
- اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.. بين التفاؤل الحذر ومخاطر العودة إلى الهاوية
- زعيم كوريا الشمالية يتعهد ببناء «جنة اشتراكية» في بلاده
- الذهب يتجه للارتفاع الأسبوعي الثامن على التوالي
- ترامب يسعى لجذب الأضواء قبل الإعلان عن الفائز بجائزة نوبل للسلام
- وزير الخارجية السوري في بيروت الجمعة لبحث ملفات شائكة
- زلزال بقوة 7.4 درجة يضرب جزيرة مينداناو في الفلبين وتحذير من تسونامي
- الجيش الإسرائيلي يبدأ الانسحاب من غزة
- الرئيس التنفيذي لشركة "Petro Oil & Gas Traders" يؤكد أهمية التعاون الدولي في منتدى الغاز العالمي بسانت بطرسبرغ
- الجوع يلتهم صنعاء.. والحوثيون ينفقون الملايين على احتفالات المولد
- اتفاق إستراتيجي بين "بترو أويل آند جاز تريدرز" الإماراتية و"السخنة للتكرير والبتروكيماويات" المصرية لتزويد مشروع مصفاة السخنة بالخام

تعيش إب حياتها منكسرةً ، وفارغةً إلّا من أوجاعها وخيباتها المتلاحقة .
تتأمل بعينين مصابتين برمَد الحماقات الطارئة، والسلوك المستهجن وحيدةً ومنتهكةً ، فيما يتقن الأوغاد التواجد في تفاصيل وجعها وأنينها المتزايد، غير آبهين بتأوهاتها وأرقها المزمن كنتيجة لهذا التواجد غير المروق.
منذ شهر - ويزيد - تخوض إب عراكاً شرساً ، باحثةً عن أسطوانة غاز ، ودبة بنزين وكيس دقيق ، وبأمل من سيجد ظالته ، ونادراً - وهذا قليل - ما تجد بغيتها وتعود إلى وجعها بفائض حزن ، وتشوهات واضحة في روحها الذابلة.
ترزح إب تحت وطأة التخلف المسنود ببندقية الإنتقامات المحشوة بالولاءات الوطنية المزعومة ، وتقف مكسوةً بشعورها الذي يحتّم عليها مواجهة الحروب الأسطورية المريبة ، وإضمحلال فرص النجاة وبإدراكٍ ممتلئ باليقين (أن لا حروب سوى حروب البعض ضد البعض الآخر).
لم تعد إب تهتم كثيراً للإنتهاكات التي تطال أبناءها ، ولم تعد لتنظر إلى رقعة الوجع المتزايدة ، مكتفيةً بالتوصيف المراوغ من كونها ملاذاً آمناً لنازحي البلد ، ومدينة مفتوحةً ، تتباهى اليوم بكونهامدينةً للتعايش والتسامح والمحبة ، وعليها اليوم أن تكون سعيدةً ، بمكرمة الحوثيين ومنجزهم الوطني ، مبديةً كتلةً - لا بأس بها- من الإمتنان ، وكأنه لم يكن لينقصها سوى تعيين محافظ جديد فقط ، علينا أن ننتظر بشغف ما إنجازاته الفيسبوكية وقراراته الورقية ومفاجآته غير المتوقعة ، والرامية إلى إرساء مبدأ التغيير والتصحيح المأمول .
ربما - تعجز - وأنت تفتش في زوايا إب وشوارعها وأزقتها ، عن إيجاد بقايا ذكرى قد تكون كافية لإدراك أن المدينة لم تتخلَّ حتى اللحظة عن الأستاذ الربادي ، وبما يدفع عنك الشعور المحبط والقائل : أن لا وجود لمَ يربط المدينة بالربادي سوى صورته الفوتوغرافية ، التي تواجهك متى دلفتَ المدينة القديمة من بابها الكبير.
تطل علينا ذكرى رحيل الأستاذ الربادي ال(٢٢) ، دون أن تجد في إب ما يوحي بتواجد روح الربادي في تفاصيلها ، لتجدها وقد أزدحمت - بديلاً عن ذلك -بأرتال من المرتزقة والخونة ، وبما يمكن أن يجعل إب مدينةً صالحة لتكاثر وإنتاج النماذج المتسخة والقذرة من (مشائخ .. مثقفين... كتاب ..قادة.. مسؤولين.. حقوقيين ..أكاديميين ) وعدد لا بأس به من الحمقى والمخدوعين .
في الخامس من هذا الشهر وقبل 22 عاماً ، غادر الأستاذ محمد علي الربادي الحياة ، فيما تبدي النماذج المتسخة اليوم حالةً من الإذعان لقاتلٍ وقاطع طريق ، منحته غفلة التأريخ فرصة التحكم بمصير مدينة ، كانتْ ذات يوم مناراً للحرية والصوت الوطني النزيه.
ربما سيجد الدكتور - النزيه جداً- أحمد علي عبداللطيف في مكان اختطافه ، الوقت لتذكر الأستاذ الربادي، وسيتشارك والمختطف النبيل رزق القطوي هذه الذكرى ، فيما تسرف الأوساخ في رسم ما يجب وما لايجب على إب أن تفعله ، إزاء كل ما يحدث فيها، وكأن المدينة خلتْ من الرجولة ومن صوتٍ حرٍّ ، قد يوقف زحف الأوبئة من النيل من روح المدينة ، ويمنع الموت من التوغل في كل ذكرى جميلة ورّثها الأستاذ محمد الربادي ،لأناسٍ .....
لم يكونوا بحجم ما تركه الأستاذ الربادي، وأنهم - فيما يبدو - لن يكونوا أكثر من حذاء جاهز تتناوبه الأقدام القادمة بعفونتها ووسخها المتوارث.
رحم الله الربادي، ولا عزاء لمدينةٍ صارتْ غريبةً في درب الحرية والوطنية الخالصة.
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر
