- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- من الكاميرات إلى اللاسلكي.. كيف تتبعت إسرائيل القادة الحوثيين؟
- «الشاباك»: إحباط شبكة تهريب أسلحة وأموال من تركيا إلى الضفة لصالح «حماس»
- التحويلات المالية تتجاوز النفط كمصدر أول للعملة الصعبة في اليمن
- أحمد السقا يدافع عن مها الصغير: وقعت في خطأ غير مقصود بتأثير المحيطين
- راغب علامة: نصحت فضل شاكر بتسليم نفسه وليس لدي كراهية له
- الثالثة خلال شهر.. ضبط شحنة مخدرات بـ130 مليون دولار في بحر العرب
- 6 أطعمة تتفوق على التمر في محتوى الألياف الغذائية
- واشنطن: «حزب الله» يعيد التسلّح والجيش لا يقوم بعمل كافٍ
- حبس اللاعب رمضان صبحي على ذمة محاكمته في قضية تزوير
- أسعار البن تهبط عالمياً عقب إلغاء ترامب الرسوم على البرازيل
كم تنتابك حالة الدهشة وأنت تتأمل نصوص الشاعرة خالدة النسيري في ديوانها "دندنة على أعقاب الرماد"، فتنتقل من فاتحة البكاء إلى أرشيف الدمع ثم يظلك سراب الغيم وأنت تتجول في شارع يلهو بصخرة منبر وتواصل هذيانك في لحظات خلق التيه دون ترقب للغيب صانعًا من دمك قمحًا ينعكس في مرايا السهد لحظات احتدام الشمس في رئة السواد فتهز بجذوع التراتيل لتلقي عليك باقي القصيد قبل الانهيار وقبل أن ينتشي الموت ويأخذ التراب ملامحه التي يشتعل فوقها البنفسج فتكون على مقربة من نتوءات الحب وزلاته واكتمالاته في طريق الانتماء إلى وطن تبوح له الفراشات بعتابها من كل نافذة.
التسلسل الوارد في هذه الإطلالة الأولية ليس عبثيًا، فقد اختارت الشاعرة عناوين قصائدها بعناية، وتوقفت عند كل طقس لتكتب بما يمليه عليها وما تمتلئ منه ساعة تعايشها مع أجوائه.
تكتب الشاعرة خالدة النسيري بأسلوب مزيج من الحر والعمودي، وتتعانق مفردات لغتها داخل كل نمط كما تتعانق مع مفردات النمط الآخر، في تكامل كتابي منطقي، تتناوب فيه الكلمات والمعاني ويفسّر بعضها بعضًا، ومن هنا كان شعر خالدة النسيري نصوصًا خالدة تجلّت فيها بكل ما لديها من مخزون ثقافي مضاف إلى حس وطني عالٍ، فتألقت لغةً وأسلوبًا، شكلاً ومضمونًا، مادّةً وموضوعًا، وجاءت نصوصها معبرة عن احتياجات المجتمع، أو احتياجات الوطن، ولو تشكلت في قالب ذاتي أحيانًا.
في "دندنة على أعقاب الرماد" نفضي إلى صدمات النص عبر تسلسل وتمرحل منطقيين حبكتهما الشاعرة فيما يشبه الحبكة الدرامية في الأعمال القصصية، ولكن عبر اختيار شخوص افتراضية لنصوصها فجمعت بين لغة الشعر ولغة النثر أو السرد إلى حد كبير.
ترسم خالدة النسيري وجوه قصائدها في صفحات الندى، وتهندس الألفاظ بما يليق بمعانيها، وهذه سمة قلما يهتم بها الشعراء، فإن اهتموا بها فقلما يتقنونها.
تبني خالدة النسيري الحروف على صدى الأسماء، وتبلغ بها سماوات الضياء، في مسار مرسوم بدقة، وعمل متعوب عليه بالفعل، ليستحق أن يتبوأ مكانًا عليًّا في رفوف المكتبتين اليمنية والعربية، فهنيئًا لها ولنا هذا الإصدار.
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر

