- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً

- اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.. بين التفاؤل الحذر ومخاطر العودة إلى الهاوية
- زعيم كوريا الشمالية يتعهد ببناء «جنة اشتراكية» في بلاده
- الذهب يتجه للارتفاع الأسبوعي الثامن على التوالي
- ترامب يسعى لجذب الأضواء قبل الإعلان عن الفائز بجائزة نوبل للسلام
- وزير الخارجية السوري في بيروت الجمعة لبحث ملفات شائكة
- زلزال بقوة 7.4 درجة يضرب جزيرة مينداناو في الفلبين وتحذير من تسونامي
- الجيش الإسرائيلي يبدأ الانسحاب من غزة
- الرئيس التنفيذي لشركة "Petro Oil & Gas Traders" يؤكد أهمية التعاون الدولي في منتدى الغاز العالمي بسانت بطرسبرغ
- الجوع يلتهم صنعاء.. والحوثيون ينفقون الملايين على احتفالات المولد
- اتفاق إستراتيجي بين "بترو أويل آند جاز تريدرز" الإماراتية و"السخنة للتكرير والبتروكيماويات" المصرية لتزويد مشروع مصفاة السخنة بالخام

فرويد سمّى أريكته بالعثمانية، وأحيانا دعاها سرير الفحص، لكن هذه الأريكة التي ترقد في 'متحف فرويد' بلندن أصبحت تعرف بأريكة التحليل النفسي.
كيف يمكن تفسير استحضار بعض الروائيّين شخصيّات فكريّة وعلميّة والتعاطي معها كشخصيّات روائيّة؟ هل لتأدية أدوار شخصيّات روائيّة أم لتتسلّل أفكارها إلى الرواية عبر تلك الشخصيات؟
يعدّ عالم النفس النمساويّ سيغموند فرويد واحدا من الشخصيّات التي تكرّرت في عدد من الروايات والأبحاث، وتم استحضاره والاستعانة بإرثه التحليليّ واستلهامه بطريقة ما، وهو الذي كان قد اعتمد في دراساته وفرضيّاته على بعض الروايات ومقاربتها بطريقته التحليليّة.
فرويد الذي أضاف بأبحاثه إلى مكتبة الفكر وحقق الكثير باجتهاده وتجديده، يتحوّل إلى شخصيّة روائيّة أو بحثيّة توضع تحت مجهر الروائيّ أو الباحث، ليمارس عليه ما كان يمارسه هو نفسه على مرضاه، أو على شخصيّاته التي كانت تشكّل ركائز دراساته.
مثلا في رواية “عندما بكى نيتشه” للأميركي إرفين د. يالوم يرسم شخصية فرويد كعالم نفسيّ مقبل على تطبيق معالجاته وطريقته الجديدة في عالم الطبّ، يضعه بمواجهة غير مباشرة مع الفيلسوف الألمانيّ فريدريك نيتشه، بالموازاة مع الطبيب النفسانيّ النمساويّ جوزيف بريوير بحيث يكمّل أحدهما الآخر، وإن كان مسارهما في خطّين مختلفين، لكنّهما يتكاملان في إطار الفكر والفلسفة والعلم.
في الجانب البحثيّ الأدبي والتاريخيّ يحضر فرويد أيضا كشخصيّة مثيرة للاهتمام، وباعثا على التدبرّ في أقواله وأفعاله واختياراته، فنجد مثلا الباحثة البريطانيّة مارينا وورنر تتساءل في كتابها “السحر الأغرب” ما إن كان فرويد قد خلق فضاء شرقيا عندما كان يستقبل مرضاه على أريكة بكسوة شرقية، وسواء فعل ذلك بوعي منه أو دون وعي، وهو فضاء يسمح للراوي بسرد الحكايات، غير أن الراوي هذه المرة هو المريض المحتاج للعلاج، لا المستمع “السلطان”. وتقول إنها عندما حاولت اختبار نظريتها حول “السجادة التركية” التي استخدمها فرويد غطاء للأريكة في مكتبه حيث يستقبل مرضاه، وجدت الكثير من الرمزية في انتظارها.
تذكر وورنر أن فرويد سمّى أريكته بالعثمانية، وأحيانا دعاها سرير الفحص، لكن هذه الأريكة التي ترقد في “متحف فرويد” بلندن أصبحت تعرف بأريكة التحليل النفسي. وقد اكتسبت كل صفات الأثر المقدس، فهي تعبق بالذكريات التاريخية، وشهدت على العديد من الأحداث، وتغيرت حالتها المادية العادية إلى حالة سحرية بسبب الغاية التي كانت تستخدم فيها.
يبرز استلهام الروائيّين لمختلف الشخصيّات، سواء أكانت تاريخيّة أو معاصرة، مدى قدرتها الاستيعابيّة ومرونتها بحيث يمكن أن تسرد تاريخا تتخيّله وهي تتّكئ على تاريخ حقيقيّ من دون أن تُساءَل مساءلة التأريخ نفسه، كما يمكن أن تتغلغل إلى علم النفس وتغرق فيه من دون أن تعامَل معاملة البحث النفسيّ، وكذا في مختلف المجالات، تراها تمثّل جمال الأدب في العلوم، أو جماليّات العلوم في الأدب.
كاتب من سوريا
منقولة من صحيفة العرب...
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر
