- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً

- مناشدة عاجلة لوزير الداخلية المصري بشأن مواطنين يمنيين
- تحالف قبائل محور شعيب: لا للخضوع لحكم طائفي وندعو لتحرك عاجل ضد الحوثي
- كيف أصبح الأمريكيون مدمنين للقهوة؟
- محكمة العدل الدولية ترفض الدعوى المقدمة من السودان ضد الإمارات
- واتساب يتوقف عن العمل على 3 أجهزة آيفون شهيرة بدءاً من اليوم
- قائمة سوداء لشركات صينية مهددة بالشطب من البورصات الأمريكية
- إسرائيل تعلن عن رد محتمل على الهجوم الحوثي بالقرب من مطار بن غوريون
- نتنياهو: الهجوم الجديد على غزة سيكون «مكثفاً» لنهزم «حماس»
- وصفوه بـ«بوق الفتنة».. إدانة يمنية واسعة لتصريحات شوقي القاضي حول طارق صالح
- تقرير موثق بالصورة.. ماذا حدث للمهاجرين الأفارقة في صعدة؟

في الجانب الايمن من شارع علي عبد المغني الاثير الى النفس والذاكرة , التقينا وجها لوجه , كان كمن يمارس التخفي , اذ جرت العادة ان يسير الناس في الجانب الايسر من الشارع اذا ارادوا الالتقاء بالآخرين , اتحدث عن الوجهة حين تاتي من التحرير .
_ اهلا بالحبيب ابن الحبيب , مددت يدي , اردف :- اتابع ما تكتب في (( الثورة )) يعجبني ويرفع راسي , خفضت راسي بعض الشيئ امتنانا لكلام حسبته لحظتها من ذهب .
شميز ابيض , وفوطه , وشال على الكتف , والباقي عمر عبد الله الوصابي , او عمر الوصابي , او عبده الوصابي كما اطلق عليه في تعز مدينة البدايات , ايام البوابير ((الدوش)) و((العنترناش)) ...
بعد ذاك اللقاء لم اره مطلقا , لم اسمعه , لكن هيئته اتذكرها مهيبة متواضعة تظهر من على الباب الداخلي لوزارة التربية والتعليم المبنى القديم الاثير ايضا بجانب المتحف الحربي , الذي لا ادري مالذي بقي من اسمه الأن !! .
بين تعز وعدن , لو كان ثمة صناعة سينما أسس لها هنا لكانت ملأت الارض افلاما تحكي نضال الانسان القاهر للطبيعة , ولطريق لم تكن طريقا , بقدر ماكانت معنى كبيرا تتوسطها الراهده , علامة اولى , القاعده علامة اخرى , لم يتبق الآن من الراهده سوى رائحة احمد الجابري , والقاعده لا احد يعرفها , وهي تشيح بوجهها عن الغير , فقد حولوها الى مجرد طريق , ولم تعد النقطة الرابطة بين جزئي القلب مطلعه ومنزله !! .
قال والدي رحمة الله عليه : في شارع 26 سبتمبر بتعز , كنت الملم (( اطماري )) بعد ان قطعت الجواز مهيئا نفسي للاغتراب في الكويت , في وسط الشارع التقيت عمرا والقاضي عبد الجبار , هنا يقصد المجاهد عميد اول اسر تعز نبلا , ملكية للاراضي , ووجها ابيضا لها ..., لمح مابيدي عمر , فاخذه مني ومزقه - لن تسافر- , وبارك ما فعل القاضي عبد الجبار , ولم يصدر عني أي احتجاج , فالاثنين اصحاب فضل ومهابه ......
((هما الاثنان فيما بعد اشتريا لي)) : (( بابور عنتر ناش )) قصد يقول (( InternationaI)) , اتذكره , فقد قدمت قبل 26 سبتمبر 62 اخضر المقدمة , وراء السائق آيه لا زلت ارددها : (( ومن يتق الله يجعل مخرجا , ويرزقه من حيث لا يحتسب )) , كان يسوقه عمي عبد الحبيب , يشتغل به عند شركة النصر , فيما بعد ذكرها لي هكذا ...كان ينقل به الاحجار والتراب , والزلط , عندما بنوا الكمب !!! .
عمر عبد الله الوصابي رحلة طويلة, محطاتها البارزة , عدن , تعز , الهند, حيث نال الماجستير , الكويت , صنعاء , حيث كان الرجلين الارياني د. عبد الكريم , ومحمد عبد الوهاب جباري , يعرفان الرجل معرفة حقيقية أي نوع من الرجال هو , الاول اخذه معه الى التربية والتعليم وكيلا في ذروة مجدها , فصار لصيقا بها كالزوج الكاثوليكي , وصف ابراهيم الحمدي رحمه الله تواجد الوصابي ليلا ونهارا : (( لقد تزوجها )) ...
كانت الشقيقة الكبرى هي من تختار وزير التربية في هذه البلاد , ولذلك فضحيتها الآخر كان حسين العمري , الذي خرجت من مكتبه بعد حوار طويل للنهضة الكويتيه , وانا اردد : هذا الرجل يملأ مكانه , الضحية الاولى كان الارياني , ومعه خرج عمرا الى الكويتية للتنمية العقاريه .
تمر السنون والاعوام مرهقة متثاقلة بطيئة بليده , يتوفى المولى محمد جباري , فيسقط جزء من الوصابي , يُساء الى الارياني اواخر حياته فيغادر , فيموت الجانب الآخر من الوصابي , اتذكر اللحظة ما قاله لي شيخ مشائخ الصحافه ابن الدحان : ما فيش فائده , ذات مساء في فندق سنان بعصيفرة تعز , قلت : يا عم صالح , اذا ضاقت بك فحسن مرقدك , كانت غرفته ملخبطه الى درجة العبث , ضحك تلك الضحكة التي نعرفها : يا بن بجاش رحلك , قلت لك ما فيش فائده !!!
غرفتي انعكاس للوضع العام .
توارى الوصابي او العم عمر , نسيه الجميع , كتبت عنه , ظللت انتظر علً احدا سينقل اليه , فيتصل , فاساله عن بيته , اين هوفازوره وابلغه بوفاة والدي ولو بعد سنين , فلم اسمعه ابدا .
حتى اذا خضعت لعملية العين , اختفيت اياما , لادري بعدها انه توفي , وانهم عزوا به على استحياء , فلعنت اللحظة التي تخذل الرجال .
لله الامر من قبل ومن بعد .
23 نوفمبر 2017
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر
