالمنتصرين وتقوم بتلميع صورهم وأسمائهم ليكونوا أبطال المستقبل.
هل يقدّم صنّاع الدراما معالجاتهم وحكاياتهم للوقائع التاريخيّة من خلال الصناعة الدراميّة الانتقائية بدورها؟ هل يمكن القول إنّ التاريخ أصبح لعبة أو بضاعة أو سلاحا بأيدي هؤلاء يستغلّونه ويوجّهونه بصيغة قد تبدو أحيانا انتصارا للتاريخ، ورفعا للحيف عن بعض الشخصيّات التي طالها الغبن لأنّها كانت في صفّ المهزومين؟
في مسلسل “التاج” الشهير، يكون التعاطي مع التاريخ الحديث بنوع من الانتقائية، يكون الحرص على إبقاء صورة الملكة إليزابيث ملمّعة سائدا على مختلف الجوانب الأخرى، سواء أكانت شخصيّات تاريخية كالراحل جمال عبدالناصر، أم الرئيس الأميركي الذي وقع اغتياله جون كينيدي، أم رئيس الوزراء البريطاني أنتوني إيدن، وخلفه هارولد ماكميلان، وغيرهم من الشخصيات.. أم كانت أحداثا مصيرية كالعدوان الثلاثي على مصر 1956، وغيره من الأحداث التي يتمّ توظيفها بطريقة انتقائيّة تظهرها هامشيّة في مسار تعظيم البطلة.
لعلّ المفارقة تكمن في أنّ هناك مَن يقوم بتعريف الأماكن التاريخيّة التي تمّ تصوير بعض الأعمال الدراميّة فيها من خلال تلك الأعمال، وكأنّها هي صاحبة الفضل في تكريس مكانتها التاريخيّة، وإعادة البريق إليها، بعد أن غلّفها غبار النسيان، وذلك من دون الاكتراث بالمكانة التاريخيّة والاعتباريّة لها، وكيف أنّ الدراما استغلّتها لتقوم بالترويج على حسابها، أو جعلت منها مادّة تجاريّة بحلّة دراميّة.
لا يخفى أنّ التاريخ يظلّ نبعا يمكن النهل منه، كما يمكن انتقاء ما يوافق سياسات صنّاع الدراما وتوجّهاتهم، أو ما يتطلّبه العرض وما يفرضه السوق وما يتشوّق إليه الجمهور، لكن من الأهمّية بمكان أن يتحرّى المشاهد تفاصيل ما يتابعه ولا يأخذه على محمل الجدّ، ويبقيه في حيّز الدراما والتوظيف الدراميّ، لا تصديقه والإيمان به كأنّه التاريخ المفترض البديل، أو التاريخ الحقيقيّ.
تكمن الخطورة في تعاطي الجمهور مع الدراما التاريخيّة على أساس أنّها تعيد حبك الأحداث التاريخيّة، أو تعيد تصحيح التاريخ وتصويب مساراته، والتغافل عن فكرة أنّ المعالجة الدراميّة المفعمة بالتشويق واللعب الفنّيّ تبقى في ميدان الصناعة والفنّ والاستثمار، وتكون الحقيقة المتخيّلة في زوايا أخرى، لا في الصدارة كما قد يخيّل للبعض. وهنا على المتابع التمييز بين الدراما كصناعة، والدراما كتاريخ مفترض، كي لا يضيّع بوصلته بين الحقيقة والتخييل والتمثيل والتجميل والترقيع والانتقاء.
كاتب سوري
منقولة من صحيفة العرب...
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر
