في لحظَـةٍ غُمِسَتْ بِـزَهْرِ شَبَــابِهَـا
وَالبَوْحُ أُمْنِيَــــــــةٌ تُخَــطُّ بِبَـــابِهَـا

أَوْ هَكذا قَــدْ صَـارَ دَمْـعُ مَدِيْنَــــةٍ
تَهْـذي فَيَـلْتَفُّ الشَّقَــــاءُ بِنَــابِهَــا

غُرِسَـتْ بطِينِ تَعَــاسَـةٍ فَتَمازَجَتْ
لَـوْنَــاً يُحَـاكي المَوْتَ في أبْوَابِهَــا

هِيَ من كثيفِ مَشَاعرٍ صَلَّتْ عَلى
رَأْسِ الحَيَــاةِ فَقَـامَ مِـنْ أَصْلابِهَــا

صَوتٌ يَهُـزُّ المُسْتَحِيـلَ فَيَنْجَـلي
غَـرَقُ النُّجُـومِ غَيَـاهِبـاً بِيَبَــابِهَــا

في سَاعَةِ الصِّفْر الفَسِيحِ تَنَهَّدتْ
شمسٌ وَغَــابَ الحُـزنُ في أثوابِهَا

شَكَّلْتِ مـنْ صمْتِ المَـآذِنِ ثَـوْرَةً
فَتَدَحَرَجتْ لَغَــةٌ بِـرُوْحِ كِتَــابِهَـــا

صَنْعَــاءُ شقَّتْ بحْـرَ أَوْجَاعٍ نَمَتْ
بيْـنَ الضُّلُوعِ فضَجَّ مْن بشِعَابِهَا

هَـلْ بيْـنَ جُـوْعِ المُتْعَبِينَ حِكَايَةٌ؟
ظَلَّتْ تُـرَتِّلُ مِـنْ حَنِيْـنِ سَـرَابِهَــا

سُدَّ الطَّـرِيقُ فَصَاحَ في المعْنى دَمٌ
سيَجِفُّ في عَــرَقٍ هنَا أوْصى بِهَا

مُتَعَطِّشٌ لِلضَّـوءِ يا منْ كنتَ لي
نُـوْراً يُطَـرَّزُ في ضُـلوعِ خِضَابِهـا

طُـوْفي على مَهْــلٍ كَحُـلْمٍ كَـاملٍ
يَـا لحظةً تَحْوِي المدَى بصوابِهَا

تعبتْ مسَـافاتُ الحنِينِ لموطنٍ
يُجلِي منَ الأرواحِ كُـلَّ ضبابِهَـــا

قَدْ يُكْشفُ الضُرُّ الذي في روحِها
ليسيلَ ذاكَ الحُـبُّ منْ أهْدابِهَا