- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً

- مناشدة عاجلة لوزير الداخلية المصري بشأن مواطنين يمنيين
- تحالف قبائل محور شعيب: لا للخضوع لحكم طائفي وندعو لتحرك عاجل ضد الحوثي
- كيف أصبح الأمريكيون مدمنين للقهوة؟
- محكمة العدل الدولية ترفض الدعوى المقدمة من السودان ضد الإمارات
- واتساب يتوقف عن العمل على 3 أجهزة آيفون شهيرة بدءاً من اليوم
- قائمة سوداء لشركات صينية مهددة بالشطب من البورصات الأمريكية
- إسرائيل تعلن عن رد محتمل على الهجوم الحوثي بالقرب من مطار بن غوريون
- نتنياهو: الهجوم الجديد على غزة سيكون «مكثفاً» لنهزم «حماس»
- وصفوه بـ«بوق الفتنة».. إدانة يمنية واسعة لتصريحات شوقي القاضي حول طارق صالح
- تقرير موثق بالصورة.. ماذا حدث للمهاجرين الأفارقة في صعدة؟

في ظل التوترات المتصاعدة في البحر الأحمر، وتحديدًا مع استمرار هجمات مليشيا الحوثي على السفن التجارية وتهديدهم لممرات التجارة الدولية، تبدو التحركات العسكرية الأمريكية والبريطانية الجارية رسالة واضحة بأن مرحلة جديدة من الردع قد بدأت.
فرغم ما أوردته قناة الجزيرة حول نية البنتاغون سحب حاملة الطائرات "ترومان" من البحر الأحمر، إلا أن المعطيات الميدانية وبيانات حركة الطيران تشير إلى عكس ذلك تمامًا، بل تؤكد تموضعًا قتاليًا متقدمًا يُنذر بمرحلة أكثر حسماً في مسار المواجهة مع الجماعة التي تُصنف إرهابية من قبل الولايات المتحدة وكندا وأستراليا ودول الخليج وجامعة الدول العربية.
الطائرات الأمريكية والبريطانية، وعلى رأسها طائرات F-18 المدعومة من حاملة ترومان، تشن غارات متكررة، إلى جانب نشاط واضح لطائرة الاتصالات المتقدمة E-11A التي تسهّل التنسيق بين القوات الأمريكية وقوات الحلفاء في مسرح العمليات، ما يدل على أن الحديث عن انسحاب قد يكون مجرد تضليل إعلامي لتغطية تصعيد فعلي قادم.
إن مشاركة طائرة "بيه-8" ذات القدرات المتعددة في مراقبة الأنشطة البحرية والحرب الإلكترونية، تكشف عن نية لفرض طوق استخباراتي ولوجستي شامل، ربما تمهيدًا لعمليات أعنف وأكثر دقة.
في هذا السياق، يبرز سؤال استراتيجي وجوهري: إلى متى ستظل هذه العمليات الجوية وحدها دون تحرك بري موازٍ يُحدث فارقًا ميدانيًا ملموسًا؟ فالتجربة أثبتت، لا سيما خلال الشهور الستة الماضية، أن الضربات الجوية وحدها غير كافية لردع الحوثي أو تقويض بنيته العسكرية، بل إن الجماعة الإرهابية أظهرت قدرة على التكيّف والرد، بل وتطوير أدوات استهداف جديدة بدعم مباشر من إيران.
لذلك، فإن الرسالة الأهم التي يجب أن توجهها الولايات المتحدة إلى الحوثي الآن، ليست فقط من خلال القصف، بل من خلال إرعابه بوجود تهديد بري حقيقي قادم يهدد وجوده في مناطقه الرئيسية.
هنا تبرز أهمية الدفع نحو دعم قوات يمنية قادرة على تنفيذ عمليات برية واسعة، تبدأ بتحرير محافظة الحديدة، الشريان البحري الذي يستخدمه الحوثيون لأغراض عسكرية وتجارية غير مشروعة، وتمتد نحو صنعاء، العاصمة التي لا تزال تمثل مركز الثقل السياسي والعسكري للجماعة.
إن تحرير الحديدة سيمثل ضربة استراتيجية ساحقة لقدرات الحوثي البحرية، وسيعزز السيطرة على الموانئ ويمنع تدفق الأسلحة الإيرانية، كما أنه سيمهد الطريق لعملية أكثر حساسية وهي التقدم نحو صنعاء لإسقاط المركز السياسي والعسكري للجماعة.
لا يمكن للولايات المتحدة أن تواصل نهج الاستنزاف الجوي وحده، دون تبني سياسة دعم مباشر لقوى يمنية مدربة ومجهزة جيدًا يمكنها التحرك برًا، خصوصًا في ظل الغطاء الجوي والاستخباراتي الكبير الذي توفره واشنطن وحلفاؤها حاليًا.
إن رسالة الردع لن تكتمل ما لم يشعر الحوثي أن هناك خطرًا حقيقيًا يتهدد وجوده في معاقله، وأن المجتمع الدولي – بقيادة أمريكا – جاد في إنهاء التهديد الذي تمثله هذه الجماعة على الملاحة الدولية وعلى أمن الإقليم ككل.
ومن زاوية سياسية، فإن دعم التحرك البري لا يصب فقط في مصلحة واشنطن، بل يعزز موقفها أمام حلفائها في الخليج، الذين يتوقعون منها قيادة حازمة في حماية أمنهم القومي، ويعيد لها دورها القيادي في المنطقة.
كما أن القضاء على الحوثي في صنعاء سيبعث برسالة إلى طهران بأن زمن إدارة المعارك بالوكالة دون حساب قد انتهى، وأن الضربات لن تقتصر بعد اليوم على الأدوات بل قد تطال الرعاة.
الخلاصة أن التحركات الجوية الحالية، رغم أهميتها، يجب أن تكون مقدمة لمرحلة جديدة تُدمج فيها القوة الجوية مع الحسم البري، لتغيير المعادلة على الأرض.. إرعاب الحوثي اليوم يتطلب ما هو أكثر من الصواريخ، بل يحتاج إلى خطوات ميدانية تجعل صنعاء والحديدة هدفًا حقيقيًا، لا مجرد نقطة في بيانات الطيران.
عن الموقع المصري زوايا عربية
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر
