- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- من الكاميرات إلى اللاسلكي.. كيف تتبعت إسرائيل القادة الحوثيين؟
- «الشاباك»: إحباط شبكة تهريب أسلحة وأموال من تركيا إلى الضفة لصالح «حماس»
- التحويلات المالية تتجاوز النفط كمصدر أول للعملة الصعبة في اليمن
- أحمد السقا يدافع عن مها الصغير: وقعت في خطأ غير مقصود بتأثير المحيطين
- راغب علامة: نصحت فضل شاكر بتسليم نفسه وليس لدي كراهية له
- الثالثة خلال شهر.. ضبط شحنة مخدرات بـ130 مليون دولار في بحر العرب
- 6 أطعمة تتفوق على التمر في محتوى الألياف الغذائية
- واشنطن: «حزب الله» يعيد التسلّح والجيش لا يقوم بعمل كافٍ
- حبس اللاعب رمضان صبحي على ذمة محاكمته في قضية تزوير
- أسعار البن تهبط عالمياً عقب إلغاء ترامب الرسوم على البرازيل
اليوم وبعد أن ألبسني الكدر ثوبه المحاك من الوجع, حين كنت أمام شاشة التلفاز مع أبي الذي لم تزده نشرات الأخبار إلا شيباً, قررت أن أترك كل هذا وأذهب إلى حجرتي, حيث اللوحات هناك بانتظاري لوضع بصمتي الخاصة عليها..
نظرت إلى لوحة فارغة أفكر بنهم ماذا عساي أن أرسم عليها؟!.. صوت التلفاز يرتفع, المذيع يعلن عن عشرات القتلى والجرحى.. التفت نحو فرشاتي بزجر وكأنني ألومها, فإذا بها تقترب نحوي والقلم يسبقها متجهاً إلى اللوحة.
اعتدت أن أرسم بقلمٍ رصاص، لكن قلمي اليوم يبدو مشحوناً بالرصاص ويريد قتل اللوحة.. وحده راح يرسم ملامح مبهمة يكسوها الغموض, تحركت الألوان هي الأخرى, امتزجت وكأنها تتصارع مع بعضها لتصنع منها لوناً كئيباً.
وبينما كنت مذهولة مما يجري حولي, أغرقت الفرشاة رأسها في الألوان, أخرجته متجهةً نحو اللوحة, وبحركاتٍ عشوائية راحت تصبغ تلك الملامح لتزيدها غموضاً.. اللون الأسود فيها يزداد انتشاراً, ويضع لتلك اللوحة إطارها لتكتمل بسوادها.
دققت النظر فيها؛ فوجدتها صماء تخلو من كل شيء عدا السواد.. لم أطق النظر إليها أكثر, اقتربت منها, أخذتها بيد العزم, مزقتها قطعة, قطعة, ثم رميتها.
أخذتُ لوحةً جديدة, اقتربت الفرشاة مني لكنني أوقفتها, امسكت قلمي الرصاص, رسمت به ملامح واضحة.. على أحد جوانب اللوحة رسمت قضبان، وعلى الجانب الأخر رسمت علما يرفرف, ثم رفعت قلمي لأرسم سماء تعانق الشمس, وبعدها أخذت الألون ومزجتها بإرادتي هذه المرة.
اخترت اللون الأبيض لألون به صفاء السماء, وبينما كنت ألونها تقدم نحوي اللون الأسود, أوقفته, رميته جانباً لكنه أبى إلا أن يعود إلي؛ لذا وضعت القليل منه على الفرشاة ثم اسكنته تلك القضبان.
امسكت باللون الأحمر، لونت به نيران الشمس لتحرق عناد السواد, ثم عدت للأبيض وصنعت منه إطاراً للوحتي. في تلك الأثناء فتح أبي باب غرفتي ليجدني منهمكةً بالرسم.. صوت التلفاز صار أكثر وضوحاً, المذيع يدلي بدلوه: فلنبتسم أمام يوم جديد, ووطنٍ أكثر أمناً.. ابتسم أبي في وجهي ثم غادر, أخذت اللوحة علقتها على الجدار فابتسمت في وجهي هي الأخرى.
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر

