- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً

- مناشدة عاجلة لوزير الداخلية المصري بشأن مواطنين يمنيين
- تحالف قبائل محور شعيب: لا للخضوع لحكم طائفي وندعو لتحرك عاجل ضد الحوثي
- كيف أصبح الأمريكيون مدمنين للقهوة؟
- محكمة العدل الدولية ترفض الدعوى المقدمة من السودان ضد الإمارات
- واتساب يتوقف عن العمل على 3 أجهزة آيفون شهيرة بدءاً من اليوم
- قائمة سوداء لشركات صينية مهددة بالشطب من البورصات الأمريكية
- إسرائيل تعلن عن رد محتمل على الهجوم الحوثي بالقرب من مطار بن غوريون
- نتنياهو: الهجوم الجديد على غزة سيكون «مكثفاً» لنهزم «حماس»
- وصفوه بـ«بوق الفتنة».. إدانة يمنية واسعة لتصريحات شوقي القاضي حول طارق صالح
- تقرير موثق بالصورة.. ماذا حدث للمهاجرين الأفارقة في صعدة؟

اطلت النظر إلى اصابع برهان ، كان يتنقل بهم بمهارة شديدة تشي بعازف متمكن ….
خيل الي أن الأنغام تتهادى على سطح النفس ، كما الماء الزلال يتدلل على ساقية وادي الجنات ، حيث كنا نهطل اليه من قريتنا ، يستقبلنا بصوته الموسيقي ، كانت هناك ثمة عصافير ملونه ، والأصفر منها بالتحديد يعمر اشجار الوادي الذي تغير نبعه ، فغابت الوان قمصان النسوة المزركشات بالمشاقر ……..لتتوه ارواحنا ، وتضيع منا شهقة الفجر ، وزنينة الغبش ، وهثيم الصباحات الملونة باشعة الشمس الصاعده من بحر عدن …...
في الستينات ، جزء من السبعينات ، كانت هنا في مدرسة عبد الناصر الثانويه ثمة فرقة للموسيقى ، اسألوا عنها زميلي مهندس عبد الملك الثور ، أتذكر أن الضاحك ابدا نعمان السميري اسمر الوجه ابيض القلب كانت أصابعه تعزف ضحك وانغام …جرى وأد تلك الفرقه ...
في الإعلام جرى قتل فرقة أخرى للموسيقى والرقص ، ومن عدن اتت فرقة الكوشاب، فتولى من يحاربون الموسيقى قتلها ، ليموت الكوشاب قهرا …..وتصاب المدينة بالجفاف ….
اطلت النظر إلى تلك الاصابع برهان ، فتأكد المؤكد ، العازفين والمبدعين يتميزون بالاصابع النحيفه ، التي رأيتها يدا ناعمه لزميل كنت اظل اراقبه ، فأرى أصابعه تتعامل برقة متناهيه مع الورق ، لا ادري هل اصابع عبد المجيد التركي كذلك ، لكنني متأكد من أن اصابع نبيل قاسم من ذلك النوع الذي يبدع موسيقى على الورق ….، فكما تتوزع النوته ، تتوزع الكلمات الكبيره القليله على أوراق نبيل الذي امه اسمها نعيم ، ومحمد قاسم زميل العمر شقيقه منذ المدرسة الاحمديه حتى الثاني اعدادي في الشعب …..
بداية عقبة العرضي الأثيرة الى أقدام وعيون من مروا عليها صاعدين هابطين وانا أحدهم ، كان هناك ثمة مدندن لايزال يدندن بالانغام ويرعاها الى اللحظه ، صديقي الأعز ياسين الاكحلي أو ياسين محمد سعيد ، كان يلحن صبح الامس الاول في غرفة نائيه على ظهر البيسمنت ألحانا تتهادى كالزورق من بيانوفؤاد برهان ، وجيتار مصطفى السفياني ….
يعجبني ياسين ، فالموسيقى تجري في شرايينه دما وانغام ، فتراه يدندن حتى وهو يحدثك ، احرفه ، كلماته ، تخرج من فمه الحان وانغام ، موسيقى حياة لا يكرهها سوى الجلفين ، وحيث تجد امامك فؤاد الشرجبي فثمة بيانوا أو جيتار يرسل انغامه الى قلبك وعقلك قبلها ….
قلت للاستاذ فيصل وقد جلسنا الى بعض وأحمد كلز كتفه على كتفه : هل تلاحظ أن أصابعه غير أصابعنا ، ابتسم ، قلت : أما أنا فاصابعي فمثل (( جزف )) - بضم الجيم - فارع الجزار حين كان يأتي إلى قريتنا بلحمة الثلاثاء واظل اراقب يده تهوي هابطة تخرج نفس جدي عقلان من أعماقه خوفا على قطعة لحم قد يأخذها الهواء وتطير ، اضحك كثيرا كلما تذكرت لحمة عقلان كل ثلاثاء ، وساحكي لكم حكايته مع اللحمة لاحقا ……
يعجبني هذا الهادئ ياسين الموسيقى ، فهو يرعى الاشبال مثل الياس ايضا ، ذاك الرائع الذي ترى حتى بريق عينيه موسيقى ، واسمه موسيقي يربطه باسم أمه ، والحكايه اسرار بيوت ، لكن الياس تشدك وسامته ، واعتداده بنفسه ، ما قد يسميها البعض غرورا، لكن سنه لا يؤهله للغرور ،فلا تزال روحه بزرقة السماء ، وبياض نتف السحب …..
برهان البيانوا ، و سفيان الجيتار ، شنفا اسماعنا صبح الخميس على وقع المطر موسيقى يحرمها ويكرهها الاموات وهم يسيرون على أقدام من حجر ….
حيث يتداخل المطر بالموسيقى ، فثمة إنسان معطر بجمال امرأة استثنائية ، صاغت السماء عينيها الحان صادرة عن وتر من جيتار …
لله الامر من قبل ومن بعد .
3 مارس 2018
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر
