الجمعة 16 مايو 2025 آخر تحديث: الجمعة 9 مايو 2025
الأستاذ/ خالد الرويشان
البلادُ التي غادرَتْنا
الساعة 01:43
الأستاذ/ خالد الرويشان

مات واحدُ اليمن ووحيدُها
مات عمّي علي بن علي الرويشان ابْنُ عمّ الوالد رحمة الله عليهما
مات أروع من يمكن أن ترى أو تسمع
مات العفيف الشريف الجميل النبيل
مات الزاهد والشاهد 
لا ثانيَ له في الأسرة اليوم 
ولاثاني له في خولان الطيال
ولا ثانيَ له اليوم في اليمن!  ..

 

تجلس إليه بالساعات فلا تمل
اليمن الكبير في فمِه ودَمِه ..تاريخا ، وشعرا ، وأعلاما ، ومناطق ، 
يحدّثك عن البيضاء تاريخا وشعراً وشخصيات .. وهو قد عاش هناك في صحبة عمه الجد ..جدي المرحوم صالح بن ناجي الرويشان عندما كان محافظا لها. . 
يحدثك عن البيضاء وقراها وجبالها وشعابها  تماما مثلما يحدثك عن شبوة وأبين ويافع ..يعرف كل قرية وجبل وتل ووادي وحصن! 
وهي نفس المعرفة عن تعز وريمة ووصاب والمحويت وإب .. وهمدان ونهم وذمار .. وحضرموت وبيحان ..واليمن كله ..كل اليمن!

تمّ اختياره عاملا لخولان من قبل الرئيس القاضي عبدالرحمن الآرياني
اختيار الرجل للمهمّة لم يكن صدفة! 
يعرف وطنية الرجل وحكمته وثقافته ومدى احترام الناس له ..
ولم تكن المهمّة سهلة
فحدود خولان تمتد من مشارف صنعاء حتى سد مأرب! 
أدار خولان وأشرف على توعيتها هذا الرجل الزاهد ..حتى اعترفت بالجمهورية أواسط سبعينيات القرن الماضي ..

 

لا أستطيع أن أسرد كل شيء عن الراحل الزاهد الشاهد..فعيناي غارقتان وروحي كذلك! 
منذ سنة كان الزاهدُ الشاهدُ ميّتا سريريا ..فقد أصابته جلطة! 
ولم يكن ليحدث له ذلك إلاّ لأنّ البلادَ كانت ميّتةً سريريا كذلك! 
كان هو البلاد كما قلت لكم! 
لم يكن يؤمن بالزعماء والألوية والعمداء 
كان يعرفهم من زمان وقبل الجميع ..وأنا شاهدٌ على ذلك!
 

في سنته الأخيرة الصامتة كانت عيناه ذاهلتين! تتساءلان .. ماذا يحدث ياخالد! .. ولماذا؟
ولم أجب .. كنتُ أنا الآخر ذاهلا ..ميّتا ..ومازلت!

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص