
- شراكة مميتة بين الحوثيين وحركة الشباب تهدد القرن الأفريقي وتضرب قناة السويس
- اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.. بين التفاؤل الحذر ومخاطر العودة إلى الهاوية
- زعيم كوريا الشمالية يتعهد ببناء «جنة اشتراكية» في بلاده
- الذهب يتجه للارتفاع الأسبوعي الثامن على التوالي
- ترامب يسعى لجذب الأضواء قبل الإعلان عن الفائز بجائزة نوبل للسلام
- وزير الخارجية السوري في بيروت الجمعة لبحث ملفات شائكة
- زلزال بقوة 7.4 درجة يضرب جزيرة مينداناو في الفلبين وتحذير من تسونامي
- الجيش الإسرائيلي يبدأ الانسحاب من غزة
- الرئيس التنفيذي لشركة "Petro Oil & Gas Traders" يؤكد أهمية التعاون الدولي في منتدى الغاز العالمي بسانت بطرسبرغ
- الجوع يلتهم صنعاء.. والحوثيون ينفقون الملايين على احتفالات المولد

لم تكن الإيحاءات الإيجابية التي أعقبت تشكيل الحكومة اليمنية الجديدة بعد شهرين من التعثر لتعكس فعلاً أن الأزمات العاصفة في هذا البلد قد وصلت إلى نهاية النفق وأن الأمور تسير في اتجاه الخروج من عنق الزجاجة بعد أن أدرك الفرقاء الذين يتقاتلون ويتصارعون على النفوذ والسلطة أن التعنت والمكابرة ومنطق التعصب والغلبة ليست إلا دليل على قصر النظر وغياب الوعي وعدم القدرة على استلهام مكامن الصواب وأن الإفراط في الأنانية السياسية وما يصاحبها من نرجسية عمياء إنما هو الذي سيفضي بهم إلى تدمير الذات وتدمير الحد الأدنى من المشتركات الوطنية التي إذا ماسقطت في أي مجتمع سقط معها ذلك المجتمع في وحل البدائية والانحلال والتفكك.
فالمفارقة هنا أنه ورغم أجواء التفاؤل التي صاحبت تشكيل الحكومة اليمنية الجديدة فإنها التي لم تكن ذات قيمة حقيقية طالما احتفظت أطراف الصراع بمواقفها العدائية واستمر كل طرف منها متشبثاً بخياره الخاص ونزعته الانفرادية التي تتعارض وتتناقض مع مفهوم الشراكة والمصالحة الوطنية وتغليب مصلحة الوطن على المصالح الذاتية حيث إن الاصرار على إغلاق الأبواب أمام أي جهد لتعزيز الثقة بين تلك الأطراف قد أسهم في خلق مناخ جاذب للمغامرين من دعاة الفتن الذين لا يحلو لهم العيش إلا في ظل اشتعال الحرائق والمسارات الكارثية التي يصبح فيها الجميع ضد الجميع والكل في مواجهة الكل ضمن مشهد عبثي لا يحكمه أفق سياسي أو اجتماعي أو أخلاقي واضح ونبيل.
وفي ضوء هذا التشتت فلا ينتظر أحد من اليمنيين ان تقدم الحكومة الجديدة جواباً ناجزاً عن المستقبل أو أن تبتدع حلاً سحرياً للأزمات المجتمعية والسياسية والأمنية التي لا شك وأنها تتفاقم يوماً بعد يوم جراء الانهيار الذي أصاب المؤسسات الأساسية والرئيسية للدولة، وبالذات بعد استيلاء جماعة الحوثيين على العاصمة صنعاء والعديد من المناطق الاستراتجية واشتعال الحروب المتنقلة بين هذه الجماعة وعناصر تنظيم القاعدة التي تقدم نفسها مدافعة عن المذهب السني وتصاعد الغليان في الجنوب الذي تراوده فكرة الانفصال والرغبة في فك الارتباط مع الشمال واستعادة دولته القديمة.
وتأسيساً على ماسبق يمكن القول إن آفاق الأزمة السياسية اليمنية يكتنفها الكثير من الغموض ولا يمكن التنبؤ بما ستصل إليه وقد كان الرئيس عبدربه منصور هادي محقاً الأسبوع الماضى حينما قال بأن الوضع في اليمن يترنح بين خيارين لا ثالث لهما إما استعادة الدولة أو السقوط في دوامة العنف وبرك من الدماء وليس هناك أصدق من هذا التوصيف لحال اليمن والذي صار فيه الخروج على سلطان الدولة هو القاعدة وليس الاستثناء بل إن إضعاف الدولة بات مشهداً مألوفاً ولم يعد مفاجئاً بالنسبة للقوى المتصارعة لأن بعضها سبق وأن مارسه وبعضها راض عن الوضع الجاري ومستفيد منه.
اليمنيون جميعاً أمام اختبار وامتحان صعب فإما أن يبتعدوا عن أساليب التحشيد والاستفزاز وخطابات العداء والخلافات التي تؤجج الأوضاع والاحتقان في بلادهم وإما أن يسقطوا الواحد تلو الآخر ضحايا لممارسات وسلوكيات يغلب عليها الجهل والعناد والتطرف والتعصب.. وهذا أخطر ما يواجهه اليمن في الوقت الراهن بعد أن أصبح بعض أبنائه أمراء حرب اعتياديين يقودون معاركهم ضد خصومهم على قاعدة لعبة القط والفار ليجد الجميع أنفسهم مجبرين على التعامل مع استحقاقات هذه اللعبة وتضاريسها المتعرجة كخصوم وليس بوصفهم شركاء وطن ومصير إذا ماكان هناك فجر فلن يشرق إلا إذا كان فجرهم جميعاً.
الرياض السعودية
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر
