- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- «المنتدى الإماراتي الروسي الأول للأعمال» ينطلق في دبي لتعزيز الشراكة الاقتصادية والتكنولوجية
- من الكاميرات إلى اللاسلكي.. كيف تتبعت إسرائيل القادة الحوثيين؟
- «الشاباك»: إحباط شبكة تهريب أسلحة وأموال من تركيا إلى الضفة لصالح «حماس»
- التحويلات المالية تتجاوز النفط كمصدر أول للعملة الصعبة في اليمن
- أحمد السقا يدافع عن مها الصغير: وقعت في خطأ غير مقصود بتأثير المحيطين
- راغب علامة: نصحت فضل شاكر بتسليم نفسه وليس لدي كراهية له
- الثالثة خلال شهر.. ضبط شحنة مخدرات بـ130 مليون دولار في بحر العرب
- 6 أطعمة تتفوق على التمر في محتوى الألياف الغذائية
- واشنطن: «حزب الله» يعيد التسلّح والجيش لا يقوم بعمل كافٍ
- حبس اللاعب رمضان صبحي على ذمة محاكمته في قضية تزوير
كانت قد إختارت حضن والدها – قبل أن تقتلها “الجغرافيا” كموسد ومرقد أخير لتلفظ أنفاسها الأخيرة وأسلمت عيونها إلى السماء متحاشية النظر الى جرحها النازف من جهة ومتجاهلة النظر الى عيون والدها – من جهة أخرى – الذي شهد وشاهد طفلته ” افتكار” ذات الخامسة من العمر ، وهي تفارق الحياة مقتولة بأيادي آثمة كفرت بكل القيم وانسلخت عن انسانيتها
قبل أن تغادر الطفلة “افتكار ” الحياة مقتولة على أيدي من يسمون بـ “ملائكة الرحمة “.. كان والدها المواطن خالد علي الحالمي يسابق الزمن متنقلا بين مستشفيات العاصمة المؤقتة عدن ليوقف الموت عن افتراس طفلته بعد أن لدغتها أفعى سامة ، غير أن الاقدار شاءت مشيئة أخرى لم تخطر على بال أحد فالموت كان لها بالمرصاد ولكن بطريقة أخرى فلم يقبض روحها بسبب سم الأفعى القاتل .
كانت طريقة موت الطفلة مغايرة لما توقع الوالد ـ حيث سم الأفعى ـ ومغايرة أيضا لطريقة موت الكثير من أقرانها وقريناتها الاطفال في محافظات اليمن المختلفة خلال قرابة ثلاثة أعوام من الحرب الطاحنة ، الذين قضوا نحبهم بسبب غارات لطائرات التحالف حينا وبمدافع وقناصات الحوثة أحيانا أخرى ..اختلفت “افتكار عن غيرها في أسلوب الجريمة وفاعلها وسببها إذ قتلت في حضن والدها بعد أن رفضت المستشفيات التي تنقل بينها إعطاء طفلته مصل مضاد للسم أما من ارتكب الجريمة هذه المرة فهم مجرمون يتنفسون العصبية والعنصرية المناطقية تحولوا من ملائكة للرحمة إلى شياطين للعذاب .
وكما اختلفت مع أقرانها الضحايا في الطريقة والفاعل فقد اختلفت عنهم أيضا في المبرر والسبب فإذا كانت قوات التحالف وقوات الحوثي تؤكدان – في كل عملية قتل لأطفال معترف بها- بأنه خطأ ، فإن من قام بقتل “افتكار” فيؤكد بأنه فعل متعمد والتهمة الموجهة لها هي خيانتها “للجغرافيا ” إذ تنتمي الى إحدى مديريات محافظة الضالع التي كانت تتبع سابقا محافظة إب ، وعليه فإن الطفلة استحقت الموت لأن منطقتها الجغرافية كانت ذات يوم شمالية قبل ان تتحول بقرار حكومي عقب الوحدة الى محافظة الضالع الجنوبية
قبل أن تقتل الطفلة افتكار كانت رائحة العنصرية المناطقية تفوح في كل مكان وبسببها تنقل بطفلته بين عدد من المستشفيات بحثا عن مصل مضاد للتسمم ولم يحصل عليه والسبب أنهم كانوا يرون اسم منطقته المعروف بأنها شمالية سابقا فيرفضون إعطاءه الدواء .
وبمرارة بالغة من الأسى والحزن والصدمة والفيجعة ايضا يتحدث الحالمي عن مصيبته بصوت متقطع متهدج وحروف تخرج من فمه حارة مكلومة تذيب الكلمات المقهورة فيقول ” بعد أن لدغت أفعى سامة قمت على الفور بالتوجه الى العاصمة المؤقته عدن لإسعافها بمضاد للسم وهناك تنقلت بين مستشفى الوالي والبريهي ومشافي أخرى وكلها عندما تلاحظ كلمة “العود” وهي المنطقة التي ينتمي إليها المنحدرة من مناطق شمالية ترفض إعطاء المصل ” ويضيف وهو يضف هؤلاء بالمجردين من الإنسانية : “فارقت الحياة بين احضاني ،وكل لحظة اشعر بأنني ميت لأن العنصرية قتلت طفلتي ” ويتحسر الحالمي بالقول “حتى انتمائي للشرعية والمقاومة الشعبية لم يشف لابنتي ” ويطالب الرئيس هادي ورئيس الحكومة وجميع المنظمات الإنسانية المحلية والدولية الإنتصار لقضية طفلته ومحاسبة من قاموا بهذا العمل الإجرامي
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر

