- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً

- اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.. بين التفاؤل الحذر ومخاطر العودة إلى الهاوية
- زعيم كوريا الشمالية يتعهد ببناء «جنة اشتراكية» في بلاده
- الذهب يتجه للارتفاع الأسبوعي الثامن على التوالي
- ترامب يسعى لجذب الأضواء قبل الإعلان عن الفائز بجائزة نوبل للسلام
- وزير الخارجية السوري في بيروت الجمعة لبحث ملفات شائكة
- زلزال بقوة 7.4 درجة يضرب جزيرة مينداناو في الفلبين وتحذير من تسونامي
- الجيش الإسرائيلي يبدأ الانسحاب من غزة
- الرئيس التنفيذي لشركة "Petro Oil & Gas Traders" يؤكد أهمية التعاون الدولي في منتدى الغاز العالمي بسانت بطرسبرغ
- الجوع يلتهم صنعاء.. والحوثيون ينفقون الملايين على احتفالات المولد
- اتفاق إستراتيجي بين "بترو أويل آند جاز تريدرز" الإماراتية و"السخنة للتكرير والبتروكيماويات" المصرية لتزويد مشروع مصفاة السخنة بالخام

كان الموت يطل على استحياء ، كان خجولا ، ونحن كنا أطفالا لا نعرف شكله أو هيئته إلا حين يستدعيه كبار السن بعد أن يملوا الحياة، وكنا نعتقد أنه لا يحمل معه سوى من طمست السنين معالم وجهه ، ومن لم يقو على حمل رجليه ليكمل مشوار الحياة ، فنادرا ما نسمعه على ألسنة الناس، ولكنه الآن كسر ذلك الجدار الذي كان يختبئ وراءه بل أصبح لا يشبع لم يكتف
بالكبار بل أصبح يجري خلف الصغار ايضا
أنا يا أمي من كنت صغيرا لا أفكر بالموت ، بل أصبح الموت يفكر بي وأنا ألعب في الشارع، أوحين أتجه إلى المدرسة.
في الصف الخامس الابتدائي رأيت الموت لأول مرة يحمل جدتي بعيدا عنا ، بعد أن سرق بريق عينيها، ورائحتها الجميلة ، كانت راقدة على الفراش تستقبل من يزورها بإيماءة من عينيها الزائغتين، وبتلك الغمامة السوداء فيهما، وكان جسدها لا يفرز سوى رائحة المحاليل، والأدوية، و قطرات من الماء فقط ما يدخل جوفها، في جسد نحيل التصق جلده بالعظم، هل هذا هو الموت نعم هذا شكله الذي حقدت عليه حينها، حقدت عليه بعد أن رأيت شكله وهيئته على جسد جدتي، وحملها بعيدا عنا. رأيته لصا انتهز فرصة نومنا ليأخذها خلسة.
ولكنه الآن لم يعد ذلك الموت الذي عرفته، أو ذلك اللص المختبئ، بل اصبح بشكل وهيئة أخرى يحصد الأرواح دون انتظار أو روية، لا يفرق بين كبير أو صغير، أو بين سليم أو مريض، بل أصبح الآن يختار الأطفال بكل جدارة وجرأة، فأنا لم أجد صديقيّ معي نهاية هذا العام الدراسي لنذهب سوية إلى المدرسة لأخذ نتيجة الشهادة الإعدادية، بل ما وجدته هو صورته المعلقة ضمن قتلى جبهة القتال. بينما الآخر قبله قنصته رصاصة كانت تعبر الشارع كالمارة.
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر
