- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً

- مناشدة عاجلة لوزير الداخلية المصري بشأن مواطنين يمنيين
- تحالف قبائل محور شعيب: لا للخضوع لحكم طائفي وندعو لتحرك عاجل ضد الحوثي
- كيف أصبح الأمريكيون مدمنين للقهوة؟
- محكمة العدل الدولية ترفض الدعوى المقدمة من السودان ضد الإمارات
- واتساب يتوقف عن العمل على 3 أجهزة آيفون شهيرة بدءاً من اليوم
- قائمة سوداء لشركات صينية مهددة بالشطب من البورصات الأمريكية
- إسرائيل تعلن عن رد محتمل على الهجوم الحوثي بالقرب من مطار بن غوريون
- نتنياهو: الهجوم الجديد على غزة سيكون «مكثفاً» لنهزم «حماس»
- وصفوه بـ«بوق الفتنة».. إدانة يمنية واسعة لتصريحات شوقي القاضي حول طارق صالح
- تقرير موثق بالصورة.. ماذا حدث للمهاجرين الأفارقة في صعدة؟

لا يزال المشهد ماثلا امام عيني , حيث لا زلت في مقهاية عبد الله الابي بتعز26 سبتمبر .
كان (( الحشاش )) وهذا لقبه الاثير - رحمه الله – شريكا للابي , في المقهايه , وكانا يمثلان ثنائيا طيبا , كما كانا ثاني اشهر شريكين بعد العم جاود نوري واحمد عبد المجيد , من ظلا شريكين في استوديو جاود واحمد عبد المجيد على بعد خطوات من المقهايه , ظلا شريكين طوال عمريهما , لم يختلفا ابدا , وكان ولديهما عادل جاود وطارق عنواني تلك العلاقة المتميزة التي امتدت الى الاجيال اللاحقه , كان الثنائي الابي كذلك .
توفي الحشاش مبكرا , وما يزال اولاده يعمران المقهايه , وانتقل العم عبد الله الى السوق المركزي الى مقهايه جديدة مايزال معمرا فيها الى اللحظه , هذا اذا لم تكن قذيفة ما قد اجبرته على اغلاقها .
على الجانب الايسر من الباب الجنوبي للمقهاية القديمة صاحب الخبز , القصير بفوطته الطويله وكوفيته وابتسامته ذات المغزى والتي لا يفهمها الا علي الابي .
(( يا وليد )) نص خبز , (( يا وليد )) ربع خبز , وانت و(( بيسك )) , وانا آتي بعد العصر و وصاحبي رحمه علي الزعيم نخرج من عند الاستاذ الوصابي نقرأ عنده بعد عصر كل يوم القرآن , ونتعلم الخط والاملاء , في جيبينا معظم الوقت فلوس قليله , فنكيف انفسنا على ما معنا , ربع قرص , نص قرص , قرص كامل , وهنا يكون يوم عيد !!!
علي الابي بكوفيته المشجره , وفوطة تشكوا الهم يوميا من (( الجعث )) وابتسامة لا تفارقه !!! , اقلاص طالعين , اقلاص نازين , و(( بن يحي )) الطويل عم الابي , يراقب من يتلكأ في شرب الشاي , فتراه يمد يده الى عند لقف احدهم (( هِيا يبني كمل اشرب لك شارب البيض )) عندما يلاحظ كثرة الزبائن , فتسمع الهمهمات احتجاجا من بن يحي , هو لا يهتم , فيصلح مشدته , ويحمل الاقلاص الى ((الرصًه )) امام عبد الله الابي , والحشاش تراه هناك كحامي الحمى من زاويه الى اخرى بفرقة شعره على جنب وابتسامته التي تحمل الف مغزى ومغزى لم يفهمها سوى الراسخين في علم الابتسامه !!! , رحمه الله , نظل نتصايح معه على ماء الحنفيه خارج المقهايه تحت باب المدرسه !!! , علي كان يتوقف عن الحركه عندما تمر مظاهره او مسيره , فيقف احتراما ويهتف معهم
صعدت الى صنعاء , وذات صباح وانا اوزع الروتي با((لمحروسه )) اللاندروفر , وجدت علي الابي ينتصب امامي (( هيا موهو يبن الشيخ من يلحق الثاني )) : الله يا علي ايش جابك ؟ - تعبت من الشغل عند عبد الله قلت اجي اجرب صنعاء , وظل علي الابي عنوانا لمنتزه التحرير لاشهر ليست بالطويله .
فقد لملم نفسه وذهب الى عمنا احمد عبد الله رجل الأعمال المعروف صاحب اشهر مستودع (( الشرق الاوسط )) في الستينات والسبعينات , ومنتزه التحرير جرفت السماء حياة من امر بسحقه ذات مساء غيرة ونقمه !!! فمنتزه التحرير تعبيرا كان عن اهم مراحل جديد علي عبد المغني , فجمع اشتات شجاعته : يا عم احمد انا تعبتوا من طلاع ونزال القلاصات , - طيب مو تشتي يا علي ؟ - اشتي اشتغل بالمشوار , كان شكلا جديدا من اشكال العمل , عمنا احمد وافق , وحددوا المشوار بربع ريال , فاستمر يعمل بالاتفاق , ذات مساء , عاد الى العم احمد بعد ان مر علي : يبن الشيخ تعبتوا , طيب والعمل يا علي ؟ - تعال شجعني , فذهبت معه الى عند عمنا احمد : يا احمد عبد الله ايش رايك ابيع لك صنعاء , عمنا احمد وافق وسط استغرابي , فرحت اضحك في الدرج , لاسمعه يقول لعلي : بكم ؟ - بسبعه ريال !!! .
كان يومها سعر جواز السفر سبعة ريالات , قال عمنا احمد : اكتب يا علي ورقه انك بعتني صنعاء , وهذا ما كان !!! ,فاستلم الثمن , وبعد ايام كان علي الابي يطير فرحا , سيسافر الى السعوديه , و((صنعاء لعمي احمد لهم جني الاثنين)) !!! .
يا علي وحق السياره ؟ - معي من حق الشغل , سافر علي في لحظة دمعت عيني عليه كصاحب , - والله لا اراسلك يبن الشيخ انت صاحبي من تعز .
ذهب الطيب علي يبحث عن اللقمة الشريفة , لتمر سنوات , وذات ليلة عيد , وانا اقف امام المخبز في باب اليمن , سمعت من ينادي باسمي لارى يدا تؤشر لي من على تاكسي , اقتربت , - يبن الشيخ انا علي الابي , رُجُعك من السعوديه , جزعت ازورك , شل هديتك , طيب انزل , لا ششوفني عمك احمد وانا قد بعت , وذهب , ولم اره من يومها , كان علي عبد المغني مايزال زاخرا بروح الجديد , يمتد عبر باب اليمن من باب الكبير بشارع 26 سبتمبر بتعز , وثمة خيط من ذهب يربط بين مقهاية الابي , ومنتزه التحرير هنا .
لله الامر من قبل ومن بعد .
30 سبتمبر 2017
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر
