الاثنين 09 يونيو 2025 آخر تحديث: الأحد 8 يونيو 2025
مسافرٌ زادهُ كأسان ... - أحمد الجهمي
الساعة 13:28 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


مُسَافرٌ في دُرُوبِ التّيهِ
مَا انْكَسَرا
وَخَلفَـهُ تحتسـي أحزانَهُ
الشُّعَراْ

****
 

كُلُّ المسافاتِ
في ترحـالهِ عبقتْ
حُبَّـــًا
كَأنَّ رؤاهُ أَورَقَـتْ مَطَـرَا

****
 

لم يَنفـهِ الحُـزنُ
مِن حَانيْ مَدَائِنـهِ
إلاَّ عَلى حَدقاتِ المُستحيلِ
سَرَىْ

****
 

تهجّـأَ الرَّملُ
من أسرارهِ صُحفًا
وكم تهجَّـأَ
في ثغرِ القِفارِ قُرى!

****
 

لـلّيلِ
مرفأ ألحـانٍ يلُوذُ بــهِ
حـرًا...
ليوقـدَ من أحلامهِ قمرا

****
 

لم تُرهِـقِ الرِّيحُ
سِرْبـًا منْ حَمائِمهِ يَومـًا...
وكمْ أُرهِقَـتْ أسرابُها سَفَرا

****
 

للشّمـسِ من قلبِـهِ فُلكانِ:
قافيـةٌ تطوي السماءَ
وحزنٌ شعَّ
فانهمرا

****
 

وللمحبــةِ في جنبيـهِ
موطنُها الـذَّاويْ
كأنِّي بـهِ من غربـةٍ
عُصِرَا

****
 

لم يورقِ الوطنُ المصلوبُ
في لغــةٍ
إلا تهجَّـأتُ
ريّـَـا قلبِـهِ عَطِرَا

****
 

مازالَ يتلـو
كتابَ النَّهرِ في دمنا
حتَّى يفيضَ على أحْدَاقِنا صُورا...

****
 

أدري بانَّ حشا صنعاءَ ينزفُهُ
شعرًا ... وألمحُ فيهِ ( الوقتَ منكَسِرا )

****
 

أدري بأنَّ ربيعًا في ملامحهِ
يستنجدُ الله فيـهِ كلَّما عبرا !

****
 

وأنَّ خُطوةَ قدِّيسٍ تبوحُ لنا :
هذا الملاكُ استوى ما بيننا بشرا ...

****
 

والحزنُ أولُ معراجِ الكمالِ...
فمٌ في الغيبِ رتَّلـهُ كالمشتهى سُورَا

****
 

والحربُ طفلتُهُ الأشقىْ
على مهلٍ يرنو إليها :
ألم تستلهمي الخطَرا ؟!

****
 

من أين جئتَ ؟!...
يجيبُ الحبُّ :
من مهجي الأنقى
سقتهُ ضروعُ الشَّمسِ فاستعرا

****
 

من أين يهمي الأسى ...؟!
من قلبِ داليةٍ
عطشى إلى وطنٍ يستمطرُ القدرا

****
 

مسافرٌ زادهُ كأسانِ :
واحدةٌ تذرو الجمالَ
وأخرى تنبتُ الكدرا !

****
 

مسافرٌ
وبلادُ الله في فمهِ وقلبِهِ لا ترىْ
من وجدهِ أثرا !...

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص