
- اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.. بين التفاؤل الحذر ومخاطر العودة إلى الهاوية
- زعيم كوريا الشمالية يتعهد ببناء «جنة اشتراكية» في بلاده
- الذهب يتجه للارتفاع الأسبوعي الثامن على التوالي
- ترامب يسعى لجذب الأضواء قبل الإعلان عن الفائز بجائزة نوبل للسلام
- وزير الخارجية السوري في بيروت الجمعة لبحث ملفات شائكة
- زلزال بقوة 7.4 درجة يضرب جزيرة مينداناو في الفلبين وتحذير من تسونامي
- الجيش الإسرائيلي يبدأ الانسحاب من غزة
- الرئيس التنفيذي لشركة "Petro Oil & Gas Traders" يؤكد أهمية التعاون الدولي في منتدى الغاز العالمي بسانت بطرسبرغ
- الجوع يلتهم صنعاء.. والحوثيون ينفقون الملايين على احتفالات المولد
- اتفاق إستراتيجي بين "بترو أويل آند جاز تريدرز" الإماراتية و"السخنة للتكرير والبتروكيماويات" المصرية لتزويد مشروع مصفاة السخنة بالخام

بدأت علاقتي به من خلال صوته الذهبي العبقري وأنا في العاشرة من عمري تقريباً ، كنت وقتها مدمناً على المذياع ، وكان أسلوبه في قراءة الشعر من خلال برنامجه الشهير لغتنا الجميلة يأخذ روحي إلى مدن من خيال .
سنة 1983م حصلت على كتابه الشهير " أحلى عشرين قصيدة حب " وبعد شهرين تقريباً كنت قد حفظته من الغلاف إلى الغلاف ، وسرعان ما اكتشفت أن ذلك الكتاب كان أساسياً في تكوين عدد هائل من بناء جيلي الذين صاروا فيما بعد شعراء أو ساردين أو ذوي صلة ما بالأدب .
وفي سنة 1985م فاجأني أحب أساتذتي المصريين إلى قلبي وهو أستاذ اسكندراني مثقف اسمه محمد عبد الحليم بهدية لازال طعم حلاوتها في قلبي إلى اليوم ولم تكن تلك الهدية إلا ديوان فاروق شوشة " الأعمال الكاملة " الصادر عام1985م وكان يضم مجموعاته " إلى مسافرة 1966 ،.العيون المحترقة 1972 ، لؤلؤة في القلب 1973 ،.في انتظار ما لا يجيء 1979 .، الدائرة المحكمة 1983 " .
من ثم كانت لي رحلة بديعة مع كتابه الشهير " أحلى عشرين قصيدة حب في الشعر الإلهي " وهي سيمفونية بديعة اختارها بروح صوفي يتفانى عشقاً وذوقا ..
بعدها صار فاروق شوشة جزءً مكينا في تكويني ، ظللت أتابع إصداراته وكتاباته في مجلة " العربي " وبرامجه وحوراته .. وفي السنوات السبع " 2001 - 2007م "التي ارتبطت فيها ارتباطاً وثيقاً بشاعر اليمن الكبير إبراهيم الحضراني رحمه الله وجدتني أعود كثيراً لفاروق شوشة فلم يكن يمر يوم من أيام اتصالي بالحضراني واشتغالي على تجربته الشعرية وسيرته دون أن يتحدث عن فاروق شوشوشة بشكل مّا .. كان مخزون الحضراني من الذكريات ثرياً كعادته دائما .. وكانت فترة إقامته بمصر في ستينيات القرن الماضي قد ربطته بصداقة وثيقة مع ثلة من الأدباء ، كان على طريقته المعروفة يسميهم الندامى ، وكان على رأسهم قاروق شوشة وأحمد رامي وأمل دنقل والعوضي الوكيل وعباس الأسواني .. وكانت صداقتهم تقوم على ثلاثة محاور .. أخوة الأدب والمثاقفات ، مجالس الأنس والمنادمة ، والشغف بأم كلثوم وحفلاتها ، أحاديث الحضراني الدائمة عن صحبته تلك قربتني أكثر فأكثر من فاروق شوشة الذي كان الحضراني يكن له تقديراً خاصاً ويبدو أن كل واحد منهما كان يكن للآخر نفس الاحترام، وقد بلغ من اعجاب كل منهما بالآخر حد حفظ لوازمه في الكلام والحركة ..فعندما التقيت بفاروق شوشة في 12 مارس سنة 2010م وكان ذلك لقائي الأول به أهديته "ديوان الحضراني " - وهو من أكثر الكتب التي أعتز بها فقد اشتغلت سنوات على جمعه وتوثيقه وتحقيقه واستنقاذ ما ضاع منه - ، كان فرحه به فرح من وجد كنزاً ثميناً ، وفيما هو يقلب صفحاته معجباً بحسن طباعته وإخراجه قلت له مداعباً:
أتدري كيف كان الحضراني يتحدث عنك عند أول ذكره لك ؟،
سرح فاروق شوشة بنظره مبتسماً وأمال عنقه بسلطنة واضحة ومحبة فياضة وقال :
-فاروق شوشة رعاه الله.
أداها تماماً كما كان يقولها الحضراني .
ووقفت مذهولاً أحملق فيه تارة وتارة اخرى في صديقي الشاعر محمد العابد ألذي كان أكثر ذهولاً مني .
للحديث بقية .. رحم الله فاروق شوشة فقد رحل صباح يوم امس الجمعة.
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر
