- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً

- مناشدة عاجلة لوزير الداخلية المصري بشأن مواطنين يمنيين
- تحالف قبائل محور شعيب: لا للخضوع لحكم طائفي وندعو لتحرك عاجل ضد الحوثي
- كيف أصبح الأمريكيون مدمنين للقهوة؟
- محكمة العدل الدولية ترفض الدعوى المقدمة من السودان ضد الإمارات
- واتساب يتوقف عن العمل على 3 أجهزة آيفون شهيرة بدءاً من اليوم
- قائمة سوداء لشركات صينية مهددة بالشطب من البورصات الأمريكية
- إسرائيل تعلن عن رد محتمل على الهجوم الحوثي بالقرب من مطار بن غوريون
- نتنياهو: الهجوم الجديد على غزة سيكون «مكثفاً» لنهزم «حماس»
- وصفوه بـ«بوق الفتنة».. إدانة يمنية واسعة لتصريحات شوقي القاضي حول طارق صالح
- تقرير موثق بالصورة.. ماذا حدث للمهاجرين الأفارقة في صعدة؟

الإهداء:
إلى الدكتور أحمد علي عبداللطيف في سجن خاطفيه
.....
كأنك وإب تتقاسمان في هذا البهو الموحش ، ليالي قرية نائيةٍ نسيها الزمن ، كما ينسى بعض المسافرين حقائبهم وأمتعتهم الشخصية ، وستجد في ليل إب ما يذكّرك بليالي قريتك المكتظة بتأوّهات عاشقٍ ، كان يعتقد أن العالم يلتقط صدى - غير مشوّشٍ- لتأوّهاته الحارّة ، وعذاباته المكسوّة بمغامراته الأسطورية ، وبطولاته المؤثّثة بالخيالات والفراغات الميّتة.
في إب لا تجد ماتمنح الليل ، سوى الكآبة وبعض الحكايات العامرة بالخذلان والإنتكاسات المتوالية ، غير أن إب تبدي كرماً من نوع ما ، فتمنحك ليلاً إستثنائياً جافاً من أي أنثى ، قد تبث في روحك - المنشطرة وتوقك المكسور - الحياة ، تاركةً إياك كحارس مقبرة مهجورة .
لا شيء يوازي بقاءك - وحيداً - في ليل إب المنذور للصمت وهواجس الحروب المفزعة ، ولا آمال كافية لمعانقة المستقبل ، لتدرك بعينين مريضتين ما الذي ينتظر إب ...؟
وحدكما( أنت وإب) في مواجهة كل هذا الليل ، وستجدان في بهو العتمة ما تتحدثان به الشوارع المزدحمة بالوحشة..... الهلع المرابط بأرصفة المدينة وأزقتها .......
التوجس واليأس الملتصق بأعمدة الكهرباء الأشبه بأعمدة الزينة ، مذ تخلتْ عن القيام بدورها في منح العامة ....... وأفئدة جافة من أي أمل ، يمكن لطائرات التحالف أن تعيد إليها الحياة المفترضة.
تقف إب أمامك كسيدة مفجوعة ، لتمنحك مروياتها .... أحمد علي عبد اللطيف وشجاره اليومي - متسلحاً بعصاه -مع أطفال حارته الصغار، وضحكاته وهو يعدو كطفل كبير ، ركل سنوات عمره لائذاً بطفولةٍ ، يدرك الدكتور أحمد علي في مكان اختطافه ، معنى اغتيال الطفولة ومصادرة بياضها الأنيق .
لم تعرف إب - حتى اللحظة - مكان اختطافه ، لكنها تحتفظ - تماماً - بملامح خاطفيه ، وتعرف - كأي موجوع - كيف تدير جراحاتها وتستعيد وتلملم ملامح قاتلها كبقايا نافذة مهشمة من على الأرصفة ، التي ما زالت تحتفظ ببقايا ظل لحنجرة إب وصوتها القادر على هزيمة الكراهية والعنف والموت.
إذ لا يمكن لمدينة كإب أن تحيا بكامل توقها المضيء ، وهي تدرك أن أحمد علي عبداللطيف ما زال مختطفاً ، لكنها تدرك تماماً أن الدكتور أحمد علي عبداللطيف سيبقى محفوراً في تفاصيل أزقتها الكثيرة وشارعيها الوحيدين ، كحكاية لن نمل سردها - وإب - للمارة والمريدين كلما تذكروا أن مدينتهم إب
ما زالت حتى اليوم رهينة في قبضة العتمة والغباء المقامر.
كنا نظن - عقب إعلان قوى التحالف من وقف حربها على اليمنيين - أن الحوثيين سيمنحون قيم التسامح والمحبة والألفة الفرصة الكافية للتوغل في حياة اليمنيين ، بدلاً من الكراهية والحقد والثارات المتفاقمة ، إثر اجتياح الحوثيين للمدن والسطو على وظيفة الدولة ومؤسساتها الحكومية ، ناهيك عن مجمل الممارسات التي نالت من حقوق المواطنين وحرياتهم السياسية والإجتماعية، غير أن الحوثيين يغفلون ما نحن عليه - وهم - متناسين أن التضحية والرضوخ لصوت العقل ، وإيقاف كل العمليات القتالية - يحقق النصر الحقيقي ، ويمنح حركتهم وجماعتهم الإستمرارية والنمو، كحركة منحت اليمنيين فرصة الحياة بعيداً عن الرصاص وقدائف الطائرات المعادية ، وربما يدرك الحوثيون أن تمادي الإصلاح والمشترك في الدفاع عن الحكومة ، منحه الفرصة غير المكلفة لإستلام تركة المشترك ، غير أنه - وكما يبدو- من خلال تماديهم وعدم إستجابتهم لدعوات العودة إلى الحوار ، يهدون الإصلاح وكافة المعارضين الفرصة التي كانت سبباً في ظهور الحوثيين كلاعب وحيدٍ في ملعبٍ، منح الحوثيون جميع اللاعبين الكروت الحمراء.
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر
