الاربعاء 14 مايو 2025 آخر تحديث: الجمعة 9 مايو 2025
الرواية والمتلقي - عبدالوهاب سنين
الساعة 15:01 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


الرواية لها بناء معماري ، يقوم بتأسيسه الكاتب، ويتميز هذا البناء  بتقنية سردية ، من خلالها تتكون معالم الرواية ، المكونة من شخصيات وأحداث وحبكة ،  وهذه البوتقة السردية تنبثق من الفكرة التي تماها معها الكاتب،  ويأتي بعد ذلك إشباع الفكرة بملئ ذهنية الكاتب بمراجع تخص تلك الفكرة ، كانت تاريخية او اجتماعية او سيكولوجية ، وكذلك المفهوم العام للرواية انها من أهم الأجناس الأدبية ، ويرى فلاديمير كريزنسكي : ( ان النص الروائي مثل الكائن الحي له بنيته الوراثية والبيولوجية، التي تجعله قادرا على التوالد والتناسل، والتكييف)  انظر جميل حمداوي ( مستجدات في النقد الروائي ) 
لذلك لابد للروائي اثناء بناء روايته تحبيكا وتخطيبا ،  ان يكون نابعا من تأثر كان ذلك في البيئة المجتمعية التي يعاصرها، او بنية سوسيولوجية قديمة ، وما يهم الكاتب هو هضم الحقبة التي يتناولها في سرده الروائي ،  ومن جمالية الرواية الوصف  وهو متعدد ومن ذلك : وصف شاعري وفيه يستحضر التخييل المترع بالعاطفة، والوصف الواقعي وفيه يتم رصد الواقع  بتمظهراته وتمفصلاته ايهاما وتخييلا ،  وفي ذلك جذب للمتلقي وإيصاله إلى درجة عالية من الاقتناع، 
جانب آخرفي الفن الروائي هو معرفة الكاتب بالتجنيس لعمله ، ومن خلال التجنيس يأتي المتلقي لإبراز النوع كأن تكون الرواية عرفانية اوسياسية او تا،يخية،  لذلك نجد في الرواية عالم من التأملات وفيها الواقعي والخيالي يجمع بين ماهو غريب وخارق ومألوف . هذا ما يخص الكاتب
أما المتلقي 
فلابد من منهجية يعتمد عليها في تشريح اركان الرواية ، كتبنيه منهج محدد فليكن مثلا السيميائي وهو من المناهج الحديثة ، وفيه يشتغل على معرفة أدواته ومفاتيحه بداية من العنوان ، و عمل دراسة مقاربة  سيميائية ، ومن خلال هذا المنهج يتم الكشف عن تمفصلات وتمظهرات الرواية ، ومن ذلك دراسة تأليف الشخصيات ورمزية أسمائها ، ودراسة الذات داخل الخطاب الروائي ،  والتعمق في آليات الرواية مثلا: آلية التخطيب
وفيها نرى الكاتب يعتني ببناء روايته وتخطيبها، وهو ما يعرف بالمنظور الداخلي في معمار الرواية، حيث نجد شغل ضمير المتكلم ، وتارة نجد الراوي وسط هذا المعمار ، وهو يشارك الشخوص في الدفع بالاعمال بوظائف السرد والتنسيق والانفعال والأدلجة.
اما الحبكة 
فيكشف المتلقي عن الحبكة ومدى التحامها مع الأحداث ، ومعرفة الحبكات المصيرية، إذ الحبكة ليست واحدة بل هناك عدة، حسب  الرواية حيث نجد حبكة ميلودرامية، وحبكة مأساوية ، وحبكة وقحة ، كل ذلك يكشف عنه المتلقي
ويقوم بتحليل الخطاب الروائي في العمل الذي تناوله بالقراءة .
أما إعادة الرواية بطريقة المتلقي ، فهو تحصيل حاصل لم نخرج منه بفائدة تنويرية لمفاصل الرواية، ومكامن القوة من الضعف .

 

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص