- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً

- مناشدة عاجلة لوزير الداخلية المصري بشأن مواطنين يمنيين
- تحالف قبائل محور شعيب: لا للخضوع لحكم طائفي وندعو لتحرك عاجل ضد الحوثي
- كيف أصبح الأمريكيون مدمنين للقهوة؟
- محكمة العدل الدولية ترفض الدعوى المقدمة من السودان ضد الإمارات
- واتساب يتوقف عن العمل على 3 أجهزة آيفون شهيرة بدءاً من اليوم
- قائمة سوداء لشركات صينية مهددة بالشطب من البورصات الأمريكية
- إسرائيل تعلن عن رد محتمل على الهجوم الحوثي بالقرب من مطار بن غوريون
- نتنياهو: الهجوم الجديد على غزة سيكون «مكثفاً» لنهزم «حماس»
- وصفوه بـ«بوق الفتنة».. إدانة يمنية واسعة لتصريحات شوقي القاضي حول طارق صالح
- تقرير موثق بالصورة.. ماذا حدث للمهاجرين الأفارقة في صعدة؟

لمست حبيبات المطر وجهي , فاغرتني بالخروج من السياره , قلت لعبد العزيز : ساسير راجلا , ستجدوني امامكم , لم اترك له فرصه لان يستفسر عن السبب , اذ لم يوجد غير اغراء المطر الخفيف الذي تساقط على مول الجندول وما حوله سببا, الشوارع تشي حالتها بنوع من الاسترخاء المحبب , كانت الساعة تشير الى الثانية عشره قبل الظهر .
انعطفت الى الشارع الجانبي الآخر , كانت هناك مدرسة آزال وتلك الطريق التي عبرتها جيئة وذهابا طوال سنوات عمر الطفوله للاولاد الاربعه ذكورهم وانثاهم , كنت احدث نفسي باشياء حميميه , دعمتها باستحضار خيالي في ذكريات دافئه , لا تزال آثارها ترتسم على جدران مررت بها , واخرى مرت بي .
في شارع ايران الرئيسي تبدى الزحام في اوج حضوره !!! , لمحت من على البعد عربيه من تلك التي تجري بثلاث عجلات , ابتسمت عندما اقتربت مني , تذكرت عربية الروتي , وانا هنا اعيد تكرارها الممل قاصدا استفزاز من يخجلون من تاريخهم الشخصي , اذ بعضهم يحاول ان يوحي لك انه جاء على عربة من ذهب !!! , ويتناسى معاناته , وكانها امر معيب , بينما هي بالنسبة لي ولآخرين يحترمون القيمة الاخلاقيه للعمل وسام على صدورنا .
افسحت للعربية الطريق الذي ضاق بيني وبين سيارة وقفت فجأة , لكنها توقفت بمحاذاتي , , وصوت: (( اهلا يا استاذ )) , يحيى , اشتغل يا استاذ , ابيع السكريم , ماذا افعل ؟ هل اموت واولادي جوعا ؟ امسكت براسه وقبلته : بالعكس انت هنا تعلي مقام العمل كقيمه اخلاقيه , وتعلي قيمة الانسان , وتقول للمتخمين : نحن ملح الارض , بددت خجله المشوب بالارتياح .
يحيى لا يهمني من اين هو , من مطلع , من منزل , زيدي , شافعي , جني , ام الصُبيان , ما يهمني ان له كتابين هامين فاجأني بهما ذات يوم , فاكبرت به الكلمة وتألق به الحرف !!! , هو الآن يبيع السكريم حفاظا على كرامة حافظ عليها بدمه ولحمه , ولم يابه لسفر الراتب الى غير رجعه , الى بلاد تعرفها سلطتا الامر الواقع هنا وهناك !!! , هكذا اسميهما حتى تضمنان حق من حقوق الانسان لقمة كريمه بدون معايره !!! .
اين الذين عينوا ابناءهم هناك يرون يحيى واولاده ؟ واين من ارتفعوا برتب الاولاد الى قمة التراتبيه العسكريه نهبا للحق العام ؟؟؟ , تعالوا شوفوا يحيى يضع كتبه في البيت ويترك القراءه مؤقتا , ويخرج بحثا عن الرزق على عربية بثلاث عجلات !!! .
العمل شرف , بل قمة القمم الاخلاقيه , لكن ان تخرج لان هناك من حرمك من مرتبك هكذا بدون حق , فيصبح الامر مرهقا للذاكرة والتذكر , اولادك يموتون جوعا وهناك من ينبري يصفك بانك مجرد (( طرطور )) لانك قلت اريد راتبي لياكل اولادي , اعطاني يحيى واحد سكريم , التقطت للسكريم لقطة للذكرى , واصلت مسيري , وفي يدي احلى آيسكريم بلغة اسافل القوم وبلغة البسطاء سكريم من عرق المتعبين .
شكرا يحيى , فقد اعليت القيمه للانسان , وقذفت بالمدعين جورا انهم يمثلونك الى قاع الخزي .
لله الامر من قبل ومن بعد .
17 يوليو 2017
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر
