- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً

- مناشدة عاجلة لوزير الداخلية المصري بشأن مواطنين يمنيين
- تحالف قبائل محور شعيب: لا للخضوع لحكم طائفي وندعو لتحرك عاجل ضد الحوثي
- كيف أصبح الأمريكيون مدمنين للقهوة؟
- محكمة العدل الدولية ترفض الدعوى المقدمة من السودان ضد الإمارات
- واتساب يتوقف عن العمل على 3 أجهزة آيفون شهيرة بدءاً من اليوم
- قائمة سوداء لشركات صينية مهددة بالشطب من البورصات الأمريكية
- إسرائيل تعلن عن رد محتمل على الهجوم الحوثي بالقرب من مطار بن غوريون
- نتنياهو: الهجوم الجديد على غزة سيكون «مكثفاً» لنهزم «حماس»
- وصفوه بـ«بوق الفتنة».. إدانة يمنية واسعة لتصريحات شوقي القاضي حول طارق صالح
- تقرير موثق بالصورة.. ماذا حدث للمهاجرين الأفارقة في صعدة؟

في بداية رواية "المعطف" للروسي غوغول يذكر الروائي أنه لا يريد أن يسمّي المدينة التي شهدت الأحداث المأساوية التي لحقت ببطل روايته، لأن مأموراً للشرطة في مدينة أخرى تقدّم بشكوى مدعياً أن الدولة وجميع قوانينها في طريقها للانهيار، وأن اسمه تعرّض للإساءة، لأن مأمورا آخر ظهر في حالة سكر شديد في إحدى القصص.
قد يكون من صفات قوة الرواية، ومهارة حبكتها، أن تخدع القارئ فيظن أن الأحداث حقيقية، وأن الشخصيات تعيش بيننا، ولهم رائحة الوجود الحي. غير أن هذه الميزات بالضبط قد تصبح نقمة على الروائي في مجتمع لم يتعلّم بعدُ كيف يقرأ رواية، حين يدّعي بعض القرّاء ـ أو القارئات أيضاً ـ أن الواقع الذي تصوّره الرواية، لا يشبه هذه الصورة، وأن الشخصيات التي يقدّمها الروائي، لا يمكن أن تكون قد عاشت في هذا المجتمع.
وأن هذه الرواية تشوّه الواقع، وتسيء إلى شخصياته الحقيقية من الرجال والنساء. فالواقع في نظر هؤلاء الذين يتخذون لأنفسهم مراكز للحراسة، شديد المثالية، ليس فيه أي شوائب، ولا جرائم، ولا خيانات.
وإذا ما تجرأ الروائي على تسمية امرأة خاطئة، أو عاشقة، فإنه سوف يتّهم بالكذب، أو تعميم الظواهر الفردية، فيما يكون ذلك القارئ هو الذي أراد التعميم، في تكرار عجيب لما فعله مأمور الشرطة لدى غوغول الذي أراد أن يجعل النموذج الروائي صورة عن الكل الواقعي.
يحدث أن يصوّر أحدهم فيلما تسجيلياً عن الجرائم التي ترتكب بحق الأيتام في إحدى الدور التي "تُعنى" بهم، أو يسجل وقائع جريمة بشعة، ويعيد تمثيلها، فترى المشاهدين، أو القرّاء، إذا كانت المشاهد مكتوبة، يصمتون، ويطأطئون رؤوسهم خجلاً، أو خوفاً، أمام مثل هذا العمل الذي يؤكد أنه يكتب أو يصور الوقائع كما جرت. فما الذي يحدث كي يعلو صوتهم ضد الرواية؟
ليست الرواية نسخة عن الواقع. ففضلاً عن استحالة النسخ، لأسباب فنية يعرفها الكتّاب، وسوف يعرفها أي شخص يحب أن يجرّب الكتابة، فإن العمل الفني عماده الرئيسي هو المخيلة. فالمخيلة وحدها هي التي تستطيع أن تخلق الترابط الضروري للشخصيات والأحداث كي تتمكن من إقناع القارئ أنها من لحم ودم. والرواية تنتج عالماً آخر موازياً لعالمنا الذي نعيش فيه، من الصعب أن يكون شبيها به، لاعتبارات الزمن المختلف، والأمكنة التي لا وجود لها. ولكن الشخصيات والأحداث تبدو حقيقية لنا بقدر ما يحسن الكاتب خلقها.
والآن كيف تقرأ رواية؟
أولاً: هذا الكتاب ملكك، وقد كتبه شخص آخر لا يعرف أي تفصيل عما يحدث في بيتك.
ثانياً: هذه المرأة التي في الرواية ليست أختك، ولا أمك ولا جدتك. فلا الرجل في أي رواية، هو جميع الرجال، ولا المرأة في أي رواية هي جميع النساء، ولا الولد ولا الشقي ولا الشريف.
ثالثاً: هؤلاء الرجال والنساء والأطفال من الورق، أو إذا شئت هم من المخيلة، ومأمور الشرطة في بلدة "س" ليس أنت.
منقولة من العربي الجديد...
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر
