- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً

- اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.. بين التفاؤل الحذر ومخاطر العودة إلى الهاوية
- زعيم كوريا الشمالية يتعهد ببناء «جنة اشتراكية» في بلاده
- الذهب يتجه للارتفاع الأسبوعي الثامن على التوالي
- ترامب يسعى لجذب الأضواء قبل الإعلان عن الفائز بجائزة نوبل للسلام
- وزير الخارجية السوري في بيروت الجمعة لبحث ملفات شائكة
- زلزال بقوة 7.4 درجة يضرب جزيرة مينداناو في الفلبين وتحذير من تسونامي
- الجيش الإسرائيلي يبدأ الانسحاب من غزة
- الرئيس التنفيذي لشركة "Petro Oil & Gas Traders" يؤكد أهمية التعاون الدولي في منتدى الغاز العالمي بسانت بطرسبرغ
- الجوع يلتهم صنعاء.. والحوثيون ينفقون الملايين على احتفالات المولد
- اتفاق إستراتيجي بين "بترو أويل آند جاز تريدرز" الإماراتية و"السخنة للتكرير والبتروكيماويات" المصرية لتزويد مشروع مصفاة السخنة بالخام

كما حدثتني…
فكرتُ في هديةٍ تناسب حفلة تخرجها . حملتُ ( بوكيه) ورد ، استقليتُ سيارة أجرة ، وصلتُ القاعة ، سألت عنها ، وحين وجدتُ عينيها ، ملأتْ ضحكتُها غرفَ روحي المهجورة.
استمعتُ لفقرات الحفل ، التي لا أتذكر شيئا منها سوى النشيد الوطني الذي لا تزال لعظمته تقف كل خلية من جسد بجانب أختها كجيش يؤدي ولاءه الوطني ، تستشعر هيبته ونشوته الوطنية حتى اللحظة المعجونة بالغربة .
التقطتُ برفقتها صورة تذكارية ، تركتُني على الكرسي وأرسلت عينيَّ وراءها وهي تلتقط صورا تذكارية مع عائلتها الصغيرة . عقدٌ وحيدٌ من الفل يطوف حول أعناقهم واحدا تلو الآخر ، هي وأمها وأختيها وأخيها…
كانت حريصةً أن يشتم عقد الفل رائحتهم جميعا ، وأن تحتفل به كل الصور رائحةً لن تأخذها الرياح .
نزعتْهُ من عنقها أكثر من مرة لأجل ذلك ، وفي كل مرة كان عقد الفل يتأنق ، وهو يشير إليَّ ، وكلما ابتسموا ازداد غروراً عليَّ…
تذكرت حينها يوم تخرجي القريب ، وكيف تراكمتْ حول عنقي عقودُ الفل وتكدستْ ، فاختنقتْ حريتُها ، وفي أمكنة لا أتذكرها نسيت أمرها، فأدركت أن العقد الوحيد يريد معاتبتي نيابة عن رفاقه الذين دهسهم ازدحام الفخامة تلك.
لأنسى أمر العقد ، اقتربتُ من والدتها التي جلستْ قريبةً مني ، تحتضن مجموعة هدايا لا تتجاوز عدد الورد في باقتي .
لا طفتها بتهنئتي ، واغرقتني بكلمات الشكر .… وعيناها المجهدتنا تصبان السعادة كؤوسا أسكرت الوقت.
ـــ ابنتي سعيدة بهديتكِ الأنيقة ، لم تتوقع حضوركِ أيضا ، كنتِ الوحيدة التي لبتْ دعوتها…
احتفظتُ بالرد وقبلتُ رأسها ، وعيناي منشغلتان عني بحديثهما مع عقد الفل .
نضهتْ والدتها مجدداً ، سقطتْ من يدها علبة شوكولاته، لم تنتبه .
رفعتُها ، وعياني تتبعانها ، يحمل خطواتها نوراً كدتُ ألمس موكبهُ بأنامل قلبي .
وضعت رتابتي على الكرسي ، ورحتُ التقط سعادتهم نبضاتٍ أحيي بها روحي القافرة .
عادتْ أمها…
هي لم تجلس لدقائق كثيرة ، فقط تحلق كفارشة تجني عطرها .
ناولتها علبة الشكولاته ، ابتسمت ، شكرتني ...
ــ علبة الشوكلاته هذه ، حكايتها حكاية ، يابنتي ، شهور وابني الصغير ، كلما سمحت لي الدنيا ومنحته مائة ريال للمدرسة ، خبأها حتى اكتملت قيمة هذه العلبة التي أهداها أخته…....
بدمعة خفيفة ، سألتها عن قصص بقية الهدايا، وفيَّ روحٌ جديدةٌ ، تعيش حياة كل هدية بشغف لم تعشه الحياة .
ولأن آخر هدية أهديتها أختي لم يتجاوز عمرها مسافة الطريق بيني وبين المحل الذي باعها لي ، فلا حكاية أحكيها لها باعتبارها آخر هدية لا زلت أتذكرها ، فقط اكتفيت بتكرار عبارتيِّ
: ــ مباركٌ عليها ، الله يسعدكم…
وأخبئ دهشتي في جيوب روحي، وأناملي تكتشفُ أسرار الحياة من هدايا لم تحجبها ترف الزينة وزركشة الأشرطة .
في بوابة الخروج شاهدتُ خرجين وخرجيات يخففون عن أعناقهم بعض عقود الفل في سلة المهملات. ويخنقون بازدحامها ما تبقى ، ويجر الأطفال خلفهم أكياس الهدايا التي لاتعد .
وعقدها الوحيد يغادر القاعة أميراً يعانق أميرةً في يديها هدايا تخط الطريق بندى حكاياتها.
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر
