اعتبر وزير المالية الأسبق الدكتور سيف العسلي اعتزام حزب " المؤتمر الشعبي العام " الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبدالله صالح وجماعة  الحوثيين  خلال الأيام المقبلة تشكيل حكومة في صنعاء بمثابة اعلان مزيدا من الحرب والاقتتال والتدمير ومزيدا من فرض الحصار على اليمن.

واكد أن هذه الحكومة لن تكون دستورية ولا شرعية ولن يكون لها من قدرة على فعل شيء سوى الحرب, كما اعتبر أن حكومة عبدربه منصور هادي هي الأخرى غير شرعية ولا دستورية أيضا.

وشدد على أن جميع الأطراف لم يعد لديها شرعية بمن فيهم الرئيس عبدربه منصور هادي, متهما إياه بأنه جلب العالم كله إلى حرب ضد بلده.

وأكد العسلي خلال تصريحه لـ"أخبار اليوم" أن الجهة الوحيدة التي تمتلك الشرعية الدستورية حاليا هي مجلس النواب مكتملا وماعدا ذلك فهو كذب.

وأضاف " كل القوى المشاركة في الحرب لا تريد الحل وقد كان الحل في يدها ومع ذلك فما يزال ممكنا وهو عودة جميع الأطراف إلى دستور الجمهورية اليمنية كاملا غير منقوص وهذا يعني قيام مجلس النواب بتولي أعمال رئيس الجمهورية لمدة 60 يوما ويتم الدعوة خلالها لانتخاب رئيس للجمهورية تحت إشراف دولي ويتم إيقاف الحرب وإلزام كل فصيل في مكانه, ويتم تقديم الضمانات للقبول بالنتيجة أيا كانت وما عدا ذلك فهو مخالفة للدستور لأنه لا يوجد في الدستور مجلس سياسي ولا حكومة, ولذلك فأي تصرف يتم حاليا من خلال مجلس النواب في هذا الاتجاه فهو باطل ولا شرعية له".

ورأى العسلي في إعلان حكومة أحمد عبيد بن دغر أنها لن تتعامل مع البنك المركزي اليمني في صنعاء خطوة تنم عن حقد على الشعب اليمني على اعتبار أن البنك المركزي يخدم الشعب أكثر من أي فصيل آخر, وقال " من يتجه هذا التوجه فإنما يريد الموت للشعب جوعا, ولن تقبل به المنظمات الدولية ولا العالم الخارجي".

وتوقع العسلي ظهور قوى جديدة ستفرزها الأحداث الجارية التي يمر بها اليمن, واصفا هذه القوى بـ" العقلانية " بعد أن يتضح لها حجم التضليل الذي يمارس عليها الآن, قائلا " الحرب التي تدور منذ ما يزيد العام باتت منهكة للجميع وهي عبثية ولا يمكن أن تحقق أي انجاز لأي طرف, وأتوقع ظهور عقلاء من كل الفصائل والاتجاهات بعد توقف هذه الحرب وبعد أن يتخلوا عن تنظيماتهم وأحزابهم وتعصباتهم الداخلية والخارجية فالحزبية اليوم لم تعد مفيدة وغير مجدية وغير مرحب بها ".

وناشد العسلي المجتمع الدولي بإصدار قرار جديد من مجلس الأمن بوقف الحرب من أجل إنقاذ الشعب اليمني واقتصاده.

 ولفت إلى أن خيار انفصال الجنوب عن الشمال سقط بحكم عدم قدرة الجنوب على التوحد, موضحا " أن التعامل مع القضية الجنوبية قد يتم من خلال الاعتراف بالمحافظات الشمالية والجنوبية كمحافظات مستقلة لها سلطة محلية ثم يتم التفاوض على سلطة مركزية لليمن كله", مؤكدا " أن الحكومات المتعاقبة على اليمن الموحد منذ العام 1990م فشلت مثلما فشلت من قبل حكومات الشطرين قبل الوحدة, كما فشلت دعوة الجنوب العربي ".

وأضاف " الآن تم التأصيل للوحدة تأصيلا حقيقيا ولن تستطيع أي قوة تشطير اليمن من جديد أو تكوين دولتين مستقلتين فيه ومع على اليمنيين إلا أن يتعايشوا بحكم الأمر الواقع ".