- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً

- شراكة مميتة بين الحوثيين وحركة الشباب تهدد القرن الأفريقي وتضرب قناة السويس
- اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.. بين التفاؤل الحذر ومخاطر العودة إلى الهاوية
- زعيم كوريا الشمالية يتعهد ببناء «جنة اشتراكية» في بلاده
- الذهب يتجه للارتفاع الأسبوعي الثامن على التوالي
- ترامب يسعى لجذب الأضواء قبل الإعلان عن الفائز بجائزة نوبل للسلام
- وزير الخارجية السوري في بيروت الجمعة لبحث ملفات شائكة
- زلزال بقوة 7.4 درجة يضرب جزيرة مينداناو في الفلبين وتحذير من تسونامي
- الجيش الإسرائيلي يبدأ الانسحاب من غزة
- الرئيس التنفيذي لشركة "Petro Oil & Gas Traders" يؤكد أهمية التعاون الدولي في منتدى الغاز العالمي بسانت بطرسبرغ
- الجوع يلتهم صنعاء.. والحوثيون ينفقون الملايين على احتفالات المولد

حلت الظلمة شعرها الناعم الفاحم الطويل فوق أكتاف بغداد البيض ، كلكامش ببذلته الأنيقة يسير على رصيف شارع أبي نواس مستمتعاً بهواء دجلة العذب يدندن بأغنية سليمة باشا مراد التي لحنها الفنان الراحل صالح الكويتي :
" على شواطي دجلة مر . . ." ، أنعطف يساراً صوب الكرادة التي يحب ويسكن ، الكرادة فتاة بغدادية حلوة مغناج بضفائر سود وبعينين تشبهان عيون المها .
وصل مترنماً بأغنية الراحل ناظم الغزالي : " يم العيون السود . . " عند مفترق أحد الأزقة حيث مكان رمي القمامة ، احتشدت كلاب تحوم حولها ، داخلها ، تتشممها ، تلعقها ، علا نباحها يمزق سكون ليل بغداد ، إثر مروره .
القمر العراقي منير في عرشه ، تدغدغه غيمات بيضاوات رشيقات ، خطى كلكامش الأنيق تتعثر ، اخترقت أذنيه نباح كلاب القمامة ، أخذ يغني بصوت مرتبك أغنية : " هذا مو أنصاف منك . . . " ، مال يروم التقاط حجر يدفع به شر الكلاب ، فوجئ بالحجر عبارة عن : رأس كلب صغير ، بعينين حمراوين لامعتين كالجمر ، يظهر رأسه ورقبته من أسفلت الطريق ، طارت الرَّاحُ من رأسه ، شهق مرعوباً ، تردد صدى شهقته عريضاً ناصعاً حاداً في الزقاق الضيق المظلم المقوس ، أبتعد بِضْعَةِ خطواتٍ مرتبكةٍ ، أعوج على حجر آخر كبير فإذا بالحجر رأس كلب بفراء أبيض وخطم أسود وبنفس العينين الحمراوين اللامعتين ، أرتجف ، تضعضع ، تلفت حوله كعصفور تحاصره النيران ، دارت عيناه في محجريهما ، نظر إلى أعلى وجد القمر البغدادي يتكئ مسترخياً على وسادة من غيوم بيض.
أرتفع صوت لهاثه عالياً ، والكلاب تنبح بشراسة ، عيناه عبثاً تبحثان في الظلمة عن حجر ، تقدمت الكلاب الجائعة بنباحها المخيف الممتد نحوه بلا توان ، أرتعب ، أنهار ، لهث ، وراح يشاركها عواءها .
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر
