- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً

- مناشدة عاجلة لوزير الداخلية المصري بشأن مواطنين يمنيين
- تحالف قبائل محور شعيب: لا للخضوع لحكم طائفي وندعو لتحرك عاجل ضد الحوثي
- كيف أصبح الأمريكيون مدمنين للقهوة؟
- محكمة العدل الدولية ترفض الدعوى المقدمة من السودان ضد الإمارات
- واتساب يتوقف عن العمل على 3 أجهزة آيفون شهيرة بدءاً من اليوم
- قائمة سوداء لشركات صينية مهددة بالشطب من البورصات الأمريكية
- إسرائيل تعلن عن رد محتمل على الهجوم الحوثي بالقرب من مطار بن غوريون
- نتنياهو: الهجوم الجديد على غزة سيكون «مكثفاً» لنهزم «حماس»
- وصفوه بـ«بوق الفتنة».. إدانة يمنية واسعة لتصريحات شوقي القاضي حول طارق صالح
- تقرير موثق بالصورة.. ماذا حدث للمهاجرين الأفارقة في صعدة؟

السبت 11 يناير2020
صباح الجمعة مريت من الشارع الرئيسي للحي ، كانت خيمة الذماري قد سحقت …
صدام ذلك الشاب الطيب توفي الأسبوع الماضي وبكاه سكان حينا ، وأنا احسست بالوجع ، فالذماري إنسان كان إلى حد الوجع …
ذات مساء نصب الذماري خيمته منتصف رصيف الشارع المؤدي إلى بيت بوس القديمة ليس تحديا، ولكن كما قال لي فيما بعد وقد صاحبته : وأنا أين أسير، أريد مكانا على هذه الأرض لأسكن إليه واحتوي خوفي ...كان يحدثني ويهمس في اذني : أشتي اكلمك وحدك ، لا أريد أحدا يشوفني وانا أبكي ، أبكي اخي الذي قتل ، وكم قلت له : لا تذهب ، لكنه عصاني وذهب ، قتل هناك ، وأنا قتلت هنا…
كنت كلما مريت أشاهد خيمته ، وعليها ستلايت التلفزيون ، ثم التقطت أكثرمن لقطة بعدسة التليفون بعد أن شدتني إلى جمالهما حمامتين لم تكونا تتركان الصحن إلا وتعودان إليه ...وكتبت بوست صغيرهنا إلى جانب لقطة للذماري …
لم يقصرجيرانه معه في حياته ، فالبقال وصاحب الصالون والصيدلية والبوفية ومن في البيوت كان مع مرور الأيام قد تحول إلى جزء من المشهد العام …
كان صدام ذكيا ، قال لي عندما التقيته آخرمرة : رئيس القسم صاحبي ، ففهمت المغزى ، فاول مرة حاولت البلدية اجتياح خيمته ، قاومها وبمساعدة جيرانه ، قال : بعدما صاحبت رئيس القسم احسست بالأمان ...مددت يدي ، اعادها : لوما احتاج سأكلمك ، انظرعزة الفقراء ...، فقط قالها بألم : تسببت في سرقة الحمامتين ، بعد حقك الفيسبوك ، سرقوهن ...، عرضت أن أدفع قيمتهن متألما ، رفض ، حاولت إقناعه بأن أذهب لشراء بدلا عنهن ، رفض …
مات الذماري ، مات صدام بالفشل الكلوي ، لم اعرف سوى بعد أن مات ، وإلا لكنت ذهبت إلى أي صديق من الاطباء ...تألمت كثيرا …
الآن ، علامة المكان ، ازيلت ، خيمة الذماري ، سكان الحي يفقدونه كل صباح بشعره الكثيف ، وهدوئه ، وأنا خسرته متأملا للكون من حوله ...له منطق خاص به ، كثيرين يمرون ، ويشيرون إلى " الذماري المجنون " ، كان صدام خارج عن المألوف ، فلمالم يجد من يفهم ، قبل بنظرة الناس إليه على أنه مجنون وارتاح …
ارتاح اخيرا من قمامة الشارع التي جاورته ، ووسخ النفوس ، وادران اللحظة …
مات الذماري …
لله الأمرمن قبل ومن بعد .
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر
