- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً

- مناشدة عاجلة لوزير الداخلية المصري بشأن مواطنين يمنيين
- تحالف قبائل محور شعيب: لا للخضوع لحكم طائفي وندعو لتحرك عاجل ضد الحوثي
- كيف أصبح الأمريكيون مدمنين للقهوة؟
- محكمة العدل الدولية ترفض الدعوى المقدمة من السودان ضد الإمارات
- واتساب يتوقف عن العمل على 3 أجهزة آيفون شهيرة بدءاً من اليوم
- قائمة سوداء لشركات صينية مهددة بالشطب من البورصات الأمريكية
- إسرائيل تعلن عن رد محتمل على الهجوم الحوثي بالقرب من مطار بن غوريون
- نتنياهو: الهجوم الجديد على غزة سيكون «مكثفاً» لنهزم «حماس»
- وصفوه بـ«بوق الفتنة».. إدانة يمنية واسعة لتصريحات شوقي القاضي حول طارق صالح
- تقرير موثق بالصورة.. ماذا حدث للمهاجرين الأفارقة في صعدة؟

كانت الحُمّى قد طرحتني في المنزل بطريقة لم أعهدها من قبل، ، وليد دماج الروائي الجميل يتصل بي ويبعث الرسائل ليسأل عن مكان العزاء، وأنا لا أستطيع حتى أن أمسك بالجوال وأرد عليه، فجأة اهتز المكان إثر وقوع الصاروخ الأول على الصالة الكبرى المكتظة بالوفود القادمة لأداء واجب العزاء، وكعادتي لم أعد آبَهُ لأماكن الوقوع، أو لأسباب النزول، وذلك لأن الأهداف أصبحت عبثية وعبارة عن ردات أفعال لتقدم في البر، أو خسارة في البحر، فالجبان إذا انهزم في الميدان عاد ليفجع نساء الحي، ويحطم زجاجات النوافذ، بعدها كان الانفجار الأشد والأقرب، قلت في نفسي ربما في "النهدين"!
رن جوالي، لكن هذه المرة من جارٍ لي ليس من عادته الاتصال، كان صوته واثقًا جدًّا، أو أن الحُمى هي التي قالت بصوته: (الدخان يطلع من بيت صاحبك)
لم أجب بغير رد السلام، طرحت الجوال، واللحاف الذي كان عليّ، والحُمّى، ونهضت كالملدوغ، نهضت إلى النافذة لأتبين الأمر، الحمد لله، لا دخان على بيت الأستاذ خالد، عدت لأتابع رحلة المرض، فجأة لمحتُ دخانًا أسود صاعدًا من الجهة الأخرى، ثم بدَأت الاتصالات تنهال عليّ ظانةً أني في الصالة مع الأستاذ خالد، تبين لي أخيرًا وأنا أهيم من الحمى أن عزاء آل الرويشان كان في الصالة الكبرى التي تبعد عني مسافة دقيقتين، وأنها كانت الهدف للصاروخين السابقين، ولم أشعر بعدها إلا وأنا بين الجموع المتدافعة -دخولا وخروجا- عند بوابة الصالة التي تحولت إلى موقد كبير ، كان بين عينيّ شبحٌ ثقيل الظل، مزدوج الشعور، أريد أن أطمئن على الأستاذ، ولا أريد أن أراه مصابًا، كان جسمي كله قد تحول إلى عين تخبط في الجهات ، قلت في نفسي لماذا لا أبحث عن سيارته! فلعله لم يحضر بعد، خرجت ولم أجد السيارة، قلت الحمد لله، سأذهب إلى بيته لأتأكد، وصلت وقد سبقني إلى جوار البيت الحارس القديم لمنزل الأستاذ، وبصوت واحد قلنا أين الأستاذ؟؟ وظللنا نطرق على البوابة دون جدوى، حتى أننا ولشدة القلق تسللنا إلى داخل فناء المنزل، قلنا الحمد لله السيارة موجودة، الأستاذ بخير، ثم ظللنا ننادي عليه، فقيل لنا لم يعد بعد، فعاد التوتر والخوف مرة أخرى، سألنا هل هو في العزاء، قيل لنا لا، فهدأ الروع قليلا، انصرف الرجل، وخرجت أنا لأنتظر عودة الأستاذ،، ولأعاود الاتصال به ولكن بلا جدوى، التلفونات كلها إما منشغلة أو مغلقة ، فجأة قفز متمددًا أمامي الصديق وضاح قطيش وهو يبكي ويقول: الأستاذ في الصالة يا يحيى.. قلت له: لا لا اطمئن فهو ليس هناك، قال أقسم لك بالله إنه هناك وقد أخبرني الشاعر الجرموزي أنه رآه بجوار جلال الرويشان يستقبلان المعزين قبل الانفجار، فاسودّت الدنيا أمامي ثانية، وكدت أفقد الأمل المتبقي بنجاته، لولا أن وضاح قطيش تمكن أخيرا من الاتصال بـ وضاح الرويشان نجل الأستاذ، واستحلفناه بالله أن يأتينا باليقين، فطمأَنَنا وجعلنا نستمع لصوته،،
بعد عودتي انتشرت أخبار أن الدكتور المقالح كان من بين ضحايا الانفجار، ، فاتصلت به وأجابني أنه لم يعلم بمكان العزاء ، قلت الحمد لله على ذلك.
.
عزاؤنا الكبير لعزاء آل الرويشان
رحم الله الشهداء وشفى الجرحى ولا نامت أعين السفهاء.
دمتم سالمين.
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر
