السبت 11 اكتوبر 2025 آخر تحديث: السبت 11 اكتوبر 2025
اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.. بين التفاؤل الحذر ومخاطر العودة إلى الهاوية
حركة المقاومة الفلسطينة حماس
الساعة 00:46 (الرأي برس- محمود الطاهر)

بعد عامين من الحرب الدامية، أعلن عن اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وسط تحذيرات محللين من أن الطريق نحو سلام دائم لا يزال محفوفاً بالمخاطر، وأن البنود الحالية قد تكون مجرد "وقت مستقطع" قبل عودة الصراع بشكل أشد.

بنود الاتفاق وتفاصيله
يقوم الاتفاق الحالي على عدة مرتكزات أساسية تشمل وقفاً شاملاً للأعمال القتالية، وبدء عملية تبادل للأسرى والرهائن، حيث سيتم الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين في غزة مقابل إطلاق سراح ما يقارب ألفي أسير فلسطيني، بينهم مئتان وخمسون محكوماً بالمؤبد.

كما ينص الاتفاق على انسحاب القوات الإسرائيلية من كامل قطاع غزة، وبدء عملية إدخال المساعدات الإنسانية بشكل مكثف إلى القطاع المحاصر. لكن المراقبين يشيرون إلى أن الجدول الزمني والآلية التفصيلية للانسحاب لا تزال غير واضحة المعالم، مما يترك مجالاً للتأويل والتأخير.

التحديات الكبرى
أبرز التحديات التي يحملها هذا الاتفاق، بحسب محللين، تتمثل في قضية نزع السلاح، حيث تصر إسرائيل والولايات المتحدة على أن يكون نزع سلاح حماس شرطاً أساسياً لأي تسوية دائمة، بينما ترفض الحركة بشكل قاطع أي حديث عن تسليم سلاحها، معتبرة إياه "شرعياً للدفاع عن الشعب الفلسطيني".

ولا يقل تعقيداً السجال حول الهيئة التي ستتولى إدارة غزة، حيث ترفض إسرائيل عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة بالصيغة الحالية، كما ترفض أي دور لحماس. من جهتها، أعلنت حماس أنها "لن تكون جزءاً من حكم غزة"، في إشارة إلى مرونة في إيجاد صيغة وطنية لإدارة القطاع.

وعلى الرغم من أن بنود الاتفاق الحالي لا تتحدث عن التهجير، بل تؤكد على حق العودة وإعادة الإعمار، فإن مصادر تحليلية تؤكد أن فكرة تهجير سكان غزة لا تزال قابعة في الخلفية. فخطط ترامب الأولية لاقت ترحيباً من اليمين الإسرائيلي الذي يعتبر التهجير حلماً استراتيجياً، ورغم تراجع الخطاب الرسمي عن حدة هذه الفكرة، إلا أنها تبقى أداة ضغط محتملة قد تعود للواجهة إذا ما تعثرت عملية التنفيذ.

المشهد الإقليمي والدولي
يحدث كل هذا في إطار تفاعلات إقليمية ودولية معقدة، حيث هناك حراك عربي واضح لعرقلة أي مخططات للتهجير وعرض مقترحات بديلة تقوم على إعادة الإعمار وتشكيل حكم فلسطيني مستقل. كما أن للدول الوسيطة مثل مصر وقطر وتركيا مصالح وتأثير متبادل مع الأطراف الدولية، مما يجعل من عملية الوساطة جزءاً من معادلة المصالح الأكبر في المنطقة.

سيناريوهات المستقبل
بحسب مراقبين، هناك سيناريوهان محتملان للمرحلة القادمة..
السيناريو الأول: تفاؤلي حذر، حيث يؤدي الاتفاق إلى تهدئة طويلة الأمد، وبدء عملية إعمار حقيقية، وفتح باب حوار فلسطيني جاد حول ترتيبات الحكم الداخلي. هذا السيناريو مرهون باستعداد إسرائيل للانسحاب الحقيقي واستعداد حماس للتحول إلى لاعب سياسي بالكامل.

السيناريو الثاني: تشاؤمي واقعي، حيث تتحول المرحلة القادمة إلى جولة جديدة من الانتظار، تتعثر فيها المفاوضات حول نزع السلاح وإدارة المعابر، وتستغل إسرائيل الوقت لتحقيق مكاسب أمنية، مما قد يؤدي إلى عودة الحرب بشكل أو بآخر.

الخلاصة:
الخيار الآن بين يدي الأطراف الدولية والوساطة الإقليمية؛ إما الضغط لتحقيق سلام عادل وشامل يزيل جذور الأزمة، أو الاكتفاء بإدارة الأزمة التي ستؤجج ناراً جديدة لا تبقي ولا تذر. الاتفاق الحالي يمثل محطة مهمة، لكنه ليس محطة النهاية.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر