
- شراكة مميتة بين الحوثيين وحركة الشباب تهدد القرن الأفريقي وتضرب قناة السويس
- اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.. بين التفاؤل الحذر ومخاطر العودة إلى الهاوية
- زعيم كوريا الشمالية يتعهد ببناء «جنة اشتراكية» في بلاده
- الذهب يتجه للارتفاع الأسبوعي الثامن على التوالي
- ترامب يسعى لجذب الأضواء قبل الإعلان عن الفائز بجائزة نوبل للسلام
- وزير الخارجية السوري في بيروت الجمعة لبحث ملفات شائكة
- زلزال بقوة 7.4 درجة يضرب جزيرة مينداناو في الفلبين وتحذير من تسونامي
- الجيش الإسرائيلي يبدأ الانسحاب من غزة
- الرئيس التنفيذي لشركة "Petro Oil & Gas Traders" يؤكد أهمية التعاون الدولي في منتدى الغاز العالمي بسانت بطرسبرغ
- الجوع يلتهم صنعاء.. والحوثيون ينفقون الملايين على احتفالات المولد

شباك خشبي شاخت ملامحه ، طالها التعب ، تعب الجنوب ، مثلما طال التعب وجوهنا الجنوبية وعلاها حتى صار علامتها الفارقة ، مثلنا شباك عبد الرضا عناد ، شباك كدر كدرة حياتنا العراقية ، شباك قديم ، قديم مثل قصص الحب الأولى ، حبنا الأول ، يوم كان الخجل " المستحه " حاضراً . شباك خشبي مستطيل أكلته السنون ، يحيطه طابوق أصفر بحمرة الغروب متآكل متهالك عتيق أكلته التعرية الجوية مثلما أكل الزمن من جدران أعمارنا . أنه شباك عبد الرضا عناد حاضراً بكل مناخات حياتنا العراقية بعدسته الرائية .
جدران وشبابيك بيوتنا هي حياتنا ، أعمارنا ، احتضنتها بين أضمامتي عدسته ، ما إن رأيته ، رأيت شباكه ، شباكي ، شباك عبد الرضا عناد حتى وقفت مبهوراً أبكي حياتي الماضية ، مر قطار العمر سريعاً ، أنه شباك بيتنا الذي يقع في شارع النصارى " عكد العصملي " في مدينة الناصرية. آهٍ . أنه شباك حبيبتي الزباء ، زباء علي السباعي ، شباك الغرفة عينها التي ولدتني فيها أمي ، ياألهي . أنه شباك حبيبتي ، شباك الزباء ، يوم كان شاهداً علينا ، شاهداً على حبنا ، يوم كان الحب بالنظرات والرسائل ، لطالما احتضنت أضلعه الحديدية رسائلي ، ونظراتي ، وحسراتي مثلما احتضنت رسائل الشاعر الجنوبي رشيد مجيد حبه لليلى اليهودية التي تنتظره في ذهابه وإيابه ، عنده ، عند الشباك ، شباكي ، وكان شاهداً على حسراتهما ، مثله كمثل شباك وفيقة كان شاهداً على حب بدر شاكر السياب لها ، وكان شاهداً أيضا على حياة الزعيم عبد الكريم قاسم فيه ، يوم كان ضابطاً بنجمتين من ذهب محبة الناس في حامية الناصرية العسكرية ، الحياة قصيرة بدورتها ، دارت بنا ودرنا فيها ، تغربنا فيها حتى دارة الدارة (( بيت الشناشيل )) بشباكه الوحيد إلى عناد التتنجي ، والد الرائي الجنوبي عبد الرضا عناد ، وثقها بعينه الرائية ، دون حياتنا بلقطة فذة ، فريدة ، أرخت حياتنا بدموع الحبيبات وحسراتهن على رسائل الحب اللائي لم يقرأنها لأنهن لا يجدن القراءة والكتابة ، لأنهن بنات بيوت .
الناصرية
حزيران 2017 م
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر
