الأحد 08 يونيو 2025 آخر تحديث: الأحد 8 يونيو 2025
عبد الكريم المدي
عدن التي احتضنتني واجابت عن الأسئله
الساعة 20:55
عبد الكريم المدي

غادرتُ صنعاء يوم 13 ديسمبر 2017 ..كان المشهد غائماً وتشديد أمني ، وصلت عدن ، بعد أيام ، ناجيا وتنفّست ريحة الأمان فيها.

أستقبلتنا مدينة التعاييش ، زارتنا قيادات وزملاء وأصدقاء لمقر إقامتنا وكانت دقائق لقاءاتنا بها تحمل دفقات الطمأنينة وكأنّها عبير نستنشقه حقّا من ( جنّة عدن ).
كل وجه كان يقابلنا ويسأل عن أحوالنا مثّل لنا باباً للطمأنينة وقبساً في أفق نضالنا شمالاً وجنوباً.

لقد تحوّلت من مدينة ، طالما أحببتُها، لفردوس لي أنا وأطفالي وزملائي ،كل لحظة أمان فيها كانت تلويحا من سحر الأمل وفُسحة الأجل.

بكل ما في الكلمة من معنى، كانت البلسم الذي يطبّبك ، يغسلك ويرمم نفسك وكل ما أعتكر طريقك وظروفك.


زُرتها أواخر العام 2024، كانت قصيرة لكنها ملأتني طاقة كما عهدتها ، شممت عطر تلك الأيام الخالدة في نفسي.

خلال زيارتي لها - بعد سنوات طويلة - جرّبت الخروج مرارا ووضعت أرقام من عرفوني وأعرفهم في القائمة " المفضّلة " وبالفعل لم أستخدمها ولم أضطر للإتصال بصديقي مختار اليافعي الذي دعاني مرارا للعيش فيها، ولم أراسل صلاح العاقل ومنصور صالح وعلي محمد ناصر.

لا أدري كيف أترجم لكم إنّي أستنشق فيها الأمان وريحة أبي - رحمه الله - الذي زارها وعاش فيها لعدة أشهر قبل ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر.

غادرت عدن بعد تلك الزيارة القصيرة وأتمنى العودة لها في أقرب وقت ، أحتاجها بقدرما تحتاج لمحبيها وعرفانهم لها.

أقسم إنّ نسائم ساحل أبين في أنفي، عطر الذاكرة وبخور الحيوية، ولكريتر يبقى حب خاص ، هي بخور الأزمنة ومسك الأمكنة، ينقص سنينك عمرٌ إذا عبرت من عدن ولم تكسب زيادة سنوات جديدة في رصيدك تمنحك إياها أزقتها وأهلها وأسواقها الضيقة مساحة ، الواسعة حياة وجمالا.

أختم بخلاصة وتحية وهذه تخصّ العميد طارق صالح الذي مثل ظهوره وحضوره مطلع العام 2018 نسائم ومعنويات أخرى كسحابة محملة بغيث كانت حقولك وزرعك تحتاجه جدا، ويقينا لا زال هطل صوته وصورته تسقي الأرض والفؤاد.

وهنا لا بد من شكر يملأ الدنيا للدكتور أحمد عُبيد بن دغر والتحالف العربي بقيادة السعودية الشقيقة الكبرى  والإمارات الحبيبة.

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص