- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- من الكاميرات إلى اللاسلكي.. كيف تتبعت إسرائيل القادة الحوثيين؟
- «الشاباك»: إحباط شبكة تهريب أسلحة وأموال من تركيا إلى الضفة لصالح «حماس»
- التحويلات المالية تتجاوز النفط كمصدر أول للعملة الصعبة في اليمن
- أحمد السقا يدافع عن مها الصغير: وقعت في خطأ غير مقصود بتأثير المحيطين
- راغب علامة: نصحت فضل شاكر بتسليم نفسه وليس لدي كراهية له
- الثالثة خلال شهر.. ضبط شحنة مخدرات بـ130 مليون دولار في بحر العرب
- 6 أطعمة تتفوق على التمر في محتوى الألياف الغذائية
- واشنطن: «حزب الله» يعيد التسلّح والجيش لا يقوم بعمل كافٍ
- حبس اللاعب رمضان صبحي على ذمة محاكمته في قضية تزوير
- أسعار البن تهبط عالمياً عقب إلغاء ترامب الرسوم على البرازيل
انقضت الأجازة الصيفية سريعا.. واوشكت أسرة العم جنيد أن تترك القرية الجميلة.. الهادئة.. وتستعد للسفر إلى المدينة.
رانيا جهزت حقيبتها بسرعة.. فقد كان النت المقطوع يمثل لها هاجسا قويا.. يدفع بها إلى المغادرة.. فهي منذ اسبوع فقط.. ولم تتقابل في الدردشة الأسبوعية مع زملائها وزميلاتها ..كما أنها لم تقم بإرسال أي (بوست) أو صورة ..وظلت متابعاتها متوقفة..
كانت القرية بالأمس ملاذا جميلا للأسرة.. تجتمع كلها في أحضان الطبيعة الآسرة.. والمياة الرقراقة الجارية.. والنسيم العليل.. لكنها بفعل اغراءات المدينة.. أضحت طبيعة صامتة مهجورة.. تتيح للمرء فرصة للتأمل.. وإدامة النظر في الاشياء.. وهذا مالمسه الابن الأكبر في العائلة عزمي.. طالب الجامعة.. إذ راح يهيم في السهول.. ويصعد الجبال.. مفضلا سكون القرية.. على صخب المدينة.. و مفضلا جمالها الطبيعي ..على الجمال المجلوب في المدينة.
وراح يتصيد لأفكاره مايصلح لبحثه في علم الاجتماع .ويدون انطباعاته وخواطره.
واقترب موعد الغداء.. فاجتمعت الأسرة ..ونظر العم جنيد إلى أولاده الستة.. وقد خط الشيب في شعر رأسه.. وانحنى ظهره.. وقال بصوت أجش:
من حسن الحظ اني امتلكت هذا البيت.. والأرض عن أبي.. وفيها درجت وتربيت.. وفي هذه الحجرة عاش جدكم عبد الغفار.
ورنت بهية زوجته اليه .. وهو يستعرض ذكرياته امام أولاده.. ليقودها الماضي إلى زفافها في البيت.. وبادلت زوجها نظرات الحب والإعجاب وهي تلتهم قطع اللحم البلدي وتقدم لزوجها الحساء الدافىء.
وتعقب فاطمة المربية في روضة الأطفال عن جمال الريف وحلاوة لياليه وهي تأكل فجلا من ارض ابيها.وعنت لعزمي فكرة البقاء طوال الإجازة هنا لكن والده منعه خوفا عليه من الوحدة.
كانت رانيا قد جهزت حقيبتها استعدادا للسفر.. وانتظر العم جنيد تشغيل محرك السيارة لينطلق بعائلته إلى المدينة.
وخرج عزمي من باحة الدار إلى الفضاء..إلى الأرض الممتدة..إلى الجبال السمر..إلى غثاء الأغنام..إلى الساقية..إلى الحياة البسيطة الخالية من التناقضات.. وبخط ردىء سجل هذه الخواطر.. ورانيا تقفز إلى وسط العربة..والريف يتوارى عن أنظارهم رويدا رويدا.
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر

