- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً

- مناشدة عاجلة لوزير الداخلية المصري بشأن مواطنين يمنيين
- تحالف قبائل محور شعيب: لا للخضوع لحكم طائفي وندعو لتحرك عاجل ضد الحوثي
- كيف أصبح الأمريكيون مدمنين للقهوة؟
- محكمة العدل الدولية ترفض الدعوى المقدمة من السودان ضد الإمارات
- واتساب يتوقف عن العمل على 3 أجهزة آيفون شهيرة بدءاً من اليوم
- قائمة سوداء لشركات صينية مهددة بالشطب من البورصات الأمريكية
- إسرائيل تعلن عن رد محتمل على الهجوم الحوثي بالقرب من مطار بن غوريون
- نتنياهو: الهجوم الجديد على غزة سيكون «مكثفاً» لنهزم «حماس»
- وصفوه بـ«بوق الفتنة».. إدانة يمنية واسعة لتصريحات شوقي القاضي حول طارق صالح
- تقرير موثق بالصورة.. ماذا حدث للمهاجرين الأفارقة في صعدة؟

في محاولة جديدة لأمتلئ من جديد، فكل مساحة من حولي أصبحت فارغة، حتى من يجتمعون ببعض هنا، لا حياة بينهم، يأكلون ويشربون، ويتحدثون، ولكنهم بألوان قاتمة، لا أحس ببهجة بينهم. أتجه للصور المخبأة من زمن، حين تتحرر عندها الرؤية. أعود إليها دائما وأتأمل ما كان فيها من حياة. كثيرة هي تلك الصور، حين خلدت لحظات وعيي الأولى. تذكرت رواية كنت قد قرأتها بعنوان الخلود، فما الذي تعنيه هذه المفردة؟ هل هي هذه الصور التي أخرجها بين فترة وأخرى من حقيبة قديمة تضم العديد من الألبومات. لأعيد الناس التي فيها إلى الحياة، ليس هم الذين غادروا الحياة بل نحن من غادرناها، فما جدوى الخلود؟
الكثير منهم قد رحلوا، وفي هذه الصور كان هو من يعشق التقاطها ليسجل الوقت الذي يتبعثر من حياته، يبدو أنه لا يأبه إلا باللحظة التي قد تنتهي. أو أنه كان يحس بقتامة ما يلحقها. هي الألوان التي تتبدل في كل صورة يلتقطها. يقتني ( الألبومات ) ويرتب فيها صوره مع الآخرين، حسب زمن التقاطها، أقدم صورة له كانت في السبعينيات، مظهر سائد في ذلك الوقت موضة ( الهيبز)، قدرا من الحرية فقدناها الآن، وحياة بسيطة، ألفة وصحبة، النظرات المتألقة،، حتى الفتيات كن مع الشباب في الصور، وهن بمنتهى الحرية والبراءة، ويفاجئنا بصورنا العديدة المأخوذة معه. وها هي ذي خمسة وعشرين سنة تمر منذ غادر البلاد، حين تحطم الحلم الجميل في حياته. افتقدنا الصور بعده، فاخترت صورة معه بعد تكبيرها كنا الخمسة أنا وإخوتي جلوس بالتوالي كل حسب عمره، وأختي الصغرى في حضنه لا تستطيع الجلوس بعد، أحب هذه الصورة كثيرا، لم نكن مبتسمين فيها وخصوصا أنا لا أعلم لماذا؟ وكأننا نؤدي مهمة رسمية. أعتقد أن مصور الاستديو لم يكن يأبه حينها بضرورة الابتسامة. أضع أمامي جميع تلك الذكريات، وكل صورة تبدأ بسرد الماضي، حين كان الناس جميعا في الصور الأهل والجيران والأصدقاء بملابسهم الملونة، في البيت والشارع والحديقة. في إحداها كنا تحت ظلال النخيل في رحلة ما، وجارتنا تحدِّث والدي، أمي تمسك في يدها صحنا مليئا بالأرز، وخالي يحمل ابن جارتنا وهو يبكي، كنت مع ولد في نفس عمري يحاول سحب الحبل مني.ما أزال أستعرض الصور العديدة التي تحكي تاريخنا. تتقدم بي الصور بعدها لصور قريبة.. ووحيدة، تنحصر فقط على أفراد أسرتنا الواحدة. لقد اختفى الجيران والأصدقاء منها، لم تعد جارتنا الأرملة بالقرب من أمي. ولا الولد الذي يسحب الحبل من يدي. صور جديدة مأسورة بين الجدران. لاوجود للبحر ولا النخيل، ولا والدي. صورة أخيرة وقعت في يدي، وهو في ثياب الإحرام مغادرا لأرض غريبة، لم يعد منها. وبعد خمس وعشرين سنة من الغياب، عادت إلينا صوره في حقيبة دبلوماسية، مع أوراق خاصة به، وبطائق، وجواز سفر. عاد جوازه وحيدا. اسم بلا وطن. وتبقى هنا صوره سجينة الزمن.
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر
