الأحد 25 مايو 2025 آخر تحديث: الاربعاء 21 مايو 2025
أيوب.. - يحيى الحمادي
الساعة 05:26 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


مِن شُرْفَةٍ يا صِراعَ الحُلمِ والكِبَرِ
يُطِلُّ (أَيُّوبُ) لَحنًا ذابلَ الوَتَرِ
.

 

يُطِلُّ أَيُّوبُ قَلبًا شاحِبًا.. غَدَرَت
بهِ الصِّراعاتُ غَدْرَ القَحطِ بالثَّمَرِ
.

 

يُطِلُّ أَيُّوبُ جُرحًا.. صَمتُ صاحِبهِ
إطلالَةُ الرُّوحِ بَينَ السَّمعِ والبَصَرِ
.

 

وبَينَ جَنبَيهِ خَوفٌ واقِفٌ, ومُدًى
صَلِيلَةٌ, واحتِشادٌ حُفَّ بالخَطَرِ
.

 

ووَردَةٌ حَاصَرَتهَا النَّارُ فانكَفَأَت
كَطائرٍ مَزَّقَتْهُ الرِّيحُ بالمَطَرِ

*****
 

مِن شُرفةٍ خَلفَ هذا اللَّيلِ مُشرَعَةٍ
على الأَسَى, واضطِهادِ اللَّيلِ لِلقَمَرِ
.

 

يُطِلُّ أَيُّوبُ شَعبًا رَوَّعُوا غَدَهُ
وأمسَهُ بالصِّراعِ الزائِفِ القَذِرِ
.

 

وأَشعَلُوا اللَّيلَ.. حتى لا نَجَاةَ بهِ..
مَن لَم يَمُتْ بالشَّظايا ماتَ بالسَّهَرِ
.

 

ما أَقذَرَ الحَربَ يا أَيُّوبُ فِي وَطَنٍ
صُعُودُهُ كُلَّ يَومٍ صَوبَ مُنحَدَرِ
.

 

يُقاتِلُ الشَّعبُ فِيها نَفسَهُ ويَرَى
رَدَّ الأَعَادِي طَريقًا غَيرَ مُختَصَرِ

*****
 

مِن شُرفةٍ غادَرَتها كُلُّ أُغنيةٍ
وطائرٍ, مُذْ رَمَاها كُلُّ مُحتَقَرِ
.

 

يُطِلُّ أَيُّوبُ أَرضًا أَهلُها سَفَكُوا 
ضِياءَها, كي يُعيدُوا عَصرَها الحَجَرِي
.

 

ثارُوا على كُلِّ نَبضٍ في جَوَارِحِها
وخَلَّفُوا الجسمَ لِلطاعُونِ والجُدَرِي
.

 

ومَزَّقُوا وَجنَتَيها بالصِّراعِ على
تَقَاسُمِ الوَهْمِ بَينَ الطَّيفِ والأَثَرِ
.

 

لَم يَحذَرُوا الغَدرَ بعدَ البَطشِ, فانتَكَسُوا
هَل يُهلِكُ الناسَ إلَّا قِلَّةُ الحَذَرِ!

*****
 

مِن شُرفَةٍ حُوصِرَت بالمَوتِ, لَيسَ بها
مِن مُؤْنِسٍ, أو حَبيبٍ ساعَةَ الكَدَرِ
.

 

يُطِلُّ أَيُّوبُ حُلمًا نازِفًا دَمَهُ
على المَوَاقِيتِ.. حتى لَاتَ مُصطَبَرِ
.

 

جِرَاحُ أَيُّوبَ زادَتْ حَولَ شُرفَتِهِ
وقَلبِهِ, واستَبَاحَت وَردَهُ (الصَّبِرِي)
.

 

كَأَنَّمَا كُلّ جُرحٍ في البلادِ على
ضُلُوعِهِ السُّمْرِ صَخرٌ حَطَّ مِن سَقَرِ
.

 

وقَلبُ أَيُّوبَ أَرضٌ.. كُلُّها مُدُنٌ
حَبيبةٌ, زَرعُها لِلطَيرِ والبَشَرِ
.

 

في قَلبِ أَيُّوبَ أَلقَى شاعِرٌ يَدَهُ
فَلَم يَجِدْ غَيرَ شَعبٍ بالإِخاءِ ثَرِي
.

 

مَن أَيقَظَ الحَربَ في عَينَيهِ! فازدَحَمَت
دُرُوبُهُ بالنُّعُوشِ الغُبرِ والصِّوَرِ!
.

 

مَن حَوَّلَ الشَّعبَ قطعانًا تُساقُ إلى
هَلَاكِهَا فاستَطَابَ القَفزَ في الحُفَرِ!
.

 

ما أَبشَعَ الحَربَ يا أَيُّوبُ.. كَم قَتَلَت
وكَم سَعَت لِاغتِيالِ الدِّينِ والفِطَرِ

*****
 

يا (بابَ مُوسَى) سَلامٌ.. هل أُصِبتَ كَمَا
قالَ المُذِيعُ؟ :وماذا قالَ في الخَبَرِ؟!
.

 

قالَ الذي كُنتَ تَخشَى قَبلَ أنْ يَصِلُوا
صَارَ "اليَهُودِيَّ" هذا الكَادِحُ (الحُجَرِي)
.

 

مَوْتانِ في البَابِ.. مَوتٌ سَاقَهُ نَفَرٌ
إلى البلادِ, ومَوتٌ جاءَ بالنَّفَرِ
.

 

في البابِ قَتلَى وجَرحَى لَستَ تَعرِفُهُم
عاشُوا وماتُوا لِزَرعِ الحُزنِ في الأُسَرِ
.

 

قَتلَى وجَرحَى.. و ا يَدري القَتيلُ ولا
يَدري الجَريحُ لِماذا جاءَ لِلقَدَرِ!
.

 

حُزنٌ ثَقِيلٌ.. وخَوفٌ كَم تُضاعِفُهُ
هذي المَتَاهَاتُ بَينَ المَوتِ والسَّفَرِ
.

 

ما أَطوَلَ الحَربَ يا أَيُّوبُ إن رَبَطَت
رُجُوعَهَا بانتِصارٍ غَيرِ مُنتَظَرِ

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص