- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً

- مناشدة عاجلة لوزير الداخلية المصري بشأن مواطنين يمنيين
- تحالف قبائل محور شعيب: لا للخضوع لحكم طائفي وندعو لتحرك عاجل ضد الحوثي
- كيف أصبح الأمريكيون مدمنين للقهوة؟
- محكمة العدل الدولية ترفض الدعوى المقدمة من السودان ضد الإمارات
- واتساب يتوقف عن العمل على 3 أجهزة آيفون شهيرة بدءاً من اليوم
- قائمة سوداء لشركات صينية مهددة بالشطب من البورصات الأمريكية
- إسرائيل تعلن عن رد محتمل على الهجوم الحوثي بالقرب من مطار بن غوريون
- نتنياهو: الهجوم الجديد على غزة سيكون «مكثفاً» لنهزم «حماس»
- وصفوه بـ«بوق الفتنة».. إدانة يمنية واسعة لتصريحات شوقي القاضي حول طارق صالح
- تقرير موثق بالصورة.. ماذا حدث للمهاجرين الأفارقة في صعدة؟

يصدر قريبا ديوان جديد للشاعرة المغربية حسنة أولهاشمي، اختارت أن تعنونه ب" بريد الفراشات"، ويضم بين دفتيه أكثر من ثلاثين قصيدة تتوزع على 102 من الصفحات من الحجم المتوسط، نذكرمنها: تراتيل الجسد ومراكب الغربة ودمى الريح.
تزين وجه غلاف الديوان لوحة للفتان المغربي محمد سعود. فيما نقرأ على ظهره كلمة جميلة في حق الشاعرة وديوانها جادت بها قريحة الشاعر مصطفى ملح وقال فيها:" من قارّة الجسد، حيث يرتعش الباطن، تقترح على قارئها الشّاعرةُ حسنة أولهاشمي بياضَها الشعريّ الأوّل مدعّما بعنوان دالّ: (بريد الفراشات). منذ نصّها الأوّل (النّوارس لم تعد) تستطيع البصيرة أن تتلمّس بغير عناء حضور الغياب، شعريا.
ثمّة ما يشبه غوصا وجوديّا في طفولة ما قد تغطّت بعتمة الواقع، غير أنّ البريد يواصل تدفّقا عارما نكاية بالغياب ذاته؛ فحتّى ولو غرقت الرّسائل في نهر الحياة فإن الفراشات تواصل إبداع المعنى. في بريد الشّاعرة حسنة أولهاشمي تشرب العين المعنى، وتحدس الحواسّ ولادة يرقة جديدة لتصير بعدئذ فراشة، ويصير الهواء بريدها"
وقد كتب تقديم هذا الديوان مصطفى لغتيري وجاء فيه:
تتألق قصيدة النثر حين تختار الصورة الشعرية كوسيلة في الانكتاب، فكأنني بها قد تحولت إلى البديل المناسب للإيقاع الخارجي، الذي يبدو أنه فقد جماليته المتوارثة، تلك التي ارتبطت في الذائقة الشعرية العربية التقليدية بالبحر الشعري والتفعيلة والقافية والروي، فالشاعر المعاصر بعد ثورته على الأشكال القديمة، وجد نفسه مضطرا لتعويضها بما يضمن للقصيدة شاعريتها، فألفى في الصورة الشعرية ضالته، التي لا يبغي عنها بديلا.
ويتفاوت الشعراء في استثمارهم لهذا التكنيك الكتابي، فمنهم من لامسه على استحياء، ومنهم من جعل منه أسلوب كتابة، لا تقوم للقصيدة قائمة بدونه، ويبدو أن الشاعرة حسنة أولهاشمي تنتمي إلى الفسطاط الثاني الذي أغوته الصورة الشعرية إلى أقصى الحدود، فأضحت معه الوجه الثاني للقصيدة، بل قد يصبح الأصل كذلك.
والمطلع على قصائد ديوان"بريد الفراشات" سيلاحظ لا محالة هذا الحضور القوي للصور الشعرية، التي تؤثث القصائد بجماليتها الملفتة، وهي ليست صورا بسيطة تتوسل بالتشبيهات المعهودة في الصورة الشعرية التقليدية، بل هي صور متداخلة ومركبة، بل معقدة أحيانا، يحتاج القارئ إلى كثير من الصبر والمعرفة من أجل تفكيكها وفهمها الفهم المنتج، المؤدي إلى المساهمة في بناء المعنى، ذاك الذي تجعله الشاعرة مفتوحا ولا نهائيا وقابلا لتعدد القراءات.
بالإضافة إلى مما تقدم، تتميز القصائد في هذا الديوان باحتفاء باذخ بالجسد، حتى أن الشاعرة حسنة أولهاشمي جعلته معادلا موضوعيا للوطن، وهي لم تلمح بذلك فحسب على امتداد جميل القول أقصد الشعر، بل صرحت بذلك في أكثر من قصيدة. ويدل على هذا الاحتفاء بالجسد في بعده الملموس حضور الحقل الدلالي للجسد، فألفاظ من قبيل اليد والوجه والعين والضلوع والخصر والعظام نلمس لها انتشارا بارزا بين دفتي الديوان، حتي أنه يمكن اعتباره أحد مفاتيح القراءة، التي يمكن للمتلقي الاستعانة به من أجل ولوج العالم الشعري للأستاذة حسنة أولهاشمي.
لكل ذلك ولغيره مما لا يسمح المجال الضيق للتقديم للخوض فيه، يمكننا القول بكثير من الثقة إن ديوان" بريد الفراشات" تجربة شعرية مميزة، تستحق من القارئ كثيرا من الإصغاء الجيد لدبيب الكلمات وهي تزحف على بياض الورق من أجل أن ترسم أثرا أديبا جديرا بالاهتمام.
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر
