- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً

- اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.. بين التفاؤل الحذر ومخاطر العودة إلى الهاوية
- زعيم كوريا الشمالية يتعهد ببناء «جنة اشتراكية» في بلاده
- الذهب يتجه للارتفاع الأسبوعي الثامن على التوالي
- ترامب يسعى لجذب الأضواء قبل الإعلان عن الفائز بجائزة نوبل للسلام
- وزير الخارجية السوري في بيروت الجمعة لبحث ملفات شائكة
- زلزال بقوة 7.4 درجة يضرب جزيرة مينداناو في الفلبين وتحذير من تسونامي
- الجيش الإسرائيلي يبدأ الانسحاب من غزة
- الرئيس التنفيذي لشركة "Petro Oil & Gas Traders" يؤكد أهمية التعاون الدولي في منتدى الغاز العالمي بسانت بطرسبرغ
- الجوع يلتهم صنعاء.. والحوثيون ينفقون الملايين على احتفالات المولد
- اتفاق إستراتيجي بين "بترو أويل آند جاز تريدرز" الإماراتية و"السخنة للتكرير والبتروكيماويات" المصرية لتزويد مشروع مصفاة السخنة بالخام

لقد جنّبَتْنَا الربادي الإهانة بإرادة صلبة ، ربما استقتها من صرامة الثكنات العسكرية والحروب التي خاضتها تحت شعارات وطنية صرفة .
في الربادي يولد المرء مرتين ، ولذا فهي متخمة بترف الحياة ، الحياة المخضبة بالمجد والولاء لوطنٍ ، تدرك ( الربادي ) أنه سرعان ما يخلفها فريسةً لذكرى وجعها وآلامها المتزايدة ، كلما وضع الخراب أوزاره ، وازينتْ الآمال إيذاناً بمجيء صباحٍ ممتلئ بالأحلام .
تقاوم ( الربادي ) رغبات الهزائم والصلف المقدس ،وتدفع عن تأريخها زحف العار بيقين من أدرك أن المرء لا يموت سوى مرة واحدة ، ولذا فهي تواجه موتها بشرف جنديٍ وهب نفسه للقيم العظيمة والمفاهيم الوطنية السامية.
لا تعرف الربادي سوى الوسطية الوطنية ، فلا غلوّ في نهجها ولا تطرف في سلوكها.
أقف مكسواً بالخجل من أن أضع عينيّ في عيني الإصلاحي البهي أمين الشفق واليساري العتيد يحي ثابت كرفيقي درب وثورة ، لطالما حلمنا جميعاً بدولةٍ ، نجد في كنفها ما افتقدناه طيلة هذا العمر المتسرب ، وهل بإمكان الربادي أن تغفر لوراف ما ترتكبه بحقها اليوم...؟
كيف يمكنني أن أتأمل وجه الشهيدين حمود أبو أصبع ، وعبدالكريم المخلافي
وهما يسقطان دفاعاً عن حلم جيل بكامله.
لم تخرْ الربادي ولن تخور وستظل عنوانَ حياة جديدةٍ لا تقبل الإنكسار لهمجيات الموت ، وأذناب العصبويات السلالية والمناطقية التافهة ، ولعل الربادي وهي تنطلق للدفاع عن كرامتنا جميعاً ، لا تلتفتُ لسوى الواجب المقدس ، والذي يضع على عاتقها مهمة دفع الموت عن البلد كلّه ، لا عن منطقة أو جماعةٍ بذاتها.
تمنحني الربادي مواساتها ، وتكاد تهمس في أذنيَّ قائلةً : لا عليك وكأنها تحفظ لمقاومي وراف صنيعهم ، أولئك المقاومون الذين خذلهم حسن ثقتهم وظنهم الذين كان سيئاً ، إلى الحد الذي كان سبباً في خذلانهم وإجبارهم على الإنسحاب من مواقعهم تحت وابل من الرصاص من أكثر من اتجاه ، بما في ذلك المكان الذي تحول إلى منصة لإقتناصهم ، لا ظهراً يقيهم الرصاص والموت .
تحفظ الربادي للضابط / مالك خرصان ورفاقه المقاومين ما قاموا به من صدٍّ لميليشيا الحوثي - رغم إمكاناتهم البسيطة - وحتى انسحابهم ، لكنها لا تجد تفسيراً ولا تتفهم ، كيف استطاع الحوثيون - دون مقاومة - السيطرة على تبة( الدجاج) السنترال حالياً ، وهل بإمكان من أوكل إليه التمركز في هذه المنطقة أن يمنحها تفسيراً لما حدث...؟
مع كل ما سبق تبدو الربادي أكثر تواجداً من ذي قبل ، ولعل الشهداء الذين قدمتهم خلال حروب الوطن الست مع الحوثيين ، سيكونون دافعاً جديداً لها لمواصلة استماتتها ومواجهة الصلف والهمجية بعينين مفتوحتين على جهتين جهة الواقع الذي يحاول الحوثيون صنْعه على جثث وأشلاء اليمنيين
وجهة المستقبل المعشوشب بالحياة التي تروق البمنيين ، وتمنحهم الطمأنينة الحقيقية
بأن ثمة حياة في كل ما يحدث.
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر
