- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً

- مناشدة عاجلة لوزير الداخلية المصري بشأن مواطنين يمنيين
- تحالف قبائل محور شعيب: لا للخضوع لحكم طائفي وندعو لتحرك عاجل ضد الحوثي
- كيف أصبح الأمريكيون مدمنين للقهوة؟
- محكمة العدل الدولية ترفض الدعوى المقدمة من السودان ضد الإمارات
- واتساب يتوقف عن العمل على 3 أجهزة آيفون شهيرة بدءاً من اليوم
- قائمة سوداء لشركات صينية مهددة بالشطب من البورصات الأمريكية
- إسرائيل تعلن عن رد محتمل على الهجوم الحوثي بالقرب من مطار بن غوريون
- نتنياهو: الهجوم الجديد على غزة سيكون «مكثفاً» لنهزم «حماس»
- وصفوه بـ«بوق الفتنة».. إدانة يمنية واسعة لتصريحات شوقي القاضي حول طارق صالح
- تقرير موثق بالصورة.. ماذا حدث للمهاجرين الأفارقة في صعدة؟

بعد ستة عشر عاما من رحيله لازال شعلة تتوهج في افق الادب اليمني والعربي ، الكاتب والناقد والمؤرخ الشاعر اليمني الكبير عبد الله بن صالح بن عبد الله بن حسن الذي اشتهر بلقب (البردُّوني) نسبة الى بلدته (البردُّون) التي ولد فيها ..هذه القامة الادبية الذي اثرت الساحة الثقافية برصيد لا يقدر بثمن رغم المعاناة التي عاشها فقد أصيب بمرض الجدري وهو طفل في عام 1933 فأدى الى فَقْد بصره ولم يكد يتجاوز الخامسة من عمره.. ولكنه لم يستسلم ولم يسجن ذاته خلف قضبان الاعاقة.. فانطلقت ملكات فكره لتحلق في افق الابداع الفكري فكان الشاعر والناقد والمؤرخ والفيلسوف ..عمل مدرساً في دار العلوم للأدب خلال الفترة (1953 - 1962) تم التحق للعمل في الاذاعة كمدير للبرامج الثقافية ، ويعتبر البردوني أبرز مؤسسي اتحاد الأدباء والكتّاب اليمنيين, وقد انتخب رئيساً له في مؤتمره الأول عام 70م
البردوني شاعر ثوري ناضل ضد الرجعية والديكتاتورية بقلم حر ثائر يحمل في اعماق شعره هموم وانات المجتمع اليمني والعربي رغم ما يعانيه من هموم ..سكن الوطن في حدقات عينيه وفي حنايا روحه يظهر ذلك في شعره المتخم بحب الوطن ..الذي رسم معاناته مع كل قطرة حبر ترجمه احساسه نحو الوطن
عرف بشاعر الانسانية .. شعره الكلاسيكي المشحون بالعاطفة الجياشة يتصف بالتجديد المتجاوز للتقليد اللغوي والموضوعي فأستحدث اساليب فنية حديثة اضافة نوع من الحداثة والتوجه العصري فادخل اسلوب الحوار في قصائده ووظفها بشكل متميز دون ان يخل بالبناء اللغوي للقصيدة فقدمها بقالب يتصف بالعصرية ..
تميزت قصائده بالنقد الواعي والعميق للأوضاع السياسية بشكل غير مباشر تميل الى الرمزية والسخرية من الواقع وتتسم بالنضج والتوهج والتقنية النوعية التي تفرد بها وتميزه عن غيره من شعراء جيله
ترك البردوني ارث تقافي استقر في ذاكرة الثقافة اليمنية والعربية فله عشرة دواوين شعرية ما بين الفترة (61- 94 ) وست دراسات . . صدرت دراسته الأولى عام 1972م "رحلة في الشعر قديمه وحديثه " والمئات من المقالات الثقافية والاجتماعية والسياسية ..وارث اكبر لم ينشر بعد يمثل ثورة في عالم الثقافة والادب .
و في عام 1982 أصدرت الأمم المتحدة عملة فضية عليها صورته كمعاق تجاوز العجز واثبت وجوده ليصبح رمزا من رموز الادب والثقافة.
البردوني شخصية مفعمة بالإرادة لم تثنيها الاعاقة ولم تهبط من معنوياتها " لم أعترف بالعمى في أي لحظة في حياتي ". عبارة قالها البردوني ان دلت على شيء فعلى روح يسكنها الاصرار والتحدي والصمود شخصية مفعمة بالأمل تطلعت الى مجتمع يسوده العدالة والسلام والديمقراطية وحملت بين جوانحه امة و وطن ..هذا هو البردوني الانسان الذي يحمل تورة الفكر السياسي والفلسفي لزمن عاصره ومضى وحاضر لا زالت كلماته تترجم وقائعه وكانه يعيشه.
توقف قلبه عن الخفقان وصمت صهيل قلمه في صباح يوم الاثنين 30 أغسطس 1999م تاركا ارث ثقافي يحاكي الماضي والحاضر وفلسفة لا تمحيها الايام ليبقى اسمه محفورا في جدار الزمن وواحد من اشهر عمالقة الشعر في القرن العشرين .
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر
