- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً

- «الزينبيات».. ذراع حوثية لتكريس القمع وكسر المحرّمات الاجتماعية في اليمن
- مراقبون: استهداف إسرائيل محطة كهرباء حزيز عمل مسرحي يخدم أجندة الحوثي
- ابن اليمن عصام دويد… ظلُّ الزعيم الذي قاتل بصمت من أجل الجمهورية
- الخطوط الجوية اليمنية تشتري طائرة خامسة رغم احتجاز أرصدتها
- طيران اليمنية.. مسيرة نجاح مستمرة رغم الصعاب والتحديات
- أمر جنائي ضد أحمد السقا بعد اتهامه بالسب والضرب لطليقته وسائقها
- الاستخبارات الروسية: بريطانيا تُعدّ لكارثة بيئية في «أسطول الظل»
- مخاوف حوثية من انتفاضة شعبية.. اعتقالات واسعة تطال المؤتمر الشعبي في صنعاء
- نتنياهو: سأصدر تعليمات للجيش حول كيفية المضي قدماً في غزة
- إسبانيا تفكك شبكة دولية لتهريب اليمنيين إلى بريطانيا وكندا بجوازات مزورة

شئنا أم أبينا فإن الكثير من مواقفنا تجاه قضايا أوطاننا وأمتنا العربية والإسلامية صارت تنبني على أساس رؤيتنا لطبيعة العلاقة التي يجب أن تربطنا كعرب ومسلمين بالعالم الآخر؛ الغربي منه بشكل خاص، ونهدف في أكثر طروحاتنا إيصال رسائل لهم قبل إيصالها إلى شعوبنا وأمتنا العربية الإسلامية، وهي في كثير من الأحيان عبارة عن مواقف عاطفية تتراوح بين الإذعان الكامل أو الرفض المطلق.
ومن بداهة القول أن مواقفنا من الغرب يجب أن تنطلق من المصلحة العامة لأمتنا العربية والإسلامية، اسوة بهم، فهم يبنون علاقاتهم بالآخر على أساس مصالحهم التي تعد الثابت الوحيد لديهم، وفي ركابها تسير بقية العوامل بطريقة أو بأخرى.
وفي هذا الاطار لا مناص من القول بأن التعامل مع الغرب صار من مسلمات الحياة، بعد أن أصبح العالم في عصر العولمة عبارة عن غرفة كبيرة، وأصبحنا فيه كعرب ومسلمين من ضمن الأطراف المتلقية، بحكم التخلف الاقتصادي والسياسي الذي تعيشه الدول العربية والإسلامية. لكن المفترض أن لا نسمح لهذا الاختلال في العلاقة - الذي يرجح كفة الطرف الغربي بحكم تفوقه السياسي والاقتصادي والعلمي والعسكري - أن يولد لدينا عقدة الشعور بالنقص، ويجعلنا نندفع بدون تروٍ ودراسة صوب اتخاذ مواقف صادمة لعقيدتنا الدينية وهوياتنا الحضارية والثقافية، بغرض تحسين صورتنا لديهم، خصوصاً بعد أن صارت مفردة (العربي) و (المسلم) تعني لدى معظمهم - مع الأسف الشديد – (الإرهابي) و (المتطرف).
وكذلك فإن تحسين صورتنا كمسلمين لدى الغرب يفترض أن لا تتمثل بخضوعنا للابتزاز السافر الذي صارت تمارسه الدوائر السياسية والاقتصادية والاعلامية الغربية ضد العرب والمسلمين، لكنه يكون بالعمل على إجلاء الصورة المشرقة للدين الإسلامي وحضارة العرب الخالدة، فديننا الإسلامي في جوهره هو دين يعلي من قيم العقل ويلغي كل قيد على الفكر والإبداع، ويوم فهمه أجدادنا كذلك تمكنوا من بناء حضارة مشرقة سادت العالم في زمنها، بينما كانت أوروبا تغط في عصورها المظلمة، ويوم تخلينا عن تلك الروح الوثابة للإسلام وحولناه إلى مهاترات ومساجلات وصراعات على سفاسف الأمور، التي لا تقدم في الدين والحياة ولا تؤخر، هوينا إلى هوة سحيقة من التخلف والجهل.
إذاً نحن بحاجة كمسلمين - بجميع انتماءاتنا السياسية - أن نجتهد من خلال الإسلام وليس من خارجة، لأن العيب ليس في شريعة الإسلام ولكن في بعض أتباعها من ذوي النظرة القاصرة، الذين يريدون أن يسوقوا لنا الدين من وجهة نظرهم الضيقة. ولا يقل عنهم قصوراً بعض المتغربين من المسلمين الذين قد تجد أحدهم يحتج عليك عندما تجادله بآية قرآنية أو حديث شريف، لكنك تراه وقد انتفخت أوداجه وأحمر وجهه وهو يصرخ في وجهك ليثبت رأيه أمامك بنص وارد في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وهو يقدمه لك بطريقة يتوقع أنها ستخرسك، وكأنه قد أتى لك بشيء مقدس لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
دعونا نتفق أخيراً بأن آفة هذه الأمة إنما تتمثل في تطرف بعض أبنائها، سواء قبع ذلك التطرف في أقصى اليمين أو أقصي اليسار، مع ممارسة الإقصاء ضد بعضنا، وعدم قدرتنا على تنظيم خلافاتنا. وسيان أن يمارس ذلك التطرف والإقصاء للآخر واحتقاره باسم الدين أو باسم الحداثة، فالطرفان في حقيقة الأمر وجهان لعملة واحدة. وذلك ما يجعلنا نختم بالقول بأن المخرج الحقيقي لهذه الأمة إنما يتمثل في وسطيتها واعتدالها، وكذلك في عدلها فهو ضالتنا المفقودة.
ملاحظة: هذا المقال جزء من دراسة أوسع أعددناها بعنوان "الدين والدولة المدنية الديمقراطية" يوم كنا في اليمن نتحدث عن تأسيس الدولة المدنية الحديثة أثناء ثورة فبراير الشعبية، وقبل أن يصبح مثل هذا الحديث في واقعنا الراهن عبارة عن أضغاث أحلام.
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر
