الأحد 5 اغسطس 2018
 

وجدته ينهب الأرض نهبا ...عمي علوي الهادئ الذي يكلمك بصوت خافت محبب الى النفس : ((عتسبر؟ )) فتضرب يديك اخماسا في اسداس : لا ، فيهزرأسه موافقا : من لا ينصرنفسه لا ينصره الله …
إلى أين ؟ فيشيرالى صاحب ومهندس الغسالات والثلاجات : المغالطين الدائمين، تذهب بغسالتك بعطل، فتعود بعشرين ، تذهب بثلاجتك بحاجه الى وائر، فتعود وقد كشف سترها ولم تعد صالحه...وطريق القسم الذي يزيد يخلسك ما بقى …
 

طيب وهذه المره ؟ قدحنا نتشارع عند العاقل ، نغلق الباقي ، ومالم يأخذه القسم سيأخذه العاقل ….
عم علوي رجل اغترب طويلا في بلاد الحبشه ، و صدق - بتشديد الدال - المغني حين غنى داعيا الجميع الى العوده ، قلت : كيف ياعم علوي ؟ قالها بحسره : قدكنا عندهم معززين مكرمين ، قلنا وطنك اولى بك ، تبين أن الخبره اهتموا بنا اكثر ولم يبقوا حتى مصروف الطريق !!!...
وشوف الآن كنت هناك بعملي وانا مستور ، ذلحين إمام جامع كل يوم صياح ..مره انا والمصلين ..فكل يريد خطبة الجمعه بما يوافق هواه ، ويوم من اوقف المسجد كل مره يخترع حكايه ، ويوم صاحب الوايت مداشي الماء، أين كان كل هذا مخبأ لي؟ … 
طيب ياعم علوي ليش ما ترجع الحبشه ؟ ، والله يا ولدي ياريت ، لكن لم يعد في العمر بقيه ، واين اودي وجهي منهم الذين كانوا يترجوني الا اتركهم جيراني من الاحبوش الطيبين ..ثم أن الحمل اصبح ثقيل جدا ، ولم تعد رجلي تحملاني ..خلي لي حالي لا تقلب مواجعي …
طيب والاولاد ؟ - اثنين عادوا مطرودين من السعوديه ، والثالث بعد الثانويه لا شغل ولا مشغله ، ولا جامعه ، ليل ونهار حانب بالقات ….من أين يدبرها ؟؟ مدري !!!
طيب ، وكيف ترى الامور الان هل ستعود الى سابق عهدها؟ يسحب تنهيده حاره : يا ابني ماحد يعود عمره للوراء ، هكذا قدام قدام الى هاويه بلا قرار …
افكرانقل من هذا الحي الى حي بعيد عن الشله ...قلت : اي شله ؟ المخزنين حق العيال ، هي بيئه ، قلت : وفي الحي الجديد سيجدون الف شله ...هي حاله عامه ...وبعدين ما تشتيهم يفعلوا ، اذا كان لا عمل ، ولا دراسه ، ولا فرصه للهروب الى المهجر او الى بلاد الاغتراب ...وحتى من ينفذ فيعاد ….ثم انك تسمع الاخبار ، كل الدول تطلب من اليمني فيز ، وهؤلاء الخليجيين من يتبجحون بحب اليمنيين ، لا يقبلوا احدا ، ومن هم في السعوديه فيهانون بكل اشكال واصناف الاهانه ...، أين عاد نسير ونتجه ، يضحك بألم : افكراحيانا اعود الى قريتي في العود ، فاتذكرانه لم يعد لدي دار ، ودارنا القديمه سقطت بفعل الاهمال ، وعندما ذهبت للزياره فلم ادري من ازور ، والناس لم يعودوا الناس الابقدرما في جيبك ، اما انت الذي تسلفت حق السياره فلا احد يريدك ...يالله اشملنا برحمتك او شلنا ….
اقلك مثل كل يوم عتفرج ، لا لن تفرج ، نحن نهرب إلى الهاوية ….
قلت ياعم علوي اسرع صاحب الثلاجات سيغلق ابوابه ...يبتسم ويواصل 
لله الامرمن قبل ومن بعد .