- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً

- مناشدة عاجلة لوزير الداخلية المصري بشأن مواطنين يمنيين
- تحالف قبائل محور شعيب: لا للخضوع لحكم طائفي وندعو لتحرك عاجل ضد الحوثي
- كيف أصبح الأمريكيون مدمنين للقهوة؟
- محكمة العدل الدولية ترفض الدعوى المقدمة من السودان ضد الإمارات
- واتساب يتوقف عن العمل على 3 أجهزة آيفون شهيرة بدءاً من اليوم
- قائمة سوداء لشركات صينية مهددة بالشطب من البورصات الأمريكية
- إسرائيل تعلن عن رد محتمل على الهجوم الحوثي بالقرب من مطار بن غوريون
- نتنياهو: الهجوم الجديد على غزة سيكون «مكثفاً» لنهزم «حماس»
- وصفوه بـ«بوق الفتنة».. إدانة يمنية واسعة لتصريحات شوقي القاضي حول طارق صالح
- تقرير موثق بالصورة.. ماذا حدث للمهاجرين الأفارقة في صعدة؟

شهدت العاصمة صنعاء قبل فترة ليست بالبعيدة المؤتمر الثالث للطيور المهاجرة، والتي توافدت إليه الطيور المنتشية فرحاً من كل بقاع الدنيا وهي تحمل في مناقيرها الملونة أنواعاً متعددة من العملات الصعبة، كما تتأبط أحلامها الاستثمارية العملاقة، وتفرش بخيالاتها الواسعة مستقبلاً وردياً يعيد
إليها سنوات العمر المهرقة في مواطن الاغتراب.
كان هذا المؤتمر من حيث الشكل الخارجي ناجحاً بما تعنيه كلمة النجاح المدونة في قاموس وزارة المغتربين، تتصدره فاتورة باهظة التكلفة، ربما خشيت أن ألقن قلمي رقمها فيصاب بالهلع و...، مما قد يؤذي القارئ الكريم الذي ينتمي إلى هذا الشعب الذي تُصادَر لقمة عيشه، لتقام بها مهرجانات ومؤتمرات شكلية تُثبت للعالم أننا ما زلنا على قيد الحياة..
لا أعلم من يقف خلف تلك السياسات المهرجانية التهريجية في ظل هذا المنعطف الخطير الذي يقف قطار الوطن على عرباته شبه المتهالكة...!!
ألم نكن بحاجة إلى لفتة صادقة من حكومتنا الطاعنة في الفشل- لإصلاح أخطاء الماضي وترميم البناء الوطني الذي كادت رياح التآمر الخارجي أن تعصف بأركانه، وتدمر ما تبقى من جسده المنهك بفعل الفساد السرطاني المستشري بين أعضائه...؟
قد يتهمني البعض بالتحامل على هذه الوزارة الكسيحة حد الكرسي، غير أن الضجيج الذي يصدره
أنين المغتربين الممتعضين من تلك المعاملات السيئة التي يتعرضون لها في كل رقعة تحط
بها رحالهم، جعل قلمي يقطر شيئاً من آلام علقت به أثناء تصفح ألبوم المعاناة الجاثمة على صدور هذه الشريحة عقب المؤتمر سيء الصيت..
ثم أي تحامل والجميع شاهد المال العام يُبعثر بتلك الطريقة الاستعراضية التي يندى لها الجبين دون أن نلمس فائدة أو مردوداً فعلياً تستفيد منه تلك الحشود التي تُمني النفس بقرار أو حتى
توصية تزيح عنهم غبار البؤس الملتصق بأحلامهم التي وطأت أرض الوطن.
بالله عليكم
ما هي القضايا التي عملت هذه الوزارة على حلها ونحن نرى بأم أعيننا بعض الاستثمارات والأراضي الخاصة بالمغتربين تقع فريسة بين براثن أولئك الأشباح المحيدين عن النظام والقانون..!!
أي وزارة تلك التي تدّعي قيادتها بأن مهامها مبعثرة بين عدة وزارات، كالخارجية، وغيرها، وهي بذلك تتوارى خلف التبريرات الواهية للهروب من تفسير عجزها المزري حيال قضايا المغتربين وحل مشاكلهم..؟
كثيرة هي المعاناة التي يطفح بها واقع المغترب في بلده اليمن، قد لا يتسع المقام لسردها كاملة بيد أني سألثم مقالي بهذا الألم المكلوم الذي يسري بين الحروف القادمة:
لقد اصطادت عيناي أحد المشاركين في المؤتمر الثالث للمغتربين وهو يندب رحلته ويتمتم بكلمات سطرها قلمي بعد أن استلهمها من شفتيه الشامتتين حد القهر:
"هناك أوطان تنتج عدداً كبيراً من المهرجانات والمؤتمرات، وتنسى أن تضمد جرح مغترب.
على أصابع الألم أغادر المؤتمر الثالث حاملاً آمالي العريضة وأحلامي الكثيرة في حقيبتي المغلقة، وسأمشي على خيباتي بعد أن كنت أتوقع لقاءًً غير هذا.
كنت أتمنى أن أجد لي مكاناً في الكراسي الأولى
فحدث أن رُميت إلى الكراسي الخلفية، لأن كل الكراسي الأمامية محجوزة مسبقاً، لأولئك
الذين حجزوا كراسي الوطن أيضاً، واستولوا على استثماراته، وثرواته.
عارٌ أن يُبتاع ويشترى بالوطن حسب رغبات البعض، وعارٌ أكبر عند ما يسلخ الوطن باسم ضيافتنا
وإكرامنا.."
قد لا يكون لهذه الكلمات المقتضبة الوقع المؤثر في أعماقك عزيزي القارئ، ولكن إن أعدت قراءتها فسينال منك الألم الرابض بين جنباتها وستهاجمك رزمة من الأسئلة الحائرة منها:
من المسؤول عن تلك النوافذ والأبواب التي أوصدت في وجه الحنين الذي كان يجتاح أعماق المغتربين..؟ من المسؤول عن تلك المشاعر المنكسرة والأحلام المصلوبة على سارية التقاسم المناطقي للمناصب..؟ لماذا عاد المغتربون دون أن تستوقف المسئولين سيول العرق التي يحملونها بأياديهم..؟ أسئلة كثيرة قد لا تكون وزارة المغتربين معنية بالإجابة عنها بحجة الشتات المفروض على مهامها..!!
ولكن..
لك الله يا وطن يبتسم ومقلتيه يعتصرهما الدمع.
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر
