- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً

- غروندبرغ: توافق إقليمي واسع للحلّ التفاوضي في اليمن
- ترمب: من المرجح جداً أن توجه إسرائيل ضربة لإيران
- قتيل في غارات إسرائيلية على جنوب لبنان
- تحذيرات من مجاعة وشيكة في اليمن
- أذرع الموت.. هيكل الحوثي العسكري الموازي
- ترامب: ثقتي قلت في إبرام اتفاق مع إيران
- وزير الدفاع الإيراني يهدد بضرب قواعد أميركا إذا اندلع صراع
- «الدعم السريع» تعلن السيطرة على المثلث الحدودي بين السودان ومصر وليبيا
- زلزال عنيف يضرب تايوان
- قتلى وجرحى في قصف إسرائيلي على دير البلح ورفح

الأخ طاهر الدَحّان من أهالي مديرية بعدان محافظة إب ، يزورنا بين الفينة والاخرى وحين يأتي ، يأتي متأخراً ولا أحد يأبه له ، نظراً لما يظهر عليه من شظف العيش في ظل واقع مادي يلفظ من أعماقه البؤساء..
وكان عندمايصل ، يجلس في مؤخرة المكان واضعاً سماعة الهاتف على أذنيه ثم ينهمك بقوة إلى شاشة التلفون المتواضع الذي بين يديه، لكن دخوله اليوم الينا كان مغايراً فمنذ الوهلة الأولى لجلوسه وهو يتمتم بصوتٍ منخفض كأنّما يترنم بآيٍ من الذكر الحكيم!
يحضر مجهداً وتقاسيم الإعياء والتّعب لا تكاد تفارقه ، إنّه يعمل حمّالا وعند الساعة الرابعة عصرا يفرغ من العمل،ويأتي محمّلا بالكثير من البشارات..كنت أقرأ ما تيسر منها على محياه!
سألته مو تقول واطاهر؟
أجاب بلكنة مجهدة :
ولا شي ولاشي..
ألحّيت عليه بالسؤال ، فأجاب :
"جالس أراجع القرآن"!!
يا الله!
انها أولى تلك البشارات!
شعرت برعشة شديدة تسري بين جوانحي أجهشت على إثرها بالأنين..
امتزج الأسى الذي اجتاحني بشآبيب فرح وسعادة فبادرته:
-الى صف كم درست؟
اجاب :الى ثاني عدادي
-وكم تحفظ من القرآن؟
وهنا كانت المفاجأة التي زلزلت جميع من بالمجلس:
باقي معي الربع الاخير بس؟
-حفظ والا دراسة؟
اجاب متعجباً :
حفظ حفظ.."مو دراسة"!
-تحب القران ياطاهر؟
أجابني بالعبارة التي افتتحنا بها هذا التقرير:
"القرآن ما شاء الله سهل..بس يشتي مراجعة واصل".
وددتُ لو بامكاني النهوض لاحتضانه وتقبيله، لكن القات قاتله الله كان قد فعل فعلته،ساعة الذروة ، والإنتشاء، حالت دون قدرتي على ذلك لكن روحي كانت قد أدت ماعليها من واجب في حق هذا الطاهر طاهر..
إنه اطهر مَن بالمجلس ، أروعهم ، أنبلهم، أغناهم!
إنه عامر بالله ونحن جميعا يحتوينا الخرااااب!
هذ الطاهر يبلغ من العمر 35 عاماً وغير متزوج ويشقي ويكدح في سبيل اعالة اسرته الكادحة الفقيرة في القرية!
يشعر بكثير من السعادة وقد افتقدها الأثرياء وما أكثرهم!
هذا المجتمع يعيش تصدعا ماديا مخيفا وقد تقطعت وشائج الصلة والخير فيه وازدادت الشقة بين طبقاته فهل إلى اعادة الترابط والمحبة والبذل والعطاء من سبيل؟
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر
