الأحد 29 يونيو 2025 آخر تحديث: السبت 21 يونيو 2025
بمناسبة يوم التراث العالمي 18 أبريل.. الحرب تدمر التراث وحامله الإنسان
الساعة 23:01 (الرأي برس ـ خاص)

فيما تحتفل شعوب وبلدان العالم اليوم 18 أبريل باليوم العالمي للتراث ، يتعرض التراث اليمني والآثار والمعالم التاريخية والإنسان معاً لحرب إبادة شاملة وغير مسبوقة في تاريخ هذا البلد الذي طالما أكتنز وتباهى وتفاخر بموروثه المادي واللامادي ، عبر القرون . 

إن الحرب التي تشهدها اليمن منذ أكثر من عام خربت وأحرقت وفجرت ودمرت الكثير من المواقع الأثرية والمدن التاريخية ، والمتاحف ، والمكتبات والمساجد والمؤسسات الثقافية ، والإذاعات ، والكنائس، وأماكن العبادة الأخرى ، والمقامات الدينية لكبار الصوفية ، ..الخ . 

وعلاوة على ذلك ، فقد طاول القصف بنيران المدفعية والصواريخ من الأرض والسماء ، القلاع ، والحصون ، والمواقع الأثرية بعضها دخلت قائمة التراث العالمي ، استخدم الكثير منها كثكنات عسكرية في قتل المدنيين ، كما استخدمت الجرافات والمعاول ، والديناميت في تفجير المساجد والبيوت القديمة ، والقبور ومقامات الأولياء . 

كل الأطراف استباحت الذاكرة التاريخية لليمن واليمنيين وكلها مدانة ، وبالدرجة الأولى ذلك الطرف الانقلابي الذي أشعل فتيل الحرب وحرك جحافل ميلشياته المسلحة لغزو المدن بعد إجتياح صنعاء في 21سبتمبر 2014 ، وخطف الدولة والدستور ، ونهب واستملك مؤسسات الدولة بما فيها المؤسسات الثقافية المختلفة والمدن التاريخية : مليشيات الحوثي، وكتائب المخلوع علي عبدالله صالح "عفاش" ( الحوث – فاشي) .

فللمرة الأولى 2015 -2016تعرضت مواقع ومعالم تاريخية هامة للتدمير والعبث كآثار الدولة الرسولية في تعز ، ولأول مرة تقصف قلعة القاهرة أهم معلم أثري في مدينة تعز واليمن أكثر من مرة ، عندما تحصنت بها مليشيات الحوثي والمخلوع لتقصف المدينة والمدنيين . ولأول مرة تستهدف الكنائس والمعابد في عدن من قبل الجماعات المسلحة للقاعدة ، ومليشيات ( الحوث – فاشي ) . ولأول مرة تقصف مدينة صنعاء التاريخية ودار الحجر ، ومدينة كوكبان بعد أن تحولت إلى ثكنات عسكرية حربية / مخازن أسلحة ، أما صعدة فهي مثخنة بحروب مختلفة يقصف جديدها والقديم وحالها في علم سيد الكهف . 
ولأول مرة خلال عام تدمر وتفجر المساجد القديمة ويغتال علماء الصوفية ، وتفجر مقاماتهم التاريخية في حضرموت وشبوة وتعز وعدن .. 

ولأول مرة يدمر سد مأرب ، وحصون صرواح ، ومدينة براقش ـ وإذاعة تعز وإذاعة حضرموت ، وقلعة باجل / ومتحف ذمار الإقليمي ، والمتحف الحربي بعدن ، وقلعة صيرة ، ورصيف السياح بالتواهي ، ومكتبة السعيد ، والمتحف الوطني بتعز وقصر صالة ومقامات الأولياء بهذه الكثرة والمنهجية في حضرموت وشبوة ، وتعز ..الخ من معالم التراث الثقافي اليمني .

هذه الذاكرة التاريخية العريقة قاومت لقرون عوامل التعرية الطبيعية وعوامل التعرية البشرية من إهمال وعبث وتهريب وسرقة ..الخ . إلا أنها خسرت الجولة أمام هذه الحرب الساحقة الماحقة للأرض والإنسان.

لهذا نطالب كل الأصوات المدافعة عن حق الإنسان في الحياة ، وحقه في الثقافة والجمال ، أن تنبذ صوت الواحد المدمر ، صوت الحرب والمليشيا : " لا صوت يعلو فوق صوت المعركة " .. لقد آن الآوان بعد أن فقدنا الإنسان وروحه ، وتاريخه ومدينته وبيته ومدرسته وهويته أن نسارع ونوجه نداءً إنسانيا للعالم بمنظماته المدنية من اليونسكو للتربية والثقافة والعلوم ، والالكسو ، وغيرها من المنظمات المحلية والدولية، العمل والتدخل الفوري لإلزام المتحاربين بالكف عن تدمير ما تبقى من تراث اليمن ، وإجبارهم على ذلك بموجب اتفاقية "لاهاي" لحماية الممتلكات الثقافية 1954 . 

نعم لوقف هذه الحرب المدمرة لذاكرة اليمن واليمنيين ، والتي شاركت فيها كافة أطراف الحرب : 
- جيش ومليشيات الحوثي وصالح 
- قوات التحالف 
- جماعات القاعدة وداعش وتوابعها .
ونعم لإيقاف نزيف المؤسسات الثقافية والمتاحف كونها تحت قبضة المليشيات أو سائبة تتعرض للنهب المنظم والضياع . 
أروى عثمان 
18 أبريل 2016

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً