- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً

- مناشدة عاجلة لوزير الداخلية المصري بشأن مواطنين يمنيين
- تحالف قبائل محور شعيب: لا للخضوع لحكم طائفي وندعو لتحرك عاجل ضد الحوثي
- كيف أصبح الأمريكيون مدمنين للقهوة؟
- محكمة العدل الدولية ترفض الدعوى المقدمة من السودان ضد الإمارات
- واتساب يتوقف عن العمل على 3 أجهزة آيفون شهيرة بدءاً من اليوم
- قائمة سوداء لشركات صينية مهددة بالشطب من البورصات الأمريكية
- إسرائيل تعلن عن رد محتمل على الهجوم الحوثي بالقرب من مطار بن غوريون
- نتنياهو: الهجوم الجديد على غزة سيكون «مكثفاً» لنهزم «حماس»
- وصفوه بـ«بوق الفتنة».. إدانة يمنية واسعة لتصريحات شوقي القاضي حول طارق صالح
- تقرير موثق بالصورة.. ماذا حدث للمهاجرين الأفارقة في صعدة؟

قد يكون في تحرير الكتاب ونشره وإيصاله إلى القارئ تبديدا للوحدة التي صاحبت الكاتب في مسار إنجازه لعمله، وتحرير للروح المستوحشة التي ساهمت في إبداع العمل، وإشراك للقارئ في تلك الوحدة.
هل يكون الكاتب وحيدا حين يكتب نصّه ويختلق شخصيّاته؟ هل تتّسم وحدة الكاتب بالوحشة المصاحبة للوحدة عادة أم أنّها وحدة منشودة تساعده على الإبداع؟ ألا تساعد الوحدة الكاتب على ترتيب الازدحام الذي يعيشه في داخله، والأصوات التي تتعارك في أعماقه باحثة عن سبل للتتجلّي والتجسيد والحضور في عالمه المكتوب؟
هناك أدباء ضربوا أمثلة في الوحدة، بحثوا عنها، نشدوها لذاتها وما يمكن أن تساعدهم فيه من إبداع وإنتاج، وهي التي تحفظ للكاتب خصوصيته، تمنحه مسافة ليستطيع النظر إلى واقعه أو واقع عمله الذي يشتغل عليه، تكفل له الاستقلالية والبعد عن ضوضاء الخارج ليهدّئ ضجيجه الداخليّ.
ربّما يقود أيّ حديث عن غرفة الكاتب أو حجرة خاصّة للكتابة إلى الإنكليزية فرجينيا وولف صاحبة “غرفة تخصّ المرء وحده”، وتلك الغرفة المأمولة تكون موطن المرء الباحث عن عزلته ووحدته ليصمّم كيانه المزدحم بالعالم المتحرّك دائم التغيّر من حوله.
الفرنسية مارغريت دوراس (1914 – 1996) تحدثت بدورها بإسهاب في كتابها “أن تكتب.. الروائي والكتابة” عن الوحدة التي يمكن أن تكون مساعدة على الإبداع ودافعة ومحرّضة له، وأن وحدتها ساعدتها على كتابة نصوصها، وتمضية الوقت بمتعة معها، وكأنها برفقة مجموعة من البشر. وقد ركّزت دوراس على ضرورة وجود عزل بين الكاتب والأشخاص المحيطين به؛ أي الوحدة، وتصفها بوحدة المؤلف، وحدة ما يكتب.
وتجد أن الوحدة الحقيقية للجسد لتغدو نفسها وحدة المكتوب التي لا تغتصب. وتراها تكتب عن فكرة صناعة الوحدة، وأن المرء لا يجد الوحدة بل عليه أن يصنعها لينعم بها، وأنها قررت أن بيتها هو المكان اللائق بها لتكون وحيدة، من أجل كتابة كتبها، وأنها كانت وحيدة وأغلقت على نفسها باب بيتها الذي أصبح بيت الكتابة بالنسبة إليها.
ربّما تكون الوحدة ملاذا لترويض وحشية الكاتب، وتهدئة ثورته وجنونه، ولا سيما أنّه يعيش في عالمين متوازيين، عالم الواقع بكلّ ما يعترك فيه من تفاصيل يومية، وعالم الكتابة الذي يقوم بتأثيثه بكثير من التفاصيل التي قد تكون انعكاسا لتفاصيل الحياة نفسها، مع تلاعبه وتحويره وتجييره وتوظيفه لها بطريقة أدبيّة.
وقد يكون في تحرير الكتاب ونشره وإيصاله إلى القارئ تبديدا للوحدة التي صاحبت الكاتب في مسار إنجازه لعمله، وتحرير للروح المستوحشة التي ساهمت في إبداع العمل، وإشراك للقارئ في تلك الوحدة، ونقلها إليه ليعايش تفاصيل العمل بطريقة مختلفة.. وهنا تتحوّل وحدة الكاتب إلى وحدة ثريّة مزدحمة بالقرّاء، بعد أن كانت مزدحمة بشخصيّاته التي اختلقها ووزّع أدوارها.. ولعلّها الوحدة المنشودة في عالم الأدب.
كاتب سوري
منقول من صحيفة العرب...
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر
