- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً

- الاتحاد العام للإعلاميين اليمنيين يدين اعتقال الصحفي يزيد الفقيه ويطالب بالإفراج الفوري عنه
- شراكة مميتة بين الحوثيين وحركة الشباب تهدد القرن الأفريقي وتضرب قناة السويس
- اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.. بين التفاؤل الحذر ومخاطر العودة إلى الهاوية
- زعيم كوريا الشمالية يتعهد ببناء «جنة اشتراكية» في بلاده
- الذهب يتجه للارتفاع الأسبوعي الثامن على التوالي
- ترامب يسعى لجذب الأضواء قبل الإعلان عن الفائز بجائزة نوبل للسلام
- وزير الخارجية السوري في بيروت الجمعة لبحث ملفات شائكة
- زلزال بقوة 7.4 درجة يضرب جزيرة مينداناو في الفلبين وتحذير من تسونامي
- الجيش الإسرائيلي يبدأ الانسحاب من غزة
- الرئيس التنفيذي لشركة "Petro Oil & Gas Traders" يؤكد أهمية التعاون الدولي في منتدى الغاز العالمي بسانت بطرسبرغ

من جنبات كشك الجمهورية في شارع صنعاء تعز من مدينة ذمار كان (سعد) -الصبي الذي لم يتجاوز العشر سنوات- يحشر جسده الصغير بين زحام سيقان المارة، حاملاً ميزاناً يكبر حجم يداه.
إشتعال قرص الشمس يزيد من إظهار تفاصيله: ثيابه الرثة التي تشكو عثرات معيشته.. حذائه المقطوع في مجتمعٍ تندر فيه لمعان الأحذية الفاخرة.. جسده النحيل.. سمرة بشرته بعد إحتراقها بنيران التعب، وكل تفاصيله التي تصرخ بالوجع، عدا بريقٌ في عينيه يبعث الأمل، ويصقل نفَس الحياة في الأعماق مجدداً.
بين فوضى الزحام راح يتنقل منادياً: "ميزان.. ميزان.. سيدي اعرف وزنك.. سيدتي أصبحتِ بدينة؛ فلتتقدمي لتعرفي وزنكِ.".. لم يعره الكثير إهتمامهم، فنادراً ماكان يستوقفه أحدهم ليرفع قدماه عن الأرض بغرور واضعاً إياها على الميزان، أو فتاة تتباهى برشاقتها أمام رفيقاتها ليرموا بعد ذلك بضع ريالات على حجره.
بينما هو يواصل مسيرة حياة قد قُد قميصها من قبل، وأقفلت أبوابها في وجهه لتحجبه عن طفولته، وتفرض عليه الشقاء قائلاً: هييت لك، مر بقربه بائع ألعاب لطالما حلم باقتناء إحداها، إلا أنه لا يستطيع الإقتراب من مبتغاه حين يتذكر أن زوجاً من العيون ترصد تحركاته.
الشمس بدأت بإعلان الرحيل، يمر (سعد) مجتازاً كشك الجمهورية الذي يعرض في مقدمته مجلة ماجد بصورها الكرتونية الجاذبة لنظراته.. على مقربة من ذاك الكشك يجلس رجلاً على الرصيف، كان قد أشعل سيجارته وشد عليها الخناق بين سبابته والوسطى.
تقدم سعد نحوه، أدخل يده جيبه، أخرج كل ما فيه؛ ليصب تعب يومه بين يدي ذلك الرجل.. يتصبب عرقاً، ترتعش أطرافه، يتأتئ، وبحرقة تنهدٍ يقول له: " هذا كل ما استطعت تجميعه لتخزينتك غداً."
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر
