الأحد 25 مايو 2025 آخر تحديث: الاربعاء 21 مايو 2025
انتظار - أحمد جابر
الساعة 11:51 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


كعادتها كل مساء تمسح غبار الحنين ، تفرد لخيالها ألبوما من المشاعر المتناثرة ، تحيك وجعها فتمر أنفاسها من ثقب الإبرة تضاريس الزمن تبدو جلية في ذلك الوجه المرقع بالوجع ، وعيونها الطافية تضمر في مرآة الوقت 
 

لم يعد بطلها المتحمس ، لازال حذاؤه القديم ورصاصاته وسيفه المثلوم تقبع داخل صندوقها الخشبي ، حكايات وارفة من الشجن المصبوغ بالشجاعة تحكيها لأولادها قبيل النوم تتذكر ذلك الفارس الذي أقسم ألا يعود إلا بالنصر المؤزر ، طال زمن الانتظار ، اتسعت دائرة الشكوى ، بلغ الحنين منتهاه ، خلع الشباب ثوبه الجميل ، بدأت الشيخوخة تدق أبوابها ، وسيد الوطن لازال في الغياب ، طرقت أبواب الرجاء ، بحثت عن أماكن فتوحاته ، نذرت أن تقتفي أثره ، ظلت تلهث باسمه ، قيل لها أنه يسكن في إحدى المدن ... طرقت المنزل لتفاجأها امرأة في الثلاثين من عمرها
- أين بطلي ؟
- يغتسل من أدران الماضي ومن روائح نساء القرية. 
لم.تنبس بكلمة عادت تبحث عن مقبرة كي تواري سوأته وتدفن رجولته. 

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص