الاثنين 18 أغسطس 2025 آخر تحديث: الأحد 17 أغسطس 2025
ن ……..والقلم
هاهي للمرة الألف.. - عبدالرحمن بجاش
الساعة 14:41 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

السبت 27 إبريل 2019


أراها أمامي ، الان تقف في الباب ، بجانبي عباس غالب ، هناك الأستاذ ، موزعين نحن على المتاكئ في المبنى القديم شارع القيادة بيت التويتي ، خفظت رأسي ، كان شعري كبيرا يلفت النظر، تيمنا بموضة انجيلا ديفيز، تلك الزنجية المباركة التي اعتبرتها ثورة الشعرالجعد في وجه القهر :(( ذيك الاخ أني بينعرفه )) ، لم أعلق ، تراجعت هي إلى الوراء اتقاء الدخان الذي كان يتدفق من بين أصابعنا سجائرتكتم الأنفاس ، ولكن …

كعادتنا نتجمع صباحا في الادارة العامة ، نذهب مع الأستاذ الزرقة اينما يذهب ، معظم الوقت إلى القرية حيث التين والسفرجل ، اطلت من جديد ، صبحت عليها: نحن زملاء من مدرسة سيف أيام ((الجواله )) وبرهان ، دوى صوتها ومايزال : (( ايوه أيام الشرشف والكرة )) ،وزادت بلهجتها الصنعانية التي تعجبني حين تحدثني بها ،: (( إبسرمن اللحظة أنت زميلي وصديقي ، نواصل سيف وعبد الناصرهانا)) ، قلت : سيكون ، قالت : (( ذلحينه كيف ادي الأمرالذي معي للزرقة )) ، قلت أنا أسلمه له ، قالت : هوأمرمن الوزير ، اخذت منها الورقة الزرقاء المميزة بالنسر، وبخط يحيى العرشي : (( الأخ مديرعام مؤسسة سبأ العامة للصحافة والانباء ، ابارك لكم انظمام أول زميلة للعمل في الصحيفة …….)) ، إنظركيف يتعامل يحيى العرشي مع الآخرين (( الزميلة )) ، التعامل الفوقي لم يكن في قاموس الرجل وبالمطلق ، مددت بها إلى الزرقة ، اشرعليها ، لا أدري كيف احتفظت به لدي إلى اللحظة ، فقط لاأدري في أي كتاب دسسته بين صفحاته…انظمت إلينا أوبألاصح إلي : أوصلك بسيارتي ؟ اشرت بيدي موافقا ، ومن لحظتها كادت (( الديهاتسو)) أن تتحول إلى بيتي…..

تكررت المواقف التي كانت تنبري للدفاع فيها عن (( بجاش )) حتى تلك اللحظة التي قال لها الأستاذ محمد : أمانة يارؤوفة مابش في اصلكم عرق من بجاش؟ ، استوت على الكرسي الذي أمامه : ((إبسرويا أستاذ محمد ،عبدالرحمن بجاش مش زميل مهنة بس ، هوزميل مدرسة ، لعبنا كرة سوى وعادنا بالشرشف ، وبعدا تتذكرو، زمان قالوا لنا إن واحد لغلغي في علاو صنعاء عيزوج ، خرجت صنعاء كلها تشوف ، هومن الأرض أو نزل من السماء ، كلنا شجن ، وجدناه بني آدم مثلنا ، ونسينا، وأنت عادك بسم الله )) ...في جلسة المساء ، كان يحكي للديوان ونضحك من أعماقنا …

هيا مارأيكم نسيرالليلة بعدما نخرج من العمل - كانت صنعاء ودودة - لا باب السبح ونشتري كيت وكيت ، ونسيرنطبخ بيت عبد الملك ، نشتري، تذهب الشلة كلها ونطبخ ونأكل ونخرج (( نتسررفي علي عبد المغني والزبيري)) ، هي ، عبد الملك السندي أجمل خلق الله نفسا ، محمد المكي زميلنا السوداني وبهاء الدين رحمه الله ، نظل نتسرسرحتى وقت متأخر، تمربكل واحد بالديهاتسو إلى بابه ، أكون أنا آخرهم ، تضعني عند الباب ، تلقي إلي بالتعليمات وأنا منصت راضيا كالتلميذ : (( غدوه عنفعل كذا وكيت ، شامرلك تكون جاهز)) ، لا أزيد عن : (( حاظر)) ..

وإذ انتقلنا إلى المبنى الجديد في الجراف ، يوميا تأتي عصرا وبيدها ثلاجة أكبرمنها ملان قهوة، تجلس أمامي في مكتب مديرالتحرير، يدخل السندي بعلبته المهولة (( بسكويت وخلافه)) ، اصرخ أنا: يا اخواني رجاء روحو دورو لكم مكان كلوا بسكوتكم ، كيف بسكوت وأنا مخزن)) ، يضحك السندي ، تعلق ضاحكة : (( مالك منه ، عجبه ما شي يخرج هو )) ، أمري لله أسكت …، اصيح مرة أخرى : مالك ذلحين جننتيني انتي والثلاجة ، ترد معاندة : ((لاضاق حالش زغفتيلش قهاو)) ……

مارأيكم الليلة نسيرنتعشى فندق الروضة، (( جمعوا الزلط لاعند عبد الملك وهو يصرف علينا )) ، نوافق فورا، تكبرالشلة بانضمام محمد الشامي الشاعر والإنسان الرقيق والانبل ، ونبيلة الزبير، وصاحب مطعم الشام زوج نبيلة ...، كانت صنعاء أيضا مسترخية لاتراقب أحدا ….

اغالط نفسي ، أداري دموعي ، لا أريد أن اتوقف عن الكتابة لأدري أنها لم تعد هنا ، هنا بالذات على الطاولة التي اكتب ، حيث اصرت يوما : ابسرما نشتيش سياسة ، نشتي نتلملم زملاء المدرسة ونسأل عن بعض ونزور بعض ، مالك من ابتهم كلهم ، شاجي اتغدى عندكم غدوه ، اتعرف على زوجتك ، أولادك ، وهذا ماكان ، كان يوما هو أجمل الأيام )) ، ووجهتني : اعمل جدول وكل أسبوع نزور زميل، الأسبوع التالي كنت في الطبري ومحمد شاهر، حيث حولت (( الحر)) إلى متنفس بديع ...تغدينا وضحكنا ، وبكيت الآن …

لم يستمر البرنامج ، سافرت ، غابت ، عادت ، ظهرت ، اختفت ، زعلت مني ، تراجعت ، طلبت نلتقي، في التحريرالتقينا ، هالني مارايت ، اختفت ، أرسلت آخر يوميات ، رسالة مرفقة للزملاء وبالذات إلى : (( عبدالبرحمن بجاش...هذه ..لم استطع الاكمال ، اسمي كتبته بتلك الطريقة ….اتصلت بالاستاذ يحيى العرشي قال بألم : اتصلت بها كثيرا لم ترد ...اشتعلت في أعماقي النار..

سطر صغير: انتقلت في القاهرة إلى ………….لم اكمل ..

رؤوفه حسن الشرقي طوبى لتربة احتظنت كل القكِ وحضوركِ ..

لله الأمرمن قبل ومن بعد .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر