- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً

- اعتراف متأخر.. سفير بريطانيا الأسبق يكشف فشل اتفاق ستوكهولم وخطورة الحوثيين على البحر الأحمر
- تصريحات حاسمة تكشف ملامح مرحلة جديدة تقودها الشرعية اليمنية بدعم دولي وإقليمي
- العليمي: المشروع الحوثي تهديد وجودي للنظام الجمهوري والهوية اليمنية
- العليمي: القضية الجنوبية جوهر أي تسوية سياسية عادلة ولن تُحل بمعالجات شكلية
- عودة موقع الرئيس العليمي بعد توقف دام لساعات بسبب خطأ تقني
- فضيحة.. توقف موقع رئيس مجلس القيادة الرئاسي بسبب عدم سداد رسوم الاستضافة
- مناشدة عاجلة لوزير الداخلية المصري بشأن مواطنين يمنيين
- تحالف قبائل محور شعيب: لا للخضوع لحكم طائفي وندعو لتحرك عاجل ضد الحوثي
- كيف أصبح الأمريكيون مدمنين للقهوة؟
- محكمة العدل الدولية ترفض الدعوى المقدمة من السودان ضد الإمارات

امتطيت صهوة قلبي ، وجئت الموعد قبلي بساعة ، تسبقني لهفتي وكومة من الذكريات تجلس على الكرسي المقابل..
- كنا أطفال في أوائل عمر الدهشة ، كل مانعرفه عن الحياة لايتجاوز حدود معدتنا وأفواهنا ، قطعة من الحلوى ، ومزحة . تلك كانت أقصى أمنياتنا..
في سفح الوادي ، عند مهد فرحتنا .. كنا نطارد الفراشات اللاهية تحت دفء أشعة الشمس ..
لانضرب موعداً ، لافواصل صمت ، ولانبحث عن الكلمات حين نتحدث .. كنا نقول كل مانفكر فيه ، وننسى ماقلناه ، ونشرع في قول مالم نقله بعد ..
يستوقفني صوت سارة :
- كان مثل هذه قبل أن يشيخ ، تضع تلك الحصاة الصغيرة في راحة يدي ، مشيرة بسبابتها إلى ذلك الجبل الذي يتكىء عليه منزلنا..
وأهمس في أذنها:
تأتي الريح محملة بالكثير من الأغاني ، ويرقص الشجر
تقاطعني :
- لكنه يموت . .!
- فقط حين يكف عن الفرح . أجيبها .
ونركض خلف الفراشات ..
- فنجان قهوتي الرابض قبالتي على صدر الطاولة ينتظر، ويبخر أرامل أفكاري ، وتلعق عقارب ساعتي مرارة الرشفة الأخيرة في حنجرتي ..
- لن تجىء ، ستجىء ، يجب أن تجىء...
وأشعر بحقد عميق وكراهية لامبرر لها اتجاه ذلك الشاب الذي يجلس على على مسافة مني ، محدقاً في شاشة التلفاز ، ولا ينتظر أحد ..
حين يكون عدوك الوقت .. لاتفكر أبداً في البحث عن مبررات وأسباب لكل ماتفكر فيه ، أو ماتنوي القيام به. فالانتظار يميط اللثام عن كل ماحاولت أن تخبىء من غبائك وسذاجتك ..!
وينحسر بصري عند قاع الفنجان ..
- تحت وسادتي خبأت تلك الحصاة التي أعطتها ليّ سارة ، وأخذت أتفقد حجمها كل صباح .. لكنها لم تكبر أبداً، ويبدو بأنها لن تشيخ وتصبح جبلا.
على خلاف ذلك ؛ كبرت سارة ..غادرت شرنقتها ، وكانت الفراشة الأجمل .
وأثناء إنشغالي بسارة وتلك الحصاة ، لم ألحظ بأني كبرت أيضاً.
هل كان يجب أن نكبر ..؟
ومرقت ثلاثون شمساً ، ستون شمساً،تسعون شمساً.. وسارة لم تعد تجىء...!
وذهبت أطارد الفراشات وحدي ..
- التقطت فنجان قهوتي في محاولة ساذجة لقراءة أقدار عشيتي ، والمرفأ الأخير لإنتظاري هذا..
في قاع الفنجان..
تمددت قطرة كبيرة بشكل أفقي ، وقطرة اصغر تعلوها بقليل ..
- تلك القطرة الصغيرة هاتف سارة الذي أنستها أياه لهفتها عند حافةالسرير حين غادرت المنزل ..
في قاع الفنجان أيضاً؛ خيط رفيع من بقايا القهوة يتمدد في المنتصف ..
- ذاك هو الطريق الذي تجتازه الآن في اتجاهي ..
القطرات المتناثرة على الحافة . لاتعني شىء ، ربما مجرد حافلات تمر بجانبها ، ماذا لو كان مجموعة من الصبية يحاولون إزعاجها؟.
فراشة جميلة تحلق فوق رأسي ، أبسط لها راحة يدي وتستريح .أتأملها ..
جناحان ورديان ؛لون سارة المفضل.
لها جبهة سارة ، عيناها أيضاً تشبهان عينا سارة التي لم تجىء بعد..
لم تجىء بعد..
أطبق عليها راحة يدي ، أرسلها تحت قدمي وأسحقها بقوة ..!
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر
