- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً

- الاتحاد العام للإعلاميين اليمنيين يدين اعتقال الصحفي يزيد الفقيه ويطالب بالإفراج الفوري عنه
- شراكة مميتة بين الحوثيين وحركة الشباب تهدد القرن الأفريقي وتضرب قناة السويس
- اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.. بين التفاؤل الحذر ومخاطر العودة إلى الهاوية
- زعيم كوريا الشمالية يتعهد ببناء «جنة اشتراكية» في بلاده
- الذهب يتجه للارتفاع الأسبوعي الثامن على التوالي
- ترامب يسعى لجذب الأضواء قبل الإعلان عن الفائز بجائزة نوبل للسلام
- وزير الخارجية السوري في بيروت الجمعة لبحث ملفات شائكة
- زلزال بقوة 7.4 درجة يضرب جزيرة مينداناو في الفلبين وتحذير من تسونامي
- الجيش الإسرائيلي يبدأ الانسحاب من غزة
- الرئيس التنفيذي لشركة "Petro Oil & Gas Traders" يؤكد أهمية التعاون الدولي في منتدى الغاز العالمي بسانت بطرسبرغ

كانت أصوات السلاسل ، صرير الناقلة ، نواح البعض ، وحديث آخرين عن الجنة ، يصنع بداخلي ضجة مؤلمة ، بعد أن تفاقزت كل تلك الأشياء من مركبي الذي بدأ بالغرق أصبحت فارغا و مهجورا .... كان مجرد أي صوت يصنع ألما مضاعفا داخلي ، تاركا صدى لا يتوقف في هذا الجسد الذي صار لي وحدي أخيرا ، غير أن توحدي هو الآخر ليس مريحا كما يبدو .. هل أشبه هذا الوطن الذي توحد لينشطر ؟
الإعدام ليس أمرا سيء ! بالنسبة لشخص مثلي ، اقصد ليس كله بؤس , قلما يحدث للآخرين أن يخبرهم القدر عن موعد الحلقة الأخيرة ولحظة إسدال الستار .... لكل شيء رفاهية و ربما أن رفاهية الموت هو أن نعرف موعده .
أيا كان ، نحن لا نستطيع تغيير حقيقة الماضي وان قدرنا على تزييف روايته ، كذلك نحن عاجزون عن بعث مذكرة تفسيرية لتجميل أخطاء الذاكرة عندما نموت . إلا أن هنالك أشياء لم تخلق لتنسى أو لتدفن بكل برود .هنالك أمور يجب ألا يسمح لجحافل الزيف والخداع ببعثرتها ، الفوز ليس سوى لحظات تحالف القدر مع غاية المنتصر ، و ذلك لا يعني أن بالإمكان إنكار ما صنع الذي مني بالخسارة ... وان استطاع المنتصر أن يظفر بالاستيلاء على منجزات الآخرين ، فانه يظفر مرة أخرى عند سكوتهم على ذلك ...
سأموت ، لا بأس في ذلك ، بل ربما انه أفضل من البقاء في هذه الزنزانة اللعينة ، وان فكرت في أمر اشعر بالحزن لأني لم أقم به في حياتي انه " حسن " بلا شك .
أتذكر تلك الجمعة المؤلمة ، كان يوم الجمعة يرتبط في ذهني حينها بذبح إحدى دجاجات أمي ، التي ننتظرها بلهفة وشوق ، غير انه في ذلك اليوم من ذبح كان صديقي حسن ، يومها ذبلت تلك البسمة الباهتة و اصفر ذلك الجلد الذي تجعد قبل أوانه ... كنت أحدق بذهول في ذلك الجسد الذي نال من الحياة اكبر بكثير مما هو له ، كانت نافورة الدم المتدفقة من رقبته ، تعلن شارة البدء ، و مقدم موسم ترياق الوجع ، و أخر ما وقع من نظري على جسده الممتد ، كان أعواد القات المحشورة في جيب سرواله المتهرئ ، فقد كان ينوي العودة إلى الجبل لرعي الأغنام ، لأنه لو فكر في العودة إلى البيت لكان ضرب أبيه المبرح هو ما سيجده . لا اعرف لماذا كان يضربه بكل تلك القسوة والتواتر ؟ هل كان يعلم انه سوف يموت مبكرا كي يوفيه حقه ؟ نحن نتنازل عن كل شيء في هذه الحياة إلا أوجاعها ننال جرعاتها غير منقوصة .
لم اكتب قصة قتلك يا صديقي كما وعدتك يومها ، لم انتقم لك كما كنت أظن ، التحقت بنداء الوطن كما قيل لي حينها ، وبدلا من القلم حملت في يدي بندقا ، و ها أنا قادم إليك بتهمة خيانة الذي خرجت ملبيا نداءه ، عشر سنوات يا صديقي من الحرب ، الذي أينعت فيها براعم الحزن ، وصار الموت غاية تنشد !
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر
