- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً

- اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.. بين التفاؤل الحذر ومخاطر العودة إلى الهاوية
- زعيم كوريا الشمالية يتعهد ببناء «جنة اشتراكية» في بلاده
- الذهب يتجه للارتفاع الأسبوعي الثامن على التوالي
- ترامب يسعى لجذب الأضواء قبل الإعلان عن الفائز بجائزة نوبل للسلام
- وزير الخارجية السوري في بيروت الجمعة لبحث ملفات شائكة
- زلزال بقوة 7.4 درجة يضرب جزيرة مينداناو في الفلبين وتحذير من تسونامي
- الجيش الإسرائيلي يبدأ الانسحاب من غزة
- الرئيس التنفيذي لشركة "Petro Oil & Gas Traders" يؤكد أهمية التعاون الدولي في منتدى الغاز العالمي بسانت بطرسبرغ
- الجوع يلتهم صنعاء.. والحوثيون ينفقون الملايين على احتفالات المولد
- اتفاق إستراتيجي بين "بترو أويل آند جاز تريدرز" الإماراتية و"السخنة للتكرير والبتروكيماويات" المصرية لتزويد مشروع مصفاة السخنة بالخام

من المسلمات العقلية والوجدانية أن على كل مواطن بلغ سن الرشد أن يكون على معرفة تامة بدوره في مواجهة العدوان والحروب المفروضة على وطنه. وأن يكون كل أفراد الشعب –في ظروف الحرب- جنوداً يعرف كل واحد منهم مكانه وموقعه من المعركة الدائرة. وليس من الضروري أن يحمل كل مواطن سلاحاً ليقاتل به الأعداء، فلكلٍ سلاحه الذي يتناسب مع مؤهله ودوره الوطني. فالموظف الذي يمارس عمله بإخلاص واتقان هو جندي محارب في الجبهة تماماً شأن أخيه الجندي الذي في الخندق. وما يؤسف له أن القلة القليلة فقط من أبناء هذا البلد هي التي تعرف حتى الآن دورها وواجبهافي الحرب الدائرة، أما الغالبية فقد أخذت موقف المتفرج تتابع ما يحدث ببلاهة منقطعة النظير وكأن ما يحدث للبلاد يحدث في مكان آخر وذلك نتيجة غياب التربية الوطنية وعدم التعلق بالوطن وجدانياً ومتابعة شؤونه في حالات السراء والضراء على حد سواء.
ومثلما كانت البلاد في هذه الأيام العصيبة بحاجة إلى الجنود البواسل فقد كانت بحاجة أيضاً إلى جنود مدنين بواسل يواصلون أعمالهم في المؤسسات ويثبتون حضورهم في أعمالهم ليستشعر بقية المواطنين أن الأمور تسير بلا خوف ولا فزع، وإذا لم تكن هناك أعمال مكتبية أو متابعة لشؤون المواطنين فإن في إمكان هذا الجيش الجرار من موظفي الدولة أن يجدوا أعمالاً تنفع الوطن والمواطنين خارج المكاتب، في الشوارع والحارات، والمشاركة الجادة على الأقل في المحافظة على نظافة المدن وتخليصها من أكوام القمامة التي بات منظرها على الأرصفة يثير التقزز لاسيما في العاصمة التي باتت تشكو مر الشكوى من تراكم القمامات وما تسببه من انتشار الأوبئة. والأسوأ أن العاصمة كغيرها من المدن لا تدرى إلى من تتوجه بشكواها بعد أن أقفلت الجهات المعنية أبوابها وصار أصحابها يكتفون بتحميل العدوان الخارجي مسئولية هذا التراكم المخزي من القمامات الذي حول الشوارع إلى مزابل تفوح منها روائح العفونة.
ولا بد لنا هنا أن نتذكر بتقدير واحترام المبادرة الكريمة من جانب سلطان البهره، والدور الذي قام به أهلنا وأشقاؤنا من الاسماعليين الذين خرجوا بحملات واسعة لتخليص عدد من شوارع العاصمة وميادينها مما كانت تشكو منه ويزدحم على أرصفتها من قمامات ومخلفات، ويكفي من هذه المبادرة أنها أيقظت الناس وأشعرتهم بإهمال الجهات المعنية التي لم تتدبر أمر تنظيف العاصمة، ولم تقم حتى بمناشدة المواطنين للقيام بواجبهم تجاه مدينتهم. وكان في إمكان المسؤولين، لو كانوا يمتلكون قدراً ولو قليلاً من بعد النظر ايجاد أكثر من وسيلة لوقاية المدينة وتنظيفها، كما كان في مقدور كبار التجار توفير بعض المال المطلوب إن كانت صناديق الجهات المعنية قد أفلست ولم تعد قادرة على شراء ما يكفي من مادة الديزل من السوق السوداء والبيضاء أو الصفراء، علماً بأن الديزل لا يوجد إلاَّ في مخازن الدولة وفي أبارها.
إن محنتنا – نحن اليمنيين- كبيرة وثقيلة وتبدأ من غياب الضمير عند كثيرين من أهلنا ولا تنتهي عند الإهمال وما يرافقه من لامبالاة وفقدان الإحساس، وهو ما يفتح الأبواب واسعة لتوالد المشكلات وإنتاجها ثم إعادة إنتاجها بصور وأشكال مختلفة، وكيف نستطيع أن نواجه أعداءنا ونتغلب على أحقادهم ونحن في حالة عجز شامل عن مواجهة أخطائنا وخلافاتنا وإهمالنا وتقصيرنا في مواجهة أبسط الأمور وأقلها تكلفة.
لقد كان ما فعله أخوتنا وأبناء جلدتنا الأسماعليين مثالاً جديراً بالاقتداء لكن الأغلبية الساحقة من أبناء هذا الشعب العظيم ما تزال نائمة رغم أصوات الصواريخ وأزير الطائرات والقذائف، وما تزال معظم شوارع العاصمة تعاني من المخلفات وتنشر روائحها النتنة في أكثر من مكان من هذه المدينة الجميلة، وفي بقية المدن اليمنية التي تتعايش مضطرة مع القذارات، ويجد أبناؤها أنه من العيب أن تمتد أيديهم لأماطة الأذى من الطريق حباً في مدينتهم واستجابة لتعاليم الدين الحنيف وتوجيهات رسوله الكريم.
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر
