- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً

- مناشدة عاجلة لوزير الداخلية المصري بشأن مواطنين يمنيين
- تحالف قبائل محور شعيب: لا للخضوع لحكم طائفي وندعو لتحرك عاجل ضد الحوثي
- كيف أصبح الأمريكيون مدمنين للقهوة؟
- محكمة العدل الدولية ترفض الدعوى المقدمة من السودان ضد الإمارات
- واتساب يتوقف عن العمل على 3 أجهزة آيفون شهيرة بدءاً من اليوم
- قائمة سوداء لشركات صينية مهددة بالشطب من البورصات الأمريكية
- إسرائيل تعلن عن رد محتمل على الهجوم الحوثي بالقرب من مطار بن غوريون
- نتنياهو: الهجوم الجديد على غزة سيكون «مكثفاً» لنهزم «حماس»
- وصفوه بـ«بوق الفتنة».. إدانة يمنية واسعة لتصريحات شوقي القاضي حول طارق صالح
- تقرير موثق بالصورة.. ماذا حدث للمهاجرين الأفارقة في صعدة؟

لم أستطع النوم، هذا اليوم الثالث، أحس بخواء ودوار وتوتر، أرى الأشخاص الذين يسيرون بجانبي، وكأني أراهم في حلم، يبدون على شكل أطياف وصور شفافة، منذ عرفت تلك المرأة صار نومي متقطعا، حتى أنعدم تماما، لا أعرف شيئا عن الفتاة سوى أنها حالة مستعصية، وندبة على جبين القلب، لحظة هاربة لم يستطع الوقت إمساكها، روح شريرة استوطنت أعماقي، وتركت مخلفاتها ملقاة بإهمال في مكب صدري، قلت لها ذات أمسية عابرة: هل تستطيعين التقبيل؟ ردت بازورار: كيف لك أن تقاوم ملوحة دموعي، أنا كائن محتشم لم يخلق للفرح. كانت الرياح تصفر، لا شيء بوسعه الوقوف بوجهها أو في طريقها، لا أحد يعرف أنني لم أنم، يظنون أن بداخلي فردوس ضائع، لا شيء يضيع سوى النوم، وبقايا امرأة وقفت مسبلة العينين، حذرة من الحب، خجلة من نفسها، زاهدة عن الإيحاءات الجنسية، منفتحة على أقوال القديسين والصالحين، شابة مسنة إن جاز التعبير، لها ألف لسان وشفة، وألف عين، وأذن وحيدة، لا تسمع سوى القليل من كلام الآخرين، قلبها حار ممطر في الشتاء، وبارد وجاف في الصيف، كان يمكن ان تكون حبيبتي لو أنها تغني أو تجيد الرقص أو العزف على الغيثار، لو أنها تبتسم وتعشق وتترقرق كماء صاف، لن تكون حبيبتي حتى تشبهني، وتصبح متمردة وشهية ومشاكسة، خفيفة دم، ومرحة على الدوام، وحزينة بعض الشيء، أريدها أن تعشقني بلا شروط كعشقها التراث والموسيقى والسينما، والا تشغل وقتها في قضايا الغوغاء والأميين، ولا تفكر بأوهام الملالي ورجال الدين، حبيبتي تشبه جدتها ببساطتها، تحمل حكمتها ومهارتها في قول الأمثال وسرد الحكايا للأطفال، حبيبتي لا تشبه والديها أو إخوتها او شخصا من هذا الجيل، ذات يوم قالت لي مشاكسة: إن شئت أقطعتك قلبي، على أن تجلب لي وردة حية تنبض. فتأهبت، وقطفت لها قلبي، وغلفته بالروح، وقدمته في ليلة عيد، وأصبحت بلا قلب أو روح.. حبيبتي نسخة وحيدة تاهت في المعمورة، ليس لها وطن أو دين أو قومية، إنها امرأة كونية لا توجد سوى في رأسي، ولم تخلق بعد.. لكني لم أعد خليقا لمطاردة النسوان، وقطف زهور الحب من كل مكان، أربعون عاما مرت من تاريخي، لكن حبيبتي لم تأت، مازالت تتسكع وسط قبيلتها، تزور الوعاظ والدجالين وتمشي بخمار في ليل حالك، وتؤمن بالله وبالخلفاء وبالمعتوهين والسافحين الربانيين، لكنها لا تؤمن بي أو بالحب، لأننا لا نحمل غير الورد..
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر
