- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- من الكاميرات إلى اللاسلكي.. كيف تتبعت إسرائيل القادة الحوثيين؟
- «الشاباك»: إحباط شبكة تهريب أسلحة وأموال من تركيا إلى الضفة لصالح «حماس»
- التحويلات المالية تتجاوز النفط كمصدر أول للعملة الصعبة في اليمن
- أحمد السقا يدافع عن مها الصغير: وقعت في خطأ غير مقصود بتأثير المحيطين
- راغب علامة: نصحت فضل شاكر بتسليم نفسه وليس لدي كراهية له
- الثالثة خلال شهر.. ضبط شحنة مخدرات بـ130 مليون دولار في بحر العرب
- 6 أطعمة تتفوق على التمر في محتوى الألياف الغذائية
- واشنطن: «حزب الله» يعيد التسلّح والجيش لا يقوم بعمل كافٍ
- حبس اللاعب رمضان صبحي على ذمة محاكمته في قضية تزوير
- أسعار البن تهبط عالمياً عقب إلغاء ترامب الرسوم على البرازيل
كان يعرف المكان جيدا، قطعه ألاف المرات ذهابا وإيابا لسنوات طويلة, لكنه لم يشاهد أشجارا كثيرة، جرداء، من قبل..
مشى بحذر شديد بين اشواكها الحادة المدببة، التي تفترش الأرض..
وما إن وصل ضفة الوادي
حتى اشتد هيجان العاصفة وأخذ المطر يهطل بغزارة.
ثمة مسافة قريبة تفصله عن الضفة الأخرى التي يمكنه أن يرى منها كوخه المهترئ.
استجمع قواه وراح يعدوا بسرعة البرق خوفا من المصير الذي آل إليه أبوه
قبل عامين حين حاصره السيل وابتلعه في لجته..!
أحس بضربات البرد تقرع رأسه وظهره وكل جزء من جسده النحيل.. زمجرة
الرعد تهز الأرض تحت قدميه..
جرى كثيرا حتى أنهكه التعب وأعياه الإرهاق وأخذت حركة أنفاسه تتسارع صعودا وهبوطا، توقف قليلا ليملئ رأتيه بنسمات الوادي.
رفع رأسه. أرسل نظره في اتجاه الضفة التي يقصدها..
كان فضاء شاسعا لا يحده شيء، يمتد أمامه.
إلتفت إلى الوراء، استدار في كل اتجاه، ارتعدت فرائصه
وتملكه رعب وفزع عظيم..
كان محاصرا وسط محيط من رمال بيضاء هامده لا نهاية لها..!!
"والأن ما السبيل للنجاة من غرق وشيك؟"
لم يجد وقتا للتفكير،
أخذ يجري بغير هدى، حتى خارت كل قواه.. جثى على ركبتيه موقنا بهلاكه، مستسلما لقدره..
ملأ كفيه بالرمل المبلل وأخذ يحثوه فوق أمواجا هادرة متحلقة حوله كقطيع ضباع جائعة عثرت على فريسة سهله.
كان متأكدا أنه لن يموت هذه اللحظة..
وأن ثمة قوة خارقة ستنهر الفناء عن قطف زهرة في بداية تفتحها، وتأمر الحياة الهاربة أن تعود..
تحامل على نفسه، هب واقفا، أطلق صرخة مدوية من أعماقه: النجدة... النجدة...
****
توالت على وجهه صفعات كف صغيره..
نهض مفزوعا.. كان أخوه الصغير واقفا عند رأسه يرسم ابتسامة بريئة كأشراقة الشمس..
- ألا تزال تهذي في منامك؟
تسألت الأم وأردفت موبخه:
من شابه أباه ما ظلم.
لم يرد عليها وراح يقلب نظره في سماء مكتظة بسحب رمادية اللون تنذر بيوم مطير.
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر

